الى ماكرون... لا يُمكنكَ "قتل" الشعب الأوكراني حتى لا يُذَلّ "صديقك" بوتين! | أخبار اليوم

الى ماكرون... لا يُمكنكَ "قتل" الشعب الأوكراني حتى لا يُذَلّ "صديقك" بوتين!

انطون الفتى | الخميس 09 يونيو 2022

مصدر: حرب اقتصادية أميركية - صينية على أوروبا تُطيح بقوّة روسيا أيضاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

صحيح أن أوروبا هي أكثر من يدفع ثمن الحرب الروسية على أوكرانيا، إلا أنه لا يليق ببعض المسؤولين فيها أن يكونوا مثل "أبواق" الدّول الذّليلة، المُجنَّدَة لـ "تبييض الطناجر" مع الروس من قِبَل سلطاتها الرسمية، حيث ثقافة العَيْش "تحت دعس" المصالح، أو الظّروف، ومن دون مبادىء واضحة في رسم السياسات الخارجية.

 

لا يجوز

أوروبا لا تُختَصَر بقمح، ولا بحبوب، أو لحوم، ودجاج، وأسمدة، ونفط، وغاز... بل هي إيديولوجيا، ومدرسة في الحريات والقِيَم، قبل أن تكون باحثاً لاهثاً وراء شراء انخفاض الأسعار، ووقف التضخُّم، وتوفير الحاجات، ولو بأي ثمن. ومن هذا المُنطَلَق، لا يجوز لبعض الأصوات الأوروبية أن تُبالغ في الدّعوة الى عَدَم إذلال روسيا، ولو بفقدان أوكرانيا بعض أراضيها، وذلك فيما الأوكرانيون أنفسهم يرفضون ذلك، ويُطالبون بمساعدتهم على وضع حدّ للآلة العسكرية الروسية، بالسلاح.

فللشعب الأوكراني الحقّ في تقرير مصيره، ومصير بلده. ومن غير الأخلاقي المُطالَبَة بعَدَم إذلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا كان ثمن عَدَم إذلاله هو إذابة ملايين الأوكرانيّين بنيران الأسلحة الروسية.

 

حرب

قد تكون أوروبا مُتعَبَة من الحرب، ويحقّ لها بذلك. ولكنّ لا بدّ لحكامها من أن يعملوا على أساس أنهم في حالة حرب. وللحرب أثمانها على كل شيء، وفي كل شيء. فالأراضي الأوكرانية تُقصَف بالنار الروسية، ولكن باقي الأراضي الأوروبية تُقصَف وستُقصَف أكثر فأكثر، بالمفاعيل الإيديولوجية للحرب الروسية على أوكرانيا مستقبلاً، في حال الاستسلام الأوروبي.

 

أخطر

قد يكون بوتين أخطر من الزعيم النازي أدولف هتلر، بالفعل. وحروب عام 2022، هي أشدّ فتكاً من حروب عام 1939. وثمن التراجُع أمام روسيا، والاستسلام لها، بالطاقة، والغذاء، والحبوب، والقمح،... سيجعل أوروبا والعالم تحت رحمة منطق الاحتلال، والقتل، والقصف، والعنف الروسي، وذاك "الصّديق" والحليف لموسكو عالمياً، من دون أي رادع مستقبلاً، حتى من خلال العقوبات الاقتصادية والمالية. وهذا "غير صحي" للعالم كلّه.

 

مشكلة

الحرب الروسية هي المشكلة، وليس العقوبات المفروضة على موسكو بعد بَدْء هجومها على أوكرانيا. والحلّ لن يكون بتخلّي أوكرانيا عن أراضيها (بمعزل عمّا إذا كان ذلك سيتمّ فعلياً أو لا).

فالاستسلام اليوم، يعني أن الحروب ستتوسّع في العالم، بسيادة المُهاجِم على أسواق القمح، والحبوب، والغذاء، والطاقة، أو بتشكيله تحالفات من هذا النّوع، منذ ما قبل بَدْء حربه. وهذا ما لا يُمكن القبول به.

هذا فضلاً عن أن المُهادنة الزائدة عن اللّزوم في التصريحات والدّعوات لعَدَم الإذلال، هي تحضير لأجواء الاستسلام، ولتشجيع المعتدي على الاستشراس في الحرب.

 

ضربة واحدة

أوضح مصدر خبير في الشؤون الأوروبية أن "دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعَدَم إذلال روسيا، تأتي من باب خوفه من تمدُّد الحرب، ومن أن تستخدم موسكو أسلحة أكثر فتكاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحرب تحوّلت مع مرور الوقت، من حرب عسكرية روسية على أوكرانيا، الى حرب اقتصادية أميركية - صينية على أوروبا، تُطيح بقوّة روسيا أيضاً، بضربة واحدة".

 

ديموقراطية

وأشار المصدر الى أن "أوروبا هي الوحيدة التي تمثّل خطورة اقتصادية تكنولوجية على الولايات المتحدة الأميركية، فيما تلك الأخيرة ضدّ اليورو، وتحاربه منذ عام 2002، وهي التي رسمت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020، لإضعاف أوروبا أكثر. هذا فضلاً عن أن التكنولوجيا الأميركية بمعظمها هي ابتكارات أوروبية مُطوَّرَة في  الولايات المتّحدة".

وأكد أن "دعوة ماكرون لعَدَم إذلال روسيا تنبع من القِيَم الديموقراطية الأميركية نفسها، وهو ما يعرضه الأوروبيّون على واشنطن كمخرج للحرب. فالأميركيون يُنادون دائماً بحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، وبدعم الحريات، فيما يُمكن تطبيق تلك المبادىء على سكان بعض مناطق الشرق الأوكراني القليلة، حيث يوجد بعض من يريدون الالتحاق بروسيا منذ سنوات، وهم يتحدّثون اللغة الروسيّة. فالتخلّي الأوكراني عن مناطق هؤلاء، بعناوين احترام الديموقراطية، ومن دون الانزلاق الى تسليم أوكراني لاحتلال روسي، قد يُنهي الحرب في وقت قريب. وهذا هو جوهر الموقف الفرنسي".

وختم:"تمتلك الصين احتياطيات نقدية هائلة، يمثّل الدولار الأميركي الحصّة الأكبر منها. فيما تتّكل بكين على السوق الأميركي في نموّ اقتصادها، بموازاة أن أكثرية المصانع التي توفّر العمل للصينيين، مملوكة من الولايات المتحدة الأميركية. وبالتالي، التداخُل الأميركي - الصيني كبير جدّاً عالمياً، وهو يجعل واشنطن وبكين أكبر المستفيدين من الحرب في أوكرانيا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار