دمشق "مصدومة" بخسارتها "كتلة سوريا"! | أخبار اليوم

دمشق "مصدومة" بخسارتها "كتلة سوريا"!

| الإثنين 23 مايو 2022

لم تأت حسابات هذا الفريق في محلها على بيدر النتائج وتوزيع المقاعد بين الأفرقاء

"النهار"- رضوان عقيل

لم تتوقع القيادة السورية في أسوأ الاحتمالات أن تتلقى حلقاتها في لبنان من نواب وأحزاب وشخصيات هذا الحجم من الخسارة في الانتخابات في المقاعد النيابية من طرابلس الى مرجعيون في الجنوب، ولا سيما أن هؤلاء لم يغيبوا عن البرلمان منذ عام 1992. وإذا كان "#حزب الله" الداعم الأول للنظام السوري في لبنان، والذي تمكن بتحالفه مع حركة "أمل" من حجز المقاعد الشيعية الـ27 فإن دمشق لم تستوعب خسارة نواب مقاعدهم بكل هذه السهولة من إيلي الفرزلي وطلال ارسلان وأسعد حردان وفيصل كرامي...

ولم ينجُ من هذه المواجهة إلا الأحباش بعد تحصيلهم مقعدين في بيروت وطرابلس، الى حسن مراد في البقاع الغربي وجهاد الصمد في الضنيّة وطوني فرنجية في زغرتا الذي لم يقدر تيّاره سوى الذود عن مقعد واحد في عرينه الشمالي.

قبل أقل من ثلاثة أشهر تلقت الدوائر المعنية في دمشق المكلفة بمتابعة ملف الانتخابات رسائل مباشرة من شخصيات صديقة لها لا تنقطع عن زيارة سوريا تحدثت عن إمكان التوصّل الى لائحة لا تقل عن 15 نائباً من دروز وسنة وشيعة ومسيحيين من غير حصّة "حزب الله" بالطبع. ومن سوء تقديرات السوريين المستندة الى خلاصات لبنانية حليفه لهم أن في الإمكان التوصّل الى نواة لائحة وازنة كشف عن جزء من تفاصيلها الوزير السابق وهّاب في حديث تلفزيوني.

ولم تأت حسابات هذا الفريق في محلها على بيدر النتائج وتوزيع المقاعد بين الأفرقاء. وكان الظن عند هؤلاء أنه يمكن تحصيل نواب سنة على "علاقة طيّبة" مع دمشق، ولا سيما في ظل عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشهد الانتخابي الذي فجّر جملة من المفاجآت من العيار الثقيل ليس أقلها غياب رموز عن البرلمان وهي تغوص في "بحر" ساحة النجمة منذ نحو ثلاثة عقود. وتتحدث المعلومات عن أن السيد حسن نصرالله زار دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد بعيداً عن الإعلام عقب زيارة الأخير لدولة الإمارات وتناولا شؤون المنطقة وملفات وعرجا بالطبع على الانتخابات النيابية.

وما شغل السوريين هو تلقيهم دراسة تفيد بأن حلفاء "حزب الله" في "وضع جيّد ويمكن التعويل عليه" في حصد نسبة لا بأس بها من المقاعد النيابية وأن في الامكان حسم عدد منها من دون الاستناد الى خزان "حزب الله" الانتخابي.

وكان "حزب الله" قد وُضع في هذه التفاصيل لكنه لم يبد أيّ جواب حيالها لا بطريقة إيجابية ولا سلبية، لكن "المفاجأة" التي وصلت الى دمشق والمعنيّين من حلفاء الحزب في لبنان أنّ الهمّ الأول عند الحزب هو إقفال كل المقاعد الشيعية وعدم تهديدها بأيّ خرق. وهذا ما تمّ تطبيقه على الأرض. ولم يوزع الحزب أصواته إلا عندما كانت تدعو الحاجة والضرورات. وهذا ما فعله مع عدد من مرشحي "التيار الوطني الحر" ومدّه بأصوات لإنجاح مرشحيه في بيروت الثانية والبقاع وعكار ومناطق أخرى.

وبعد حسم مسألة أصوات الشيعة للشيعة تبيّن للحلفاء أن المهمّة ستكون صعبة ومن دون التقليل من حجم الخلافات في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ستغيب زوبعته عن البرلمان.

وبحسب جهات متابعة كان النائب السابق نجاح واكيم أول من قرأ رسالة الحزب حيث لم يقدم على رئاسة لائحة الثنائي في بيروت الثانية رغم كل الوعود التي أعطيت له. وعمل واكيم على دعوة أصدقاء له إلى التوقف عند سياسة "حزب الله" في الانتخابات هذه المرة.
ولم تفارق العين السياسية في دمشق وترقبها لتحضير رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وما يمكن أن يحققه في هذه الانتخابات. وعند صدور النتائج لم تخف ارتياحها لحصيلة المقاعد التي نالها.

ونُقل عن مسؤول سوري كبير أنه فوجئ بنتائج حلفائه الانتخابية والخسائر التي أصابتهم وتلمّسه حصول أخطاء في الحسابات وخريطة التحالفات غير المدروسة بالعناية المطلوبة. ويبقى تعويله على الحصاد الانتخابي الذي حققه "حزب الله" واطمئنانه الى خيارات السيد نصرالله.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار