التنسيق الفرنسي - الفاتيكاني يتفاعل والرياض والقاهرة على الخط تجنّباً للفراغ | أخبار اليوم

التنسيق الفرنسي - الفاتيكاني يتفاعل والرياض والقاهرة على الخط تجنّباً للفراغ

| الثلاثاء 24 مايو 2022

 "النهار"- وجدي العريضي

انخفض منسوب الحديث عن الانتخابات النيابية وتداعياتها، ليبقى شق الطعن ببعض النتائج من ذكريات هذا الاستحقاق الذي ضرب بقوة وقلب الواقع السياسي رأساً على عقب، حتى أن المولجين بشركات الاستطلاع صُدموا بعدما ذهبت توقعاتهم أدراج الرياح، لينتقل الحديث من انتخابات رئاسة المجلس النيابي الى الاستحقاق الرئاسي، والمكتوب يُقرأ من عنوانه. فالرئيس نبيه بري "راجع" الى ساحة النجمة بإعادة تجديد البيعة له، لكن الاستحقاق الأم يبقى في الانتخابات الرئاسية، اذ لا يُخفى أن الأسماء التي كانت مطروحة بقوة لخلافة الرئيس ميشال عون انهارت أسهمها، فبعد الانتخابات تغيرت المعطيات وتبدلت الوقائع والظروف، وزعيم تيار"المردة" سليمان فرنجية، هو من قال بالأمس "زمطنا بريشنا" في الانتخابات النيابية، فيما لا يزال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، يكابر وحيث معظم نواب "التيار" فازوا بأصوات شيعية من دون اغفال عامل أساسي هو 58 ألف صوت مسيحي "قواتي" زيادة عن أصوات "التيار".

في السياق، ثمة سؤال آخر أمام الاستحقاقات المقبلة، ليست الدستورية فحسب، بل السياسية والاقتصادية والمالية، هو الى اين يتجه البلد في المرحلة المقبلة في ظل مواصلة "مشوار" الانهيار الاقتصادي؟ هنا تشير مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، الى ضرورة قراءة بعض المواقف العربية والدولية البارزة التي علّقت على انجاز حصول الانتخابات النيابية في موعدها وما أفرزته من نتائج، ليُبنى على الشيء مقتضاه لاحقاً، وتحديداً الاستحقاقين الحكومي والرئاسي، وكيفية خروج لبنان من معضلاته. وعليه، كان الموقف الفرنسي لافتاً لناحية التشدد في إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، حيث سبق للرئيس ايمانويل ماكرون، وغداة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، أن تمنى عليه إجراء الانتخابات النيابية من أجل أن تساعده بلاده والمجتمع الدولي، ولا سيما الدول المانحة، والآن، وبعد إعادة انتخابه لولاية جديدة، فإن ماكرون سيتابع شخصياً مسار الاستحقاق الرئاسي تجنباً لعدم حصول فراغ له تأثيراته السلبية، ولا يمكن لهذا البلد أن يتحمل مزيداً من المآسي والانهيارات وتفكك مؤسساته. وبناء عليه، ثمة أجواء موثوق بها تشي بحصول اجتماعات واتصالات بين #الفاتيكان وباريس، اذ حصلت لقاءات قبل بضعة أسابيع والمرتقب أن تتكثف في فترة قريبة، لأن ثمة خشية لدى دوائر الفاتيكان من حصول فراغ رئاسي وعودة الصراع والتصعيد على الساحة المسيحية خصوصاً واللبنانية عموماً، الامر الذي يُقلق الفرنسيين أيضاً، ولهذه الغاية يُنقل أن المساعي الجارية تهدف الى توسيع مروحة الاتصالات لتشمل دولاً معنية بالملف اللبناني، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر والجامعة العربية، لا سيما أن التنسيق بين الرياض وباريس والذي أنتج صندوق الدعم الإنساني ستليه متابعة ربطاً بما سبق للرئيس الفرنسي ان قام به من لقاءات مع كبار المسؤولين الخليجيين، وفي طليعتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وحينذاك كان "اعلان جدة" والورقة الكويتية - الخليجية – الدولية، الى صندوق الدعم الإنساني بين المملكة وفرنسا.

وتلفت المصادر الى أن هذه الأجواء والتواصل العربي - الدولي عنوانه التوصل الى تسوية تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة إصلاحية وأخذ نتائج الانتخابات النيابية في الاعتبار، وبالتالي فان صراخ رئيس "التيار الوطني الحر" وسعيه منذ اليوم لقطع الطريق على حكومة تكنوقراط، ليبقى متحكماً بالمسار الحكومي، وفارضاً شروطه للحصول على حصة وزارية للتيار، فذلك لا يعدو كونه تحسينا للشروط باعتبار ان قواعد اللعبة تغيرت انتخابياً وسياسياً، والبلد انهار ولا يتحمل أي ترف سياسي من أي فريق كان، لذا بات جلياً أنه لا يمكن خروج لبنان من هذه الجلبة السياسية والانحدار الاقتصادي والمعيشي إلا بتسوية دولية شاملة، وعلى هذا الأساس ستتوالى في الأيام المقبلة اللقاءات والاتصالات بين الدول المعنية بالشأن اللبناني.

وتخلص المصادر نفسها الى أن البلد سيشهد في المرحلة المقبلة زيارات لمسؤولين غربيين وأمميين وموفدين عرب، لا سيما من الجامعة العربية التي واكبت مرحلة الانتخابات بدقة وستستكمل الاتصالات الخليجية لمتابعة الملف اللبناني من هذه الزاوية بعد عودة الأمور الى طبيعتها ومتابعة الورقة الكويتية، اذ تبين أن مكامن العلّة في لبنان باتت واضحة بفعل فائض القوة لدى "حزب الله" وفرض منطق الدويلة والعداء للخليج والعرب وفي طليعتهم الرياض، ولكن المؤشرات الأخيرة إيجابية بفعل عودة الدور الفاعل للسعودية، وتالياً ان نتائج الانتخابات يُبنى عليها وتحديداً في الجنوب والبقاع والجبل، بمعنى ان "حزب الله" لم يعد هو الآمر الناهي، والدليل القاطع سقوط حلفائه الأساسيين من كل الطوائف، من هنا فان عودة لبنان الى الحضن العربي باتت قريبة جداً مع اقتراب نهاية العهد ودخول لبنان مرحلة جديدة في وقت ثمة أجواء عن زيارة قد يقوم بها موفد فرنسي الى بيروت بعد تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار