طهران "فخورة" بصواريخ الحزب وترصد الانتخابات | أخبار اليوم

طهران "فخورة" بصواريخ الحزب وترصد الانتخابات

| السبت 19 فبراير 2022

ما يهم طهران هو "تثبيت الضمانات الاميركية والحصول عليها"

"النهار"- رضوان عقيل


تراقب أكثر من عاصمة تحضيرات الأفرقاء اللبنانيين للانتخابات النيابية المقبلة وربط نتائجها بمصالح هذه الجهات المعنيّة بالملفات الداخلية وانعكاسها على علاقاتها في الداخل. وتتابع الدوائر الإيرانية المعنيّة الاستحقاق المقبل شأن أميركا وأكثر من دولة غربية وعربية مشغولة بما سيفرزه الشارع اللبناني وانعكاس حصيلته على الحكومات المقبلة، وتحديد موازين القوى الداخلية فضلاً عن محطة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ولا تخفي طهران، وفق أوساط حلفائها اللبنانيين، شأن أكثر من عاصمة، ميلها الى هذا الطرف أو ذاك. وهي بالطبع تريد أن يحقق "#حزب الله" وخريطة تحالفاته النتائج التي تصبّ في مصلحة هذا الفريق. ولا تتدخل الجهات المعنيّة في إيران ولا سفارتها في بيروت في تحديد من سيحلّ على اللوائح الانتخابية للحزب على أساس أن قيادته هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذه المهمة. وثمة حزبيون وسياسيون ينشطون في الحقل العام ينوون الترشح للانتخابات قد راجعوا الديبلوماسية الإيرانية في هذا الخصوص بغية الحصول على تزكيتها في مناطقهم فكان جوابهم: "هذا الملفّ عند قيادة الحزب" ولديهم كامل الثقة بالسيد حسن نصرالله وفريقه المكلف بمتابعة الانتخابات. ولا تتوقع طهران، وفق أوساط حلفائها، حصول تغييرات أو تبدّلات كبرى في الانتخابات وإن كانت سفارتها تعاين وتجمع المعلومات، مثل أكثر من سفارة، عن قوة الأفرقاء سواء التقوا معها أو كانوا يخالفون رؤيتها السياسية في لبنان والمنطقة. وإن كانت طهران مطمئنة لتحالف الثنائي الشيعي، فإنها تدقق في الوقت نفسه في اللوائح المنتظرة عند المسيحيين والدروز والسنّة، ولا سيّما بعد إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه عن المشاركة في الانتخابات.

وعن علاقة طهران مع الحكومة ترى الديبلوماسية الإيرانية أن علاقتها طبيعية مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتعاطى معها بطريقة "سلسة" تختلف عن مقاربة الرئيس سعد الحريري الذي يضع حواجز مسبقة مع طهران. وثمّة دعوة وُجّهت لوزير الخارجية عبد الله بو حبيب لزيارة طهران من نظيره حسين أمير عبد اللهيان. وعند مراجعته كان جوابه أنه على استعداد لتلبيتها عند نيله موافقة الرئيسين ميشال عون وميقاتي. وسيزورها وزير الأشغال علي حميّة قريباً بغية العمل على جملة من المشاريع المشتركة. وتكرّر الديبلوماسية الإيرانية أنها على استعدادها القديم ‒ الجديد لدعم الحكومة اللبنانية في أيّ قطاع "تريده أو تطلبه منّا". وسيصل الى بيروت في 28 الجاري وزير الثقافة محمد مهدي إسماعيلي للمشاركة في "الأسبوع الثقافي الإيراني" في بيروت.

من جهة أخرى، تقول الأوساط نفسها إن كلمة السيد نصرالله تركت ارتياحاً عند القيادة الايرانية وقوله بتمكّن قدرات المقاومة من تصنيع الطائرات المسيرة وتحويل صواريخها الى صواريخ دقيقة. و"هذا يشكّل محلّ اعتزاز وافتخار عند الإيرانيين الذين يريدون دعم لبنان وتحصينه". وإيران من الدول الرئيسة في المنطقة في صناعة المسيّرات، ولا تربطها بأيّ ملفّ في المنطقة من لبنان الى اليمن أو أيّ بقعة في الإقليم في مفاوضاتها النووية مع الأميركيين في فيينا مع إصرار الأولى على ثباتها في مسألة رفع كل العقوبات الاميركية وعدم تجزئتها. ووصل الاتفاق بحسب الإيرانيين الى "اللحظات الدقيقة والحاسمة"، والكرة أصبحت في يد واشنطن للسير بهذا الاتفاق المنتظر وتم قطع شوط كبير في هذه المفاوضات. ولا يضع الايرانيون توقيتاً لتوقيع الحروف النهائية للاتفاق في نهاية الشهر الجاري على أساس أن طهران على استعداد لمواصلة المفاوضات، وأن ما يهم طهران هو "تثبيت الضمانات الاميركية والحصول عليها" وأن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب هي من تخلّت عن الاتفاق السابق.

أما على خط جولات اللقاءات الايرانية – السعودية في بغداد فلم تُحدث الى الآن "إلا تقدّماً بسيطاً ويمكن البناء عليه" على مستوى العلاقات بين الطرفين. وتبدي طهران كامل استعدادها لفتح صفحات حوارية مع الرياض وإقامة أفضل العلاقات معها، علماً بأن السعودية أعطت تأشيرات لثلاثة ديبلوماسيين إيرانيين للدخول الى أراضيها. وتطمح طهران الى استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الطرفين. وكان الوفد السعودي قد فاتح نظيره الإيراني بالملفّ اليمني فكان الجواب الإيراني: اذهبوا الى اليمنيين مباشرة ولن نقصّر في مساعدتكم" في إشارة الى تعاونهم مع "أنصار الله". ولمن لا يعلم، فإن علاقة طهران مع الحوثيين ليست وليدة السنوات الأخيرة بل تعود بداياتها الى عام 1990.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار