هل قال بوتين لماكرون سأدمّر أوروبا على رؤوسكم قريباً جداً؟!

مصدر: حرب كارثية يرسم مستقبلها المجمّع العسكري

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

في الوقت الذي لا يزال فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبحث عن النازيين الجدد في أوكرانيا، وعن نبش قبور الأحقاد، وعن استخراج من يمكن استخراجهم من كتب التاريخ، بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا تتوغّل في العبثية، وفي تلبية حاجات الكبرياء العمياء، وذلك بعدما بات تحقيق انتصار فيها عملية مكلفة جداً.

فشل
فالاستماتة للحصول على قطعة من الحلوى، مخفية بإحكام في علبة تحت أرض غرفة في المنزل، والنجاح في ذلك خلال نصف ساعة، هو انتصار كامل ربما. ولكن استخدام أقوى أجهزة الاستخبارات، والأسلحة، والجيوش، وإنفاق مليار دولار ربما، للحصول عليها بعد أسبوعين من تكسير غرف المنزل، وبعدما تكون فقدت مذاقها، فهذا يعني الفشل التام، الذي هو أقرب الى "المسخرة".

خسارة أقلّ
روسيا تدمّر أوكرانيا عسكرياً، ولكن كييف دمرت موسكو اقتصادياً ومالياً، وخلال أيام معدودة.
فها ان النفط الروسي نفسه يدخل مدار العقوبات الغربية، ويدفع روسيا الى البحث عن تدابير اقتصادية خاصة، فيما التعب الشديد، والإحباط الكبير، الممزوج بالكثير من القلق، الذي ظهر على وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد مكالمة هاتفية مع بوتين قبل يومين، كلها إشارات الى أن الحرب باتت شديدة القذارة، وأنها تهدد الشعوب بالموت الكثير، وبالجوع، والفقر، والمرض، وأن الانتصار فيها ما عاد للعسكر، بل لوقفها سريعاً، عملاً بمعادلة أن "خسارة أقلّ"، هي الانتصار الوحيد.

خطة
أوضح مصدر واسع الاطلاع ان "حرب أوكرانيا هي ثمرة نجاح خطة أميركية لا أوروبية، تقوم على حشر بوتين في الزاوية، وعلى تحطيم روسيا كعدوّ. وأجهزة الاستخبارات الاميركية عملت على ذلك بنفس طويل".
وشرح في حديث لوكالة "اخبار اليوم" ان "الانهيار الاقتصادي من جراء حرب أوكرانيا سيطال روسيا كثيراً، والاتحاد الأوروبي بنسبة أقلّ. كما انها رسالة اميركية للصين، تقول لها ان هذا ما ينتظر اقتصادها اذا هاجمت تايوان".

وشدد المصدر على أن "الاميركيين ورّطوا بوتين بعنفوانه، وبرفضه الانكسار والهزيمة. فالرئيس الروسي ما كان يتوقع ردة فعل الشعب الأوكراني المقاومة للجيش الروسي الى هذا الحدّ، ولا أن تكون العقوبات الغربية شديدة القسوة. وهذا فشل كبير لاجهزة الاستخبارات الروسية".
وكشف ان "الإحباط الذي ظهر على وجه ماكرون قد يكون حقيقياً او مسرحياً. فبوتين يحتاج للحديث الى من يخرجه من ورطته مع الغرب، وماكرون يمكنه ذلك، وهو يحافظ على تواصل دائم مع موسكو. كما ان الظهور بمظهر المتعب في الدفاع عن فرنسا وأوروبا، سيساعد الرئيس الفرنسي على الفوز في الانتخابات الرئاسية".
وختم:"هذه حرب كارثية. فالمجمّع العسكري في الولايات المتحدة هو الذي يرسم مستقبلها، وذلك بعدما صُدم بوتين بعدم هروب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي منذ اليوم الأول، كما كان يتوقع الكرملين".

إقرأ ايضا: مصدر: حرب كارثية يرسم مستقبلها المجمّع العسكري