مصير الديموقراطية التوافقية على المحك؟! | أخبار اليوم

مصير الديموقراطية التوافقية على المحك؟!

عمر الراسي | الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

كلما ارتفع منسوب حدة كلام الحزب كلما تأكد ان الاوضاع في المنطقة ستشهد تغيرات

  عمر الراسي - "أخبار اليوم"

حالة من الغموض وعدم اليقين حول المستقبل، تسود الشرق الاوسط ومن ضمنه لبنان، حيث تدل المؤشرات على ان هذه المنطقة لا تزال بعيدة من الاستقرار بوجهيه السياسي والاقتصادي، لا بل حالة الفوضى والاضطراب المتزايدة وحدها السائدة.

هذا الواقع ينعكس على الداخل مما يجعل القوي والضعيف، في حالة من الخوف.

واشار مصدر سياسي واسع الاطلاع ان الاول يخشى من المواجهة، والآخر يخشى من انقلاب موازين القوى في المنطقة لهذا السبب نرى مواقف خارج المعقول.

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لفت المصدر الى المواقف والتصاريح الاخيرة الصادرة عن حزب الله، أكان من قبل امينه العام السيد حسن نصر الله او القيادات فيه، قائلا: في سنوات انطلاقة الحزب لم تكن المواقف في هذا المستوى الحاد في التعاطي مع الداخل، بل كان خلافه مع الغرب ... ولم يتوجه وقتذاك الى اللبنانيين، اما اليوم فقد انقلب المشهد، اذ بحزب الله يصوّب بشكل مباشر على شركائه في الوطن، الامر الذي ينطوي على خطورة كبيرة.

وابدى المصدر اعتقاده انه كلما ارتفع منسوب حدة كلام الحزب كلما تأكد ان الاوضاع في المنطقة ستشهد تغيرات.

 

وردا على سؤال، توقف المصدر عند "عجقة" الاتصالات الاقليمية والدولية ذات الطابع العسكري، الحاصلة اليوم، التي لم نشهد مثيلا لها منذ العام 1982، متحدثا عن تشاؤم دول الغرب من النتائج التي يمكن ان تفضي اليها المفاوضات النووية في فيينا. ما يجعل لبنان والمنطقة امام ابواب مفتوحة على احتمالات شتى.

 

اما على صعيد التحرك السياسي اليومي، علق المصدر ساخرا: "هذه الحركة من اجل ان تكتب الصحف"، وليس لها اي مفعول، حيث كل واحد في هذه الحكومة يعمل على ليلاه، وكأننا نعيش في ظل وزراء وليس وزراء في حكومة، على اي حال هذا الانطباع اوحى به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حين قال من القصر الجمهوري، بعد لقائه الرئيس ميشال عون، منذ نحو اسبوعين، «الحكومة ماشية لكن مجلس الوزراء مش ماشي».

وانتقد المصدر اداء الوزراء، سائلا: هل يحق لوزير ان يجري مفاوضات في الخارج دون موافقة مجلس الوزراء، هل حصل تنسيق مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية.

الى ذلك وردا على سؤال حول مطالبة عون مجلس الوزراء بالانعقاد دون اتخاذ اجراء حازم، قال المصدر: لا يجوز ان يكتفي بالمطالبة بل عليه ان يفرض.

وهنا رجح المصدر ان تكون دوائر القصر الجمهوري اجرت الاتصالات اللازمة مع حزب الله، ولكن تبين لها من خلال عناد الموقف حول "قبع" المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، ان لا مجال للتسوية.

وقال: لكن في المقابل، عون يطلب انعقاد مجلس الوزراء بمن حضر، الامر الذي يطرح عدة تساؤلات هل الامر ناتج عن قرار وطني سيستتبع بفرض هيبة الدولة والدستور، ويكون مقدمة لخروج لبنان من الحالة التوافقية الى الحالة الدستورية؟ او هل الهدف ان تسقط الحكومة من خلال استقالة الوزراء الشيعة وحلفائهم وبالتالي تعطل الانتخابات الرئاسية والنيابية؟!

 

وهنا اشار المصدر الى انه ازاء المشهد الداخلي، الدول الغربية لا تنصح ميقاتي بالاستقالة رغم كل الملاحظات على اداء حكومته، لان ما يهمها الا يحصل شغورا حكوميا في لبنان يؤدي الى ما يريده البعض اي تطيير الاستحقاقات المنتظرة؟

وختم: القضية تقف هنا، بمعنى ان ما يحصل اليوم على الساحة المحلية يتخطى مصير الحكومة، بل يضع على المحك مصير الديموقراطية التوافقية، ومصير حزب الله، ومصير الانتخابات من النيابية الى الرئاسية .

للاطلاع على مقال تحت عنوان: "الراعي يحذر من "بروفا" التعطيل... هل تخلق الذرائع لتثبيته؟!"

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار