فخامة الرئيس... إدارتك مسؤولة عن انهيار الليرة | أخبار اليوم

فخامة الرئيس... إدارتك مسؤولة عن انهيار الليرة

| الثلاثاء 04 يناير 2022

عوني الكعكي- جريدة الشرق
لا نتجنّى عليك يا فخامة الرئيس عندما نقول إنّ إدارتك مسؤولة عن انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية التي بقيت منذ عام 1993 وحتى عام 2019 ثابتة بالرغم من جميع الأحداث التي مرّت، والتي لا بد من أن نذكّرك بها وهي:
أولاً: الحرب الاسرائيلية عام 1994 وضرب الكهرباء، وكان ذلك أيام شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري، وكان السبب الأساسي للحرب هو تنامي قوّة وقدرة «حزب الله» العسكرية... وقد بدأت الحرب عندما أقدم جنود إسرائيليون على خطف أحد قياديي حزب الله مصطفى ديراني. هذا وقد قصفت المقاتلات الاسرائيلية موقعاً لحزب الله وقتلت 50 من مقاتلي الحزب.
أما عام 1996 فقد قصفت إسرائيل محطات الكهرباء اللبنانية، كما قامت بقتل مائة مدني كانوا مجتمعين في قاعدة للأمم المتحدة.
ثانياً: اغتيال شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادي في لبنان.
ثالثاً: حرب 2006 وعنوانها «لو كنت أعلم» والتي كلفت 15 مليار دولار خسائر في البنية التحتية و5000 قتيل وجريح من الشعب اللبناني والجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية والتي يُحِبّ أن يسمّيها السيّد نصرالله حرب النصر الإلهي.
رابعاً: تعطيل كل حكومة تتشكل سنة كاملة والسبب كما قلته من فمك «لعيون جبران أو صهر الجنرال ما تتشكل حكومة»، وللأسف صار هذا التعطيل عادة.
خامساً: تعطيل استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنة ونصف السنة، يوم انتخب الرئيس ميشال سليمان، وكما هو معروف وبالرغم من كل محاولات قام بها من أجل إقامة طاولة حوار من أجل أن يكون السلاح بيد الدولة اللبنانية.. فإنّ الحزب العظيم رفض هذا الكلام، وكان هناك تصريح لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ان ما قاله فخامة الرئيس: «انقعوه واشربوا مياهه»، طبعاً فخامة الرئيس لم يرد على هذا الكلام الذي لا يليق بالعمل السياسي.
سادساً: سنتان ونصف السنة تعطيل انتخابات رئيس للجمهورية لأنّ السيّد حسن قال: «إما أن تنتخبوا ميشال عون أو لا رئيس».. وهكذا بقينا لمدة سنتين ونصف السنة، الدولة معطلة من دون رئيس جمهورية بسبب هذا الإصرار، وهذا لم يحصل مثله في تاريخ لبنان أو في أي بلد ديموقراطي آخر في العالم.
سابعاً: منذ اليوم الأول لمجيئك الى الحكم، وأنت تضع أمامك شخصين تعتبرهما عدوين لك: الأول حاكم مصرف لبنان والثاني قائد الجيش. لأنّ الاثنين مرشحان لرئاسة الجمهورية... لذلك كان همّك الوحيد تعطيل المؤسستين الأهم في الادارة اللبنانية..
على كل حال، بالعودة الى معلومات دقيقة وموثقة نعرضها للمواطنين، ليعلموا السبب الحقيقي الذي أدّى الى انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار:
القصة كما وصلتني، أنّ وفد صندوق النقد الدولي جاء الى لبنان في مطلع عام 2020.. للبحث في خطة لإنقاذه، وكانت لديه صلاحية البت بخطة «سقوفها» 8 مليارات دولار أميركي من دون الرجوع الى واشنطن. في الاجتماع الأول مع رئيس الحكومة العبقري الاستاذ حسان دياب قال: «إنّ لبنان لا يحتاج الى مساعدة الصندوق، وعندما سأله رئيس الوفد كيف السبيل الى معالجة الكارثة؟ أجاب دولة الرئيس: إنّ الدولة ستصفّر دينها (zero the debt) بكلام آخر لن تدفع دين المركزي الذي هو مجموع أموال الشعب اللبناني، عندها قال رئيس الوفد إنّه في الأزمة المالية العالمية عام 2008 هبّت الدول لإنقاذ البنوك بضخ أموال بلا حدود إليها، وأخذت أسهماً لقاء هذه الأموال وبعد التعافي بيعت بربح، أما أنتم يا دولة الرئيس فتفعلون العكس، أي تُفَلّسون القطاع المصرفي. عندها قال أحد مستشاري دولته واسمه «شوول» إنّ هناك خمس رخص جديدة ستقيم نظاماً مصرفياً جديداً، ساد جو من الصمت لبضع دقائق وسط ذهول أعضاء الوفد وانتهى الاجتماع.
بالمناسبة، ان المسؤول في الصندوق الذي أعطاني المعلومات هو مقرّب جداً من رئيسة الصندوق كريستالينا جيورجيا.
هذه الحادثة تؤكد ان القطاع المصرفي، الذي سقط بسبب قرار الدولة بالإمتناع عن تسديد الأموال التي استلفتها الدولة اللبنانية من البنوك.
وطالما اننا نتحدث عن مسؤولية العهد، أو بالأحرى إدارة هذا العهد الفاشل في انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، فلا بد هنا أن نُذكّر بأن إنقاذ لبنان كان ممكناً، ولكن الحقد والغيرة والخوف من رياض سلامة جعلت فخامته ينتقم من رياض سلامة حتى ولو أدّى ذلك الى انهيار الليرة اللبنانية من دون أن ننسى أنّ قائد الجيش ايضاً هو العدو الثاني لفخامته.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار