روسيا قلقة على لبنان... والحريري "في البال" | أخبار اليوم

روسيا قلقة على لبنان... والحريري "في البال"

| الإثنين 14 فبراير 2022

رغم قرع طبول الحرب بين موسكو وكييف

 "النهار"- وجدي العريضي

تُذكّر الأزمة الأوكرانية ‒ الروسية بأزمة الصواريخ الكوبية، يوم دعمت موسكو كوبا في عام 1962، وكادت أزمة الصواريخ حينذاك تشعل حرباً كونية، وعلى الرغم من هذه التطوّرات وقرع طبول الحرب بين موسكو وكييف، حمل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، هاتفه وتحدّث مع الرئيس سعد الحريري، وبدا الحديث وجدانياً وودّياً، ليستذكر الديبلوماسي الروسي العريق والعتيق، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ودوره في بناء أفضل العلاقات اللبنانية ‒ الروسية وتطويرها، إلى كلّ ما قام به من أجل بلده وضحّى في سبيله، وليعرّج على دور نجله سعد، الذي كان أيضاً ولا يزال صديقاً لروسيا، وعمل، كما والده، بغية إكمال مسيرته، ولكن الظروف عاندته وعاكسته. لكن اليوم، وعلى الرغم من غيابه عن المسرح السياسي، عاد بوغدانوف وتمنّى على زعيم تيّار "المستقبل" أن يكمل المسيرة، ويعود عن قراره، نظراً لاعتداله وما يمثّله في هذا الإطار، وتحديداً في المرحلة الراهنة التي تستوجب هذا الدور وخطاب الاعتدال، واستكمال دوره في بناء لبنان الذي يحتاج إلى الكثير من الجهود.

السؤال: لماذا هذه المكالمة الهاتفية التي استغرقت طويلاً، وهذا الودّ والمجاملات، ومغزى ودلالة كلّ ما أفضى به نائب وزير الخارجية الروسي، الضليع في الشأن اللبناني وزواريب السياسة الداخلية، وما يحيط بها من عقَد وصعوبات وخلافات؟ هنا، تشير مصادر متابعة لهذا المسار، ومقرّبة من موسكو، إلى أن بوغدانوف قد يدرك خطورة الوضع في لبنان وحجم مشكلاته، وإلى أين ذاهب هذا البلد، وكأنه يتناغم ويتماهى مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، على الرغم من التباينات حيال الملفّ اللبناني، ولكنْ ثمة حرص مشترك على مساعدة لبنان، علماً بأن لودريان تخوّف من زوال لبنان إذا ما استمرّت الأمور على ما هي عليه، والديبلوماسي الروسي المحنّك يعلم أنّ هذا البلد ذاهب إلى أمور خطيرة في السياسة والأمن والاقتصاد، كذلك يرى أن وجود الحريري في الحياة السياسية اللبنانية، وفي هذه الظروف بالذات، حاجة أكثر من ملحّة لما هو قادم على الساحة اللبنانية، وتمنّى عودته إلى المعترك السياسي، وأمل أن يكون ذلك في أقرب فرصة ممكنة، ولكن ليس في اليد حيلة، فالمسألة تحتاج إلى وقت وظروف مؤاتية، وتوصّل الصديقان إلى أن يكون التواصل بينهما مستمرّاً، لا بل ثمة لقاء قريب قد يجمعهما، لأن الصداقة التي تربط الرجلين، هي عينها مع الرئيس فلاديمير بوتين، وأكثر من مسؤول روسي، على أمل حصولها في وقت ليس ببعيد.

وتردف المصادر، لافتة إلى أنه على الرغم من قرقعة السلاح ونشر الصواريخ، فإن البعض المقرّب من الكرملين والخارجية الروسية، يؤكد أن ما يقال خلال اللقاءات التي تحصل بين المسؤولين الروس ونُظرائهم الغربيين، ومنها لقاء بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مغاير كلياً لما يثيره هؤلاء وسواهم، من أن غزو موسكو لأوكرانيا بات مسألة ساعات أو أيام، بغية اللجوء إلى الضغط النفسي والإثارة السياسية، وربما اللعبة الاستخباراتية، إلى أمور أخرى اقتصادية وسواها. ولكن عَود على بدء، ما يهمّ لبنان أن المسؤولين الروس يخشون من فوضى في هذا البلد، إن لم يع سياسيوه هذه المخاطر، وكذلك، يجب في أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يتردّد في موسكو، أن يعود لبنان إلى محوره العربي، وأن تعود العلاقة مع الخليج إلى أفضل ممّا كانت، وإلا فإن مصيره سيكون مشابهاً لسوريا بعدما دخلتها إيران. والآن السيناريو عينه يتكرّر، الأمر الذي يثار في المجالس الروسية الضيّقة، في ظل معلومات ومعطيات مقلقة، تتناغم مع ما يحصل من انهيارات اقتصادية قد تكون مدخلاً لفوضى عارمة، سرعان ما تتحوّل إلى حروب، وهذا ما حدث في بعض المحطات التي شهدتها الساحة اللبنانية أواخر الستينيات والسبعينيات، واليوم الأمور تتخطى خطورتها تلك الحقبة، في ظل تفكّك الدولة، وتراجع الأحزاب وانتشار الحركات الإرهابية والأصولية، ولهذه الغاية، تسدي روسيا نصائح لأصدقائها، في محاولة منها لتدارك أي حرب أو أي انتشار للفوضى من لبنان إلى سوريا، الأمر الذي بدأ يحصل في بعض المدن السورية، نتيجة الفلتان في كل القطاعات والمؤسّسات الرسمية.

وتخلص المصادر، إلى أن اللبنانيين من المقيمين من موسكو إلى كييف، وصولاً إلى الطلاب المقيمين في هذين البلدين، قد اتخذوا كل الاحتياطات اللازمة تداركاً لأيّ تطوّرات دراماتيكية قد تحصل من خلال المغادرة الفورية أو الانتقال إلى دول مجاورة، لكن صعوبة رفدهم بالأموال من قبل ذويهم عامل سلبي، على اعتبار أن الأوضاع الاقتصادية والمصرفية، وأزمة الدولار الطالبي، قد تكون لها صعوبات كبيرة على سبل عيشهم، وكيفية تنقّلاتهم ومغادرتهم في حال حصول الحرب على نحو مباغت.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار