«المدفعية السياسية» تدشّن الحملات الانتخابية | أخبار اليوم

«المدفعية السياسية» تدشّن الحملات الانتخابية

| الأحد 03 أبريل 2022

اتصال معايدة ذات دلالة بين السفير السعودي والسنيورة

من وسام أبوحرفوش وليندا عازار-"الراي"


مُتْخَمةً بالأزمات «المتوحّشة» جاءت انطلاقةُ رمضان المبارك في الشارع اللبناني الغارق في «الموجات العاتية» للانهيار الشامل والذي بدا كأنه على «غير موجةِ» الصخب الذي يقبض على مشهد سياسي لم يعُد «يتكلّم» إلا انتخابات نيابية موعودة في 15 مايو المقبل.

وفيما بات كل شيء في لبنان ولا سيما سقوطه المالي، مسبباتٍ وحلولاً ممكنة، إما يُوظَّف في لعبة «شدّ العصَب» الانتخابي وإما تُقاس مقارباتُه على «المقياس الشعبي»، فإنّ بيروت تتجه ابتداءً من الثلاثاء، أي اليوم التالي لانتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية، إلى مرحلة ستحكمها «الأعصاب المشدودة» و«المنازلات الضارية».


ولم تكن عابرة في هذا السياق المؤشرات المتوالية التي ارتسمت في اليومين الماضيين وتشي بأن غالبية الأطراف تتعاطى مع الانتخابات النيابية، - ما لم تصحّ خشية البعض «الدائمة» من الإطاحة بها في ربع الساعة الأخير - بوصْفها محطة مفصلية «تُجيّش» لها كل الطاقات والشعارات والمواقف النارية التي تُنْذِر «قرقعتُها» بأن صناديق الاقتراع ستتحوّل «ساحة قِتالٍ» بالأصوات وعليها سواء لتكريس تَفوُّق «حزب الله» وحلفائه في الواقع اللبناني في لحظة «فرز وضم» على مستوى «توزيع النفوذ» في المنطقة، أو لإعادة «التوازن» إليه بملاقاة محاولاتٍ إقليمية لمنْع حصول مقايضة بين النووي الإيراني و«الدور» الذي صار بالنسبة لدول عدة مرادفاً لزعزعة الاستقرار واللعب بالساحات عبر الأذرع والصواريخ البالستية التي أُبْعِدَتْ عن طاولة فيينا.

وفي هذا الإطار سجّلت الساعات الأخيرة مجموعة تطورات بالغة الأهمية وأبرزها:

- إطلاق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في رسالة شهر رمضان المبارك ما يشبه الدعوة إلى «الزحف» إلى صناديق الاقتراع، مستعيراً شعار «لبنان أولاً» الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري وحَكَم كل أدائه السياسي وخصوصاً في مرحلة الصراع بين قوى «14 مارس» وحزب الله وحلفائه، إذ أعلن «الانتخابات أولاً، تضاهي في أهميتها شعار: «لبنان أولاً» الذي نادينا به جميعاً يوماً ما، ولا تزال له الأولوية. والأوْلى القول الآن: إننا محتاجون إلى وطننا في هذه الظروف، أكبر من حاجة الوطن إلينا، لكننا نتصور بلدنا وطناً عزيزاً دون متسلطين أو متسلقين، أو دعاة ميليشيات مسلحة».

وإذ بدتْ استعادةُ هذا الشعار بمثابةِ مُحاكاةٍ من المرجعية الدينية للمكوّن السني لشارعٍ يَتَنازَعُهُ إعلانُ الحريري تعليق العمل في الحياة السياسية والانكفاء عن خوض الانتخابات في موازاة مساعٍ من دار الفتوى ورؤساء حكومة سابقين (يتقدّمهم الرئيس فؤاد السنيورة) لقطع الطريق على نفاذ «حزب الله» وأطراف سياسية أخرى عبر هذا «الفراغ» للمزيد من كسر التوازنات داخلياً بامتداداتها الإقليمية، فإن مفتي الجمهورية حدّد ضمناً «وُجهة التصويت» تحت عناوين «كل اللبنانيين ينبغي أن يذهبوا إلى الصناديق، فكما قال الله تعالى: «إنه لا ييأس من روح الله إلّا القوم الكافرون»، وأي بديل مهما كان، نتيجة الانتخابات، أفضل من السلطة القاهرة والفاسدة».

وأكد «أن كثيرين من المرشحين القدامى والجدد، هم أهل همة وصلاح وإرادة في التغيير»، معلناً «انتهى زمن التسليم وزمان الخوف. وانطلق وعد الثورة على الظالمين والمستبدين والفاسدين. نذهب للانتخابات معاً. هم سلاحهم الفتنة والتخويف، ونحن سلاحنا الاجتماع والثقة بقدرة اللبنانيين على الإصلاح».

وحمل بشدة على «الزمرة التي حرمت لبنان دفء أخوته العربية، بما ارتكبت في حق هذه الأخوة من انتهاكات سياسية وتجاوزات لا أخلاقية، يندى لها الجبين خجلاً. ذلك أن أقل ما تفرضه وشائج الأخوة هو الوفاء لهذه الأخوة، وعدم الإساءة إليها، وعدم توجيه الطعنات إليها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».

وانتقد بشدة «تهديم معظم ما بناه اللبنانيون خلال مئة عام أو أكثر. (...) وهناك الهدم الفظيع لعلاقات لبنان العربية والدولية، وقبل ذلك وبعده محاولات بائسة للتعرض لهوية لبنان وانتمائه... وهناك الإسقاط الفظيع لحرمات المؤسسة العسكرية وصلاحياتها والأجهزة المسلحة لصالح ميليشيا، بل ميليشيات خاصة، تأتمر بأوامر الخارج».

- تَزامُن موقف دريان مع ولادة لائحة «بيروت تواجه» برئاسة الوزير السابق خالد قباني بحضور السنيورة وحشد من عائلات بيروت.

وفي حين حدّدت اللائحة عناوين «المواجهة» مع الذين «يريدون الحصول على أكثرية مجلس النواب مع حلفائهم، والاستمرار في استباحة بيروت، وتحويلها وأهلها أرضاً سائبة، وهم في الحقيقة يطمحون إلى الحصول على الأكثرية ليتمكنوا من تعديل الدستور والمساس بعروبة لبنان وتشريع السلاح غير الشرعي، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية تابع لإرادتهم»، كان بارزاً ما نقلتْه قناة «الجديد» عن أن السفير السعودي وليد بخاري أجرى اتصالاً بالسنيورة تم فيه تبادل التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك.

- ملاقاة رئيس البرلمان نبيه بري شريكه في الثنائية الشيعية «حزب الله» في السقف الذي رفعه للمعركة الانتخابية «فلبنان أمام أهمّ الاستحقاقات الانتخابية التي سينجزها منذ الطائف. وقد يكون هذا الاستحقاق الأخطر في التاريخ اللبناني، قياساً على التدخلات الخارجية المغلفة بعناوين برّاقة، عبر الاستثمار الرخيص لوجع الناس ومعيشتهم»، متحدثاً عن «حملة حقائب مليئة بالعملة الصعبة، إذ صرف 30 مليون دولار في دائرة قرى صيدا - الزهراني لكسر حركة «أمل».

ورأى أنهم «يريدون تغيير هوية لبنان والعبث بتوازناته وإسقاط مفاعيل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 إلى انتفاضة السادس من فبراير وصولاً الى إنجاز الطائف».

وقال:«حضّرت لهذا السيناريو غرف سوداء إعلامية وسياسية ودعائية وجمعيات ومنصات تدربت كوادرها في الخارج وتمولت بمئات الملايين من الـ fresh دولار. ولا أبالغ القول إن جدول أعمال هؤلاء بدأ العمل به مباشرة بعد نتائج انتخابات 2018 وبانت معالمه في الأيام الأولى لحراك 17 أكتوبر 2019 وتعليق المشانق، والاتهامات فقط لشخصين الأخ السيد حسن نصرالله ونبيه بري».

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار