هذا ما قاله بوغدانوف لمسؤول كويتي عن لبنان | أخبار اليوم

هذا ما قاله بوغدانوف لمسؤول كويتي عن لبنان

| الثلاثاء 08 فبراير 2022

المساعي العربية والدولية لتنقية الأجواء في ذروتها... 


"النهار"- وجدي العريضي

عادت الحركة المكّوكية العربية والدولية باتجاه لبنان، لتذكّر بتلك الحقبة التي مرّ بها البلد في السبعينيات والثمانينيات، بغية التوصّل إلى وقف الحرب يومها، وإنقاذ لبنان ممّا كان يتخبّط فيه من حروب وأزمات، حيث تصدّر الواجهة في حقبة السبعينيات المبعوثان الأميركي والفرنسي دين براون وكوف دو مورفيل، وصولاً إلى مرحلة الثمانينيات، حيث كان نجمَي الديبلوماسية العربية أمير الكويت الراحل، عندما كان وزيراً للخارجية، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود فيصل، إلى مبعوثين وموفدين عرب وغربيين وسواهم.

الآن، ومع اشتداد العواصف السياسية والاقتصادية في لبنان، وتحلّل الدولة، إلى الأزمة اللبنانية ‒ الخليجية المتفاقمة، عادت الديبلوماسية الخليجية والعربية والغربية إلى الواجهة، لعلّها تصل إلى تسوية ومخارج لانتشال لبنان من المستنقع الذي يقبع فيه، ولذا، فإن أكثر من عاصمة عربية وغربية تعمل على خط هذه المساعي، ولا سيما بعد الأجوبة الإنشائية على المبادرة الكويتية ‒ الخليجة ‒ الدولية، حيث نُقل عن أكثر من وزير خليجي، أنها لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، وكأنها صادرة عن حزب أو تيار، لا عن دولة لها سيادتها وكيانها، إضافة إلى أن ما جرى في الساعات الماضية من تصعيد من قبل "حزب الله" على المملكة العربية السعودية تحديداً، وعلى دول الخليج، واستعمال مفردات خشبية وتخوينية، فذلك قد يعيد الأمور إلى المربع الأول الذي قد يتوّج بمقابلة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، المُتوقّعة اليوم، بعدما سبق أن أرجئت بعد ارفضاض مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي التأم في الكويت، تماهياً وتناغماً مع حليفيه رئيس الجمهورية ميشال عون، و"التيار الوطني الحر" كي لا يشكّل لهما إحراجاً في إطار المساعي الهادفة للتهدئة بين لبنان ودول الخليج، وأيضاً على أبواب الانتخابات النيابية، وفي ظل وجود أعداد كبيرة من المسيحيين في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بمعنى أن السيد نصرالله يعمل على بقاء مسافة، ولو محدودة، بين حليفيه والخليج لهذه الاعتبارات فقط.

في السياق، تشير مصادر سياسية مواكبة لأجواء الحراك العربي والدولي، وربطاً بما يجري في الداخل، إلى أن معظم الأحزاب والقوى والتيارات السياسية، يأخذون في الحسبان الاستحقاق النيابي، ولا سيما لجهة تأثيره على العلاقة مع الرياض والخليج من خلال الصوت الاغترابي، حيث ثمّة أعداد لا يستهان بها من اللبنانيين الموجودين في دول مجلس التعاون سُجّلت على لوائح الشطب، وهذا ما يقلق القوى السياسية والحزبية المحسوبة على "حزب الله" وتحديداً "التيار البرتقالي".

أمّا بالعودة إلى المساعي الدولية الهادفة إلى المساعدة في تنقية الأجواء اللبنانية ‒ الخليجية، فتشير مصادر سياسية مقرّبة من موسكو، إلى أن الروس دخلوا على خط التهدئة، إذ خلال لقاء لأحد الأصدقاء المقرّبين من القيادة الروسية، أكد له أن بلاده اليوم لديها أولويات دول "الناتو"، ودخول الولايات المتحدة الأميركية على خط الأزمة مع أوكرانيا، لكن مؤخراً أجرى أحد كبار المسؤولين في الخارجية الكويتية اتصالاً بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي قال للمسؤول الكويتي إن موسكو تدعم أيّ مبادرة لمساعدة الشعب اللبناني، الذي لم يعد يتحمّل المزيد من الصراعات والضغوط، وبالتالي، إن بلاده على بيّنة من الأسباب التي أدت إلى الأزمة بين بيروت والرياض، ومع الخليج عموماً، فمن الطبيعي يجب كف يد "حزب الله" عن التدخّل في اليمن ودعم الحوثيين، وتلقي المساعدات الهائلة من إيران، وتعكير صفو العلاقات بين لبنان ودول الخليج. وتكشف المصادر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدّث مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال لقائه الأخير معه في الكرملين، عن ضرورة أن تسعى طهران مع حلفائها أي "حزب الله"، لوقف حملاتها ودورها الذي أسهم إلى حدٍّ كبير بالإساءة للبنان وللخليج، على اعتبار أن السعودية ودول مجلس التعاون، يشكلون غطاءً اقتصادياً كبيراً للبنان.

وتتابع أن بوغدانوف، خلال الاتصال مع المسؤول الكويتي، أكد له ضرورة عدم ترك لبنان كما كانت الحال في سوريا، بمعنى أن إيران استفادت ودخلت على خط الحرب السورية، واليوم تقوم بالدور عينه في لبنان، وتوقّع بوغدانوف، أن يُبحث الملف اللبناني والخليجي خلال زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد لموسكو، في إطار اللجنة التي تعمل على خط تعديل الدستور في سوريا وملفّات أخرى مع المسؤول الأممي تيري بيدرسون، بعدما تعطّلت هذه اللجنة من خلال تصلّب المقداد حول مسائل كثيرة.

ويبقى أخيراً، أن لبنان ما زال في قلب العواصف السياسية والأمنية والإقتصادية، معطوفة على الأزمة مع الرياض والخليج، ونظراً لدقّتها وخطورتها وفي ظل فائض القوة لدى "حزب الله" وتفكّك الدولة اللبنانية ومؤسّساتها، فإن الحراك العربي والدولي سيكون فاعلاً في هذه المرحلة للوصول إلى الحلول المطلوبة قبل الانفجار الكبير.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار