انتخاب رئيس مجلس هل يبقى ضمن التوازنات الداخلية؟ | أخبار اليوم

انتخاب رئيس مجلس هل يبقى ضمن التوازنات الداخلية؟

| الخميس 19 مايو 2022

التخوين مستمرّ... والمجتمع الدولي يقرأ النتائج في جوهرها

 "النهار"- وجدي العريضي

بات جلياً أنه ما بعد الانتخابات النيابية ليس كما قبلها، والدليل بالملموس عودة التصعيد السياسي على الساحة الداخلية بأشكال غير مسبوقة وما بينهما من ارتفاع منسوب التخوين والحديث عن السفارات أضحى من "أدبيات" فريق الممانعة، وكأنّ مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق ديفيد شينكير، جال على قرى وبلدات لبنان وقال لهذه العائلة وتلك انتخبوا هذا المرشح ولا تنتخبوا ذاك. ولكن ماذا بعد الاستحقاق وتلك النتائج المدوّية وتهاوي كبار رموز الممانعة وحلفاء " حزب الله" ودخول التغييريين الى ساحة النجمة بعدما أُوصدت أبوابها أمامهم لدخولها والتعبير عن أهدافهم وتطلعاتهم "ليقتحموها" بكتلة وازنة أزاحت قوى سياسية مشرّشة وأسقطتها بالضربة القاضية.

وتشير مصادر متابعة لـ"النهار"، الى أن المخاوف تراود الكثيرين ومنهم مرجعيات وزعامات سياسية وكذلك ممن باتوا نواباً وكان لهم باع طويل في الأمن والسياسة، إذ إن القلق يعتريهم من تعميم النموذج العراقي ولبننته ربطاً بنتائج الانتخابات وما أفرزته من نتائج، وليس بوسع الفريق الموالي لإيران ولا سيما "حزب الله" أن يتحمّل فوز هؤلاء وخسارة الملتصقين به من كل الطوائف. ولهذه الغاية يُستدل وفق المعلومات المؤكدة على أن "حزب الله" يسعى جاهداً لعدم خسارته للاستحقاقين الحكومي والرئاسي بعدما كانت له الكلمة الفصل في وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا، فضلاً عن إدارة الحزب لكل مفاصل البلد السياسية والأمنية، حيث يُنقل عن غضب بعض الحلفاء الذين سقطوا إذ حُجبت عنهم الأصوات التفضيلية في بعض المناطق وذهبت حصراً لمرشّحي "التيار الوطني الحر"، فيما لوحظ أمس كيف أن المواكب السيّارة المهللة بنتائج "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، جالت في معظم المناطق اللبنانية عبر مواكب مشتركة. وبعيداً عن النقاش والجدل فإن الأرقام الانتخابية هي في متناول المجتمع الدولي وخصوصاً المسيحيين بعدما كسبت "القوات اللبنانية" حوالي ستين ألف صوت مسيحي زائدة على أصوات "التيار الوطني الحر"، وهذا ما تابعته في الساعات الماضية أكثر من عاصمة غربية وعربية باعتبار هذه الأعداد لها أهميتها في موازين القوى وكيفية صرفها في الاستحقاق الرئاسي وأمور كثيرة بعيدة عن مظاهر البهورات والمواكب والدبكة والرقص ورفع الأعلام.

وعلى خط موازٍ، وبعد إعلان وزارة الداخلية النتائج الرسمية، لوحظ غرق كل القوى السياسية في قراءة مشهدية المجلس النيابي الجديد من موالين ومستقلين ومعارضين وتغييريين، لبلورة مسألة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وهيئة المكتب.

وتضيف المصادر مشيرة الى أن انتخاب رئيس المجلس قد لا يخرج عن لعبة التوازنات السياسية والطائفية لجملة اعتبارات، إذ إن الرئيس #نبيه بري قد يكون مرشحاً وحيداً ومدعوماً بطبيعة الحال من شق التوأم "حزب الله" والحليف الحزب التقدمي الاشتراكي، وبلغة الأرقام إن حركة "أمل" في القرى الشيعية في الجبل وبالتكافل والتضامن مع "حزب الله" ورغبته الجامحة انتخبت النائب السابق طلال أرسلان، لكن جنبلاط يحترف لعبة التوازنات وظروف البلد واستقراره مهما كان هناك من خلافات واعتبارات سياسية، أي إن التوجّه هو لانتخاب بري، ولكن موقفه الى القوات اللبنانية والكتائب والتغييريين والمستقلين حتماً لم يقبل بخيارات "حزب الله" بانتخاب رئيس ممانع للجمهورية كما كانت الحال مع العماد ميشال عون، وهذه المواقف ستظهر في وقت قريب جداً من قبل الاشتراكي وكل السياديين والتغييريين، آخذين في الاعتبار نتائج الانتخابات النيابية عبر إسقاط حلفاء عهد الوصاية و"حزب الله"، ما يعني أنه لن يكون هناك قبول برئيس يزكّيه السيد حسن نصرالله والأيام القادمة ستكون مفصلية من خلال إطلاق قطار معركة رئاسة الجمهورية.

ويبقى أخيراً، أن الاستحقاق الرئاسي وكذلك الحكومي لم ينحصرا فقط في الداخل أو يكونا حصراً مع هذه الجهة السياسية وتلك، بل المجتمع الدولي ومسألة التسويات في ظل توافق بين المعنيين من عواصم القرار الى الرياض والقاهرة، ومن لهم الكلمة الفصل في إنضاج طبخة الرئيس العتيد للجمهورية، متلمسين الواقع النيابي الجديد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار