نصرالله يبارك الترسيم وعينه على "حصّة وازنة"؟ | أخبار اليوم

نصرالله يبارك الترسيم وعينه على "حصّة وازنة"؟

| الجمعة 10 يونيو 2022

إنه زمن جني المكاسب... ولا مسايرة فيه

 "النهار"- أحمد عياش

"التطورات السياسية" التي أفيد أنها وراء إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء اليوم الخميس، ليست سوى مستجدات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل. وهذه القضية التي قالت وكالة "رويترز" إنها "اشتعلت" يوم الأحد الماضي عندما كانت سفينة تديرها شركة إنرجيان التي تتخذ من لندن مقراً لها (ENOG. L) تستقر قبالة الساحل لتطوير حقل غاز تقول إسرائيل إنه جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة، ولكن لبنان يقول إنه يقع ضمن المياه المتنازع عليها.

مما لاشك فيه، أن كلام نصرالله هذه الليلة يؤخذ بكثير من الاهتمام، إذ من المؤكد أن أركان الدولة لا يمكن أن يمضوا قدماً في الترسيم الذي سيقوده مجدداً بعد أيام الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، من دون ضوء أخضر من حارة حريك. وفي الملاحظات الأولية على موقف نصرالله المرتقب، أنه يأتي بعد ثلاثة أيام من المقابلة التي أجرتها "رويترز" مع نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم الذي قال إن "حزب الله" مستعد لاتخاذ إجراءات "بما في ذلك القوة" ضد عمليات الغاز الإسرائيلية في المياه المتنازع عليها بمجرد أن تتبنّى الحكومة اللبنانية سياسة أكثر وضوحاً.

كذلك تأتي إطلالة نصرالله مع معلومات أفادت أن "حزب الله" كلف النائب السابق نواف الموسوي ملفّ الحدود البحريّة وعمليّة الترسيم، بالإضافة إلى تنسيق المواقف مع القوى السياسيّة.

من تابع كلمة نصرالله في عيد التحرير الشهر الماضي، يدرك أن "حزب الله" بات يتعامل مع الثروة النفطية والغازية بطريقة جديدة غير مسبوقة. فلبنان، بحسب تعبيره، بلد "غنيّ"، بفضل "الكنز الموجود في البحر". وغابت عن كلمة نصرالله التهديدات التي كان يطلقها ضدّ إسرائيل في موضوع الترسيم البحري، وأبدى في المقابل اهتماماً بحاجة الأوروبيين إلى بديل من الغاز والنفط من روسيا. وقال إن الأمر "يحتاج إلى القليل من الجرأة، يحتاج فقط الى تجاوز عتبة الخوف والحسابات الضيّقة ‏والشخصية...".

ما يؤكد هذا التوجّه الجديد لـ"حزب الله" أن وسائل الإعلام القريبة من الحزب قالت إن سفينة إنرجيان "لم تدخل موقعاً جغرافياً متنازعاً عليه حتى الآن". وتعاملت هذه الوسائل بـ"حيادية" حيال انقسام لبنان "بين طرف يتمسّك بالخط 29 انضمّ إليه النواب "التغييريون" وآخر يتمسّك بالخط 23 ويرفض تعديل المرسوم رقم 6433 الصادر عام 2011".

ويقول خبراء إن التحوّل المرتقب في موقف "حزب الله" من الثروة البحرية للبنان، لا يبتعد عن موقف طهران التي انغمست بجني مكاسب ارتفاع أسعار النفط، مع غضّ نظر أميركي عن وصول النفط الإيراني الى الأسواق بالرغم من العقوبات التي ما زالت الإدارة الأميركية تفرضها على طهران. والسبب أن واشنطن مهتمّة قبل أي شيء آخر، بمواجهة النقص الناجم عن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حرب أوكرانيا.

وفي موازاة ذلك، تتداول أوساط إعلامية قريبة من "حزب الله" تحليلات تفيد أن أنبوب الغاز المصري الإسرائيلي بحاجة ماسّة كي يمرّ عبر مناطق محدّدة في البحر اللبناني. وهذا الأمر إذا ما تحقق، يعني أن لبنان سيستوفي مبالغ من هذا المرور، ما يعني أن خيرات البحر اللبناني ستبدأ بالظهور، قبل أن نصل إلى موضوع استخراج الثروة اللبنانية من البحر. في المقابل تقول إسرائيل إن "كل ما يتعلق بالنزاع سيتم حله في إطار المفاوضات بيننا وبين لبنان، بوساطة الولايات المتحدة". وجاء هذا الموقف من وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في تصريحات تلفزيونية.

بعد أيام، ستكون هناك تحرّكات من أجل التمسّك بالخط 29 الذي يزيد حصّة لبنان في الثروة البحرية. وعلى ما يبدو، فإن الرؤساء الثلاثة وحّدوا موقفهم المتمسّك بالخط 23. مؤيّدو الخط 29، وبينهم النواب الجدد الـ13 سيجاهرون بموقفهم. أما الرؤساء الثلاثة فسيضمرون موقفهم. وفي كلتا الحالتين، يبدو "حزب الله" مستفيداً لأنه غير معنيّ بكشف أوراقه. لذا، سيظهر النائب السابق نوّاف الموسوي في المقارّ الرئاسية مراراً من الآن فصاعداً، على غرار ما يفعله المعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين الخليل، كذلك على غرار الدور الذي يضطلع به مسؤول الارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا. وستكون مهمّة الموسوي منطلقة من التأكيد على الرؤساء الثلاثة أن أيّة مكاسب ستتحقق من الثروة البحرية ستكون خاضعة لإشراف الأمين العام مباشرة.

إنه زمن جني المكاسب، ولا مسايرة فيه على حساب "حصّة وازنة" ستصل مباشرة الى "حزب الله".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار