سباق محموم بين الديبلوماسية واحتمالات التصعيد | أخبار اليوم

سباق محموم بين الديبلوماسية واحتمالات التصعيد

| الجمعة 10 يونيو 2022

 "النهار"- وجدي العريضي

على وقْع ترسيم الحدود البحرية، والارباك لدى أهل السلطة، الى دخول لبنان في معمعة الاستشارات النيابية الملزمة وصولاً الى التكليف، وحيث ثمة أكثر من سيناريو يجري تداوله، يبقى القلق محيطاً بالساحة الداخلية من حصول أي عدوان إسرائيلي في ظل هذا الوقت الضائع الذي لطالما تستغله إسرائيل. وفي هذا السياق ثمة معلومات مستقاة من تقارير ديبلوماسية عربية وغربية واستخبارية، تؤشر الى أن لبنان قد يتعرض لعدوان إسرائيلي في حال تفاقم ازمة الترسيم والتنقيب عن الغاز، وفي حال حصول عمل "مقاوم"، وخصوصاً بعدما تمّ قصف دمشق بشكل عنيف قبل أيام، والذي طاول الطريق الدولية التي تصل العاصمة السورية ببيروت، وهذا يحصل للمرة الأولى منذ فترة طويلة، ما يشي بأن المسألة جدّية لجملة اعتبارات سياسية وميدانية.

توازياً، ذكرت مصادر سياسية عليمة لـ"النهار"، أن ثمة مرجعيات سياسية تبلغت خلال وجودها في العاصمة الفرنسية من أصدقاء قدامى وهم اليوم من كبار المستشارين في الاليزيه، تحذيرات حول إمكان إقدام إسرائيل على عدوان في هذا الصيف مستغلة ما يجري في المنطقة من حروب وأزمات وتطورات ومتغيرات إقليمية ودولية، وبالتالي ليس مصادفة قصف أربيل من قِبل ميليشيات موالية لإيران استهدفت محيط السفارة الأميركية، إضافة الى ما يعانيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية وانقسام بين المكونات المحلية هو الأخطر في تاريخه، أضف الى ذلك توقف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن وليس في الأفق ما يوحي بأنها ستُعاود مادامت الحرب الروسية – الأوكرانية مشتعلة. والمعطيات تشير الى أنها حرب استنزاف طويلة الأمد. من هذا المنطلق قد تستغل اسرائيل هذه العناوين والوقت الضائع وترتكب أي مغامرة طالما ان أولوية المجتمع الدولي ما يجري في أوكرانيا ربطاً بالأبعاد الاقتصادية وتداعياتها على أوروبا والعالم بأسره.

وتضيف المصادر أنه في موازاة المخاوف من اندلاع أي حرب على الحدود مع إسرائيل أو قيامها بعدوان جوي، فالاتصالات جارية على قدم وساق لثنيها وردعها عن أي استهداف للبنان الذي ليس بوسعه أن يتحمل تبعات أي مغامرة في ظل انهياره الاقتصادي والمالي والتعقيدات المحيطة به, وعلى هذه الخلفية عُلم أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونقلاً عن بعض مستشاريه، يواكب ويتابع الوضع اللبناني بكل تفاصيله السياسية والأمنية والاقتصادية ويتواصل مع المعنيين من واشنطن الى تل أبيب من اجل التهدئة وضبط النفس، وقد أخذ على عاتقه هذه المسألة، ناهيك عن اتصالات بعيدة من الأضواء أجرتها اطراف عربية وخليجية في طليعتها القاهرة التي قامت بمساع حثيثة وبمتابعة من وزير الخارجية سامح شكري. ولكن في ضوء المعطيات الراهنة، فالأجواء التي تتناقلها جهات سياسية وديبلوماسية داخلياً وخارجياً، انما تصبّ في خانة المراوحة أو في اطار السباق المحموم بين التهدئة والانفجار، وذلك رهن بما ستؤول اليه أجواء المنطقة، اذ تحاول ايران كما تشير أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت، إعادة تسخين الأوضاع على الساحة العربية من لبنان الى العراق وسوريا عبر الحشد الشعبي العراقي وفصائل إيرانية متطرفة، وكذلك من خلال "حزب الله" للتعمية حول ما يحصل في المدن الإيرانية من تظاهرات وانتفاضات منذ اكثر من شهر ونصف شهر تُقمع بأساليب ترهيبية وعنفية، إضافة الى معلومات أن طهران سلمت سلاحاً بكميات كبيرة للحشد الشعبي العراقي لمواجهة أنصار الزعيم مقتدى الصدر، وان تحوّل هذا الصراع شيعياً – شيعياً، فإنها تسعى للسيطرة على القرارين السياسي والميداني في العراق بعدما فقدت أوراقها في هذا البلد وخسرت الاستحقاقات الدستورية. والأمر عينه في لبنان الذي يلامس النموذج العراقي حيث المايسترو واحد، أي ايران، ففي بلاد الرافدين الحشد الشعبي، وعلى الساحة اللبنانية "حزب الله" وكلاهما يقوّض الاستقرار ويُعيق بناء الدولة في بلده،. لذا تعتقد المصادر اياها أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون في غاية الدقة لبنانياً واقليمياً ودولياً.

وحيال هذه الأوضاع المحمومة داخلياً وخارجياً، يبقى لبنان ساحة ومنصة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، فأرضه خصبة وهشّة لتلقف أي تطورات قد تحصل، أكان عدواناً اسرائيلياً أو أي انعكاسات للنزاعات الجارية في الإقليم، وما يزيد في الطين بلّة تحلل الدولة ومؤسساتها ومرافقها، ما يترك كل الأبواب مشرعة لأي أحداث قد تقع ويكون لبنان أكثر المتضررين منها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار