سياسة إسرائيلية جديدة... إضعاف إيران ككل | أخبار اليوم

سياسة إسرائيلية جديدة... إضعاف إيران ككل

| الأحد 09 يناير 2022

تل أبيب تخشى أنشطة اجتماعية لطهران بسورية... ومُسيّرات «حزب الله»
سياسة إسرائيلية جديدة... إضعاف إيران ككل

من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة -"الراي"

يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، وضع سياسة جديدة ضد إيران، هي «إضعافها ككل، وليس فقط وقف برنامجها النووي».

وكتب الصحافي عميت سيغل، في مقاله الأسبوعي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الجمعة، أن «عقيدة رؤساء الحكومة في إسرائيل حتى اليوم، كانت منع إيران من الحصول على سلاح نووي وإضعاف أذرعها في المنطقة».


ولفت إلى أن رئيس الحكومة السابق بنيامين «نتنياهو جعل العالم يفرض عقوبات تشلّ النظام الإيراني، لكنّ العقوبات لم تكن هدفاً، بل وسيلة لإجبار الإيرانيين على التنازل عن أحلامهم النووية... انهيار الريال وارتفاع البطالة، كانا نجاحاً حصلنا عليه كأعراض جانبيّة للحرب الرئيسية».

لكنّ الهدف الذي يضعه بينيت، بحسب سيغل، أن «تفعل إسرائيل للإيرانيين ما حاولت إيران فعله للإسرائيليين»، مضيفاً «بنى الإيرانيون بنجاح كبير حول حدود إسرائيل، تهديدات تكتيكيّة مزعجة تسيطر تدريجياً على انشغال متزايد من رئيس الحكومة وحصّة وازنة متزايدة من موازنة الدولة... (رئيسا الحكومة السابقان) إسحق رابين وإيهود باراك، استُنزفا بنقاشات عن قطاع الأمن، غزّة ملأت ولاية (رئيس الوزراء السابق أرييل) شارون وبدرجة كبيرة ولاية (رئيس الوزراء السابق) إيهود أولمرت، ونتنياهو استثمر ساعات غير محدودة بتزايد القوّة الإيرانية في سورية (...) إسرائيل حقّقت سلسلة إنجازات تكتيكية، انعكست بفشل إستراتيجي كبير».

وتساءل سيغل «ما الذي سيحدث عندما يحتاج الإيرانيون إلى الانشغال أكثر وأكثر بتهديدات داخلية تشكّلها لهم دولة إسرائيل؟ وعندما يجتمع المجلس الثوري الإيراني مرّتين أسبوعياً بسبب تهديد في الموازنة، نتج بصورة غامضة، أو بسبب اضطرابات اجتماعية تساهم إسرائيل فيها؟ في الحرب الباردة طارد الأميركيون والروس بعضهم البعض من دون توقّف، حتى أجبِر الاتحاد السوفياتي من قبل (الرئيس الأميركي السابق رونالد) ريغان على الصرف أكثر مما يقدر عليه... وانهار».

وسبق لبينيت، أن شبّه العلاقات الإسرائيلية - الإيرانية بالعلاقات الأميركية - السوفياتية خلال الحرب الباردة.

في موازاة ذلك، نقل المراسل العسكري لصحيفة «يسرائيل هيوم»، أول من أمس، عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنّ «العمليات الإسرائيلية في سورية، هي جزء من حملة استراتيجية أوسع بكثير، بهدف تقليص التأثير الإقليمي لإيران وقوّتها».

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت صحيفة «هآرتس» عن تبنّي الأجهزة الأمنية عقيدة جديدة، تضع في صلبها «الشعب الإيراني، أو على الأقلّ الجمهور المتعلّم فيه».

في السياق، نفذ الجيش الإسرائيلي، خلال العامين الماضيين، «عمليات عسكرية برية شملت مئات العمليات السرية وإطلاق صواريخ متطورة» في منطقة الجولان، بهدف إبعاد إيران و «حزب الله» عن المرتفعات السورية المحتلة، بحسب المحلل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان.

وقال فيشمان، الجمعة، «جرت هذه العمليات من خط الحدود (في الجولان المحتل) وداخل الأراضي السورية وهدفها السماح بتحول في توازن القوى في الجولان».

وتأتي هذه العمليات إلى جانب الغارات التي تشنها إسرائيل في عمق الأراضي السورية، التي يتوقع أن تكون مكثفة أكثر في العام 2022، بحسب فيشمان. وتابع «سيتم استهداف عدد أكبر من الأهداف المرتبطة بالنظام السوري والتي تخدم المصلحة الإيرانية في إطار ممارسة الضغوط على (الرئيس بشار) الأسد».

وبموجب تقييم إسرائيلي، فإن الأسد يقف الآن عند مفترق طرق، «بين إعادة إعمار سورية أو الاستمرار بمنح يد حرة للإيرانيين من أجل تنفيذ خطتهم الاستراتيجية في بلاده، غير أن إسرائيل هي لاعب واحد فقط، وليس الأكثر تأثيراً بالضرورة، في الضغوط الممارسة عليه».

ورأى فيشمان أن «المصلحة الإسرائيلية بطرد الإيرانيين تنسجم مع المصلحة الروسية، التي تبحث عن سبل لتعزيز الجهات البراغماتية حول الأسد من أجل فتح سورية على العالم».

وأشار إلى أن «مصر والأردن تسعيان إلى إعادة سورية إلى الجامعة العربية شرط إزالة التأثير الإيراني... والأميركيون مستعدون للتوصل إلى تسوية مع روسيا والانسحاب من المنطقة شرط رحيل الإيرانيين أيضاً».

ورأى أن التقديرات تشير إلى أن الأسد بات مستعداً لاتخاذ القرار، «فقد انتصر على المتمردين، ويسيطر على نحو من 60 - 70 في المئة من الأراضي السورية، والأهم من أي شيء آخر، حقق حلم سلالة الأسد بتغيير ديموغرافي جوهري، فقد غادر 3.5 مليون شخص سورية، وستة ملايين آخرين يتجولون داخلها كلاجئين، وغالبيتهم مسلمون سنّة، والأقلية العلوية الحاكمة، التي شكلت في الماضي من 11 - 12 في المئة من سكان سورية، تُقدر اليوم بثلث السكان».

ويعتبر مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية، أن «حزب الله» جمّد نشاطه في الجولان «غير المحتل»، ولم يعد يستثمر موارد فيه، كما كان في الماضي، وأن السبب الوحيد لاستمرار انتشار قوات من الحزب في المنطقة، أن أمينه العام حسن نصرالله، «لا يمكنه أن يسمح لنفسه بأن يبدو كمن استسلم للضغوط الإسرائيلية»، إلا أن هذه التقديرات في الدولة العبرية تنطوي على تناقض معين.

وبحسب فيشمان، فإن «حزب الله وإيران بدآ في الاستثمار بأنشطة اجتماعية من أجل غرز جذور عميقة في الجولان، واكتسب الإيرانيون ولاء قرى كاملة».

من جانبه، أشار المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، إلى جانب آخر من المواجهة بين إسرائيل و «حزب الله» الذي أطلق أخيراً، عدداً من الطائرات المسيرة (درونز)، باتجاه إسرائيل والتي أسقطها الجيش، بعد تجاوزها الحدود أحياناً.

وقال هرئيل إن «حزب الله يستخدم الطائرات المسيرة من أجل جمع معلومات استخباراتية لأغراض عسكرية، وفي الوقت نفسه، يستعين بالمسيرات من أجل مراقبة انتشار الإسرائيليين على طول الحدود وقدرتهم على رد سريع، وسيوسع استخدام هذه الوسيلة في حال نشوب حرب على طول الحدود الشمالية».

وأسقط الجيش في أغسطس الماضي، طائرة مسيرة دخلت الأجواء الإسرائيلية، حيث تبين أن الصور التي التقطتها «الدرون» لم تتضرر، بينما عثرت شعبة الاستخبارات العسكرية على صور لمشغلي الطائرة، ولانتشار القوات الإسرائيلية في أجزاء من المنطقة الحدودية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار