معارضة رئاسة بري تضيق الهامش للرئاسة الاولى | أخبار اليوم

معارضة رئاسة بري تضيق الهامش للرئاسة الاولى

| الثلاثاء 24 مايو 2022

بري هو افضل الخيارات لدى الطائفة الشيعية ولا يزال يملك دعما خارجيا نتيجة غياب البديل

"النهار"- روزانا بومنصف

تملك السلطة الحالية من الان حتى موعد الانتخابات الرئاسية على الاقل باعتبار ان في قدرتها تمديد هذه المهلة مقدار ما يناسب مصالحها عدم اتاحة دخول المعارضة ايا تكن الى الحكومة ومشاركة السلطة معها، في حال سلمنا جدلا بهذا الاحتمال الاخير . والمعارضة هنا امام خيارات صعبة : اولها ان التسليم باكثريتها في حال حصل ذلك وما يعني من ترجمة لمنطق حكم الاكثرية ومعارضة الاقلية قد يكون صعبا في ظل استحواذ الثنائي الشيعي على كل الحصة الشيعية في البرلمان مما يفقد الحكومة ميثاقيتها . فحتى لو تم التسليم بواقع تسمية وزراء تكنوقراط وهذا ليس مؤكدا او محسوما فان الامر سيعود الى الثنائي الشيعي الذي لن يتخلى عن مواقعه. وسبق للامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان تحدث عن الرغبة في زيادة الحضور في الحكومة من اجل التأثير في قرارتها . واختيار افرقاء مؤثرين عدم المشاركة في اي حكومة وحدة وطنية على رغم صحة المنطق الذي يقف وراء ذلك، قد يبقي على هؤلاء ومن معهم خارج الحكومة . فالمهم بالنسبة الى مصادر ديبلوماسية مراقبة الا تضطر القوى المنتخبة وتحت عنوان عدم التعاون مع السلطة او افرقائها الى التشبه بمن يقفل على نفسه في غرفة ويرمي المفتاح . فتحت عنوان عدم انتخاب الرئيس #نبيه بري لولاية سابعة ، وبغض النظر عن صوابية هذا الرأي من عدمه ، لا قدرة لاي طرف على تقديم البديل او فرضه بغض النظر عن الاسماء التي طرحت والتي تشكل في افضل الاحوال نموذجا مكررا لحكومة التكنوقراط التي يضطر وزراؤها الى ضبط حركتهم المرهونة برغبة من اتى بهم . اضف الى ذلك ان العرقلة قد يمارسها الفريق الشيعي في تأخير انطلاق عمل المجلس على خلفية ان تصعيب اعادة انتخاب بري قد يعرقل كل شيء في المجلس بما في ذلك دخول النواب الجدد اليه. فالافضل الامساك باوراق للضغط من اجل اداء مختلف لبري وليس السلبية وعدم افتقاد اي اوراق محتملة .

هذه اللعبة ليست خاسرة كليا بالنظر الى ان هناك جهدا ملموسا يبذله الثنائي الشيعي من اجل تأمين نسبة كبيرة لانتخاب بري رئيسا للمجلس . وهذا يعني ان الامور لن تكون سهلة اطلاقا بالنسبة الى الحزب تأمين اكثرية من اجل خيار له في انتخابات رئيس الجمهورية . فاذا كان بري الذي هو افضل الخيارات لدى الطائفة الشيعية وهو لا يزال يملك دعما خارجيا نتيجة غياب البديل منه يواجه بما يواجه به على صعيد مسيرته وتاريخه رفضا لاستمراريته ودعما للتغيير، فيما هو من صلب الثنائي الشيعي واحد طرفيه ، فان الحزب سيكون محشورا بفرض رئيسا للجمهورية او التمديد للرئيس الحالي لو شاء مباشرة او عبر وريثه السياسي.

صعوبة تأليف الحكومة تكمن مبدئيا في الوقت الضيق الفاصل عن بدء مهلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية بدءا من نهاية آب المقبل وفي مصلحة قوى السلطة عدم اتاحة الفرصة لخصومهم المساهمة في تقليل حصتهم . وهذه مصلحة التيار العوني لجهة ترك الحصة المسيحية في يده اطول مدة ممكنة فيما ان الاكثرية المسيحية باتت عملانيا في موقع اخر . وتحت عنوان عدم وجود حكومة جديدة احد السيناريوهات هو الا يسلم عون الحكم الى حكومة تصريف اعمال ما سيؤدي الى اجتهادات تمدد لرئيس الجمهورية ولا سيما لوريثه السياسي حتى تأمين الظروف القسرية والانهيارية للتسليم برئاسة الاخير او في احسن الاحوال اعطاء ايران ما تريده لقاء التخلي عن هذه الورقة الثمينة بالنسبة اليها . ففي نهاية الامر ، ترجح مصادر ديبلوماسية مراقبة استغلال ايران الاوراق المتاحة للتنازل عنها في الوقت المناسب به او عدم التنازل ايضا حتى تحقيق ما تريده . اذ سيستمر تدمير البلد اقتصاديا وماليا واجتماعيا بما يهدد ما تبقى من استقرار امني من اجل تسهيل ابتزاز الدول المؤثرة التي لن ترغب في سقوط لبنان ايا تكن الخيارات التي يمكن ان تلجأ اليها او تسلم بها . هكذا حصل في كل مراحل ابتزاز الوضع الداخلي اللبناني حتى حقق الحزب ومن وراءه السيطرة على لبنان ولو عبر ادوات مسيحية تبحث عن السلطة فقط فهذا هو الخط البياني منذ ما بعد 2006 ويخشى الا يكون التسليم بنتائج الانتخابات عملانيا سوى عنصر معزز لذلك .

لن تتألف حكومة في المدى المنظور اي قبل موعد الانتخابات الرئاسية فيما ان الامور قد تتغير ربما اذا اجريت هذه الانتخابات او بعدها وفي ضوء المعطيات المتغيرة ما بعد الانتخابات وحسب الشخصية التي سيتم انتخابها ، ولكن المعركة راهنا هي معركة انتخابات الرئاسة الاولى وليس تأليف الحكومة . ولكن في هذين الاستحقاقين ينبغي الاقرار بانه اذا لم يساعد الخارج العربي والغربي في تحديد مواصفات الحكومة المقبولة ورفض الابتزاز على هذا الصعيد من دون الاستهانة بسهولة ذلك لوجود اهتمامات اخرى لدى الدول التي لا تزال مهتمة بلبنان في الواقع . فمع ان النظام السوري فقد الكثير من امتداداته الداخلية، فهو حاضر عبر افرقاء السلطة الحاليين علما انه بات مضطرا الى ان تمر اموره عبر هؤلاء ما يعني انه سيعتمد عليهم بصورة اكبر مما سيزيد من قيمتهم لديهم لا سيما الجانب المسيحي ما يرجح احتدام الصراع الداخلي لمنع تسجيل الاكثرية المسيحية الجديدة اي انتصار في السلطة.
الصورة سوداوية وغير تفاؤلية بحيث تطغى على بعض الامل الذي اوحت به الانتخابات النيابية . وهذا الانطباع قد لا يعجب القوى التي انتصرت في الانتخابات في شكل خاص ولكن يجب عليها اعداد استراتيجية ذكية من اجل تسييل مكاسبها .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار