انظروا الى البحر واختاروا حدودكم "النّظريّة" لا أكثر... هذا ما سيسمعه لبنان؟! | أخبار اليوم

انظروا الى البحر واختاروا حدودكم "النّظريّة" لا أكثر... هذا ما سيسمعه لبنان؟!

انطون الفتى | الجمعة 10 يونيو 2022

بارودي: لترك الجيش اللبناني يعمل على تلك الملفات بعيداً من التدخّل السياسي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في انتظار الوسيط الأميركي آموس هوشتاين، وما يحمله في جعبته، تستمرّ القيادة السياسية اللبنانية بالمخاطرة، وبالتسبُّب بفقدان لبنان القدرة على الإمساك بخيوط ملفّاته الحيوية، وصولاً ربما الى اليوم الذي سيُقال فيه للّبنانيّين "انظروا الى البحر، واختاروا النّقاط التي تُعجبكم فيه، واعتبروها حدودكم البحرية "النظريّة" لا أكثر"، انطلاقاً من أن لا أحد مستعدّاً حول العالم لانتظار نتائج الجمود اللبناني، والدّفاع الرسمي عن الحقوق اللبنانية على الشاشات، أو بالتهديدات التي يعلم الجميع أنها خارج اليد الرسمية اللبنانية.

 

في البحر

فأحداث المنطقة تتسارع، والعالم يتغيّر، وأوروبا تبحث عن بدائل لمصادر الطاقة الروسية. وتفرض ما توفّره منطقة شرق المتوسط منها، ضرورة الإسراع في الحركة الرسمية اللبنانية، للبتّ بترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان، حتى ولو لم يَكُن استخراج نفطنا وغازنا سيتمّ غداً، أو بعد غد.

فماذا بعد مغادرة هوشتاين لبنان؟ وأي خيارات مُمكنة أمامنا؟ هل سيتمّ إنجاز ملفّ الترسيم قريباً؟ أو المخاطرة باندلاع مواجهة عسكرية، قد تكون "نهائية" هذه المرّة، وذلك لكَسْر أي محاولة لعرقلة مشاريع الطاقة العالمية؟ أو هل يبقى نفطنا وغازنا في البحر، الى الأبد، مقابل "التشاغُل" اللبناني بالصّراخ الداخلي، وبتبادُل الاتّهامات، بما سيجعلنا أقرب الى من يتقاتلون على جثّة مَيْت ضائعة في البحر؟

 

تعديلات

أكد الخبير في مجال الطاقة، والرئيس التنفيذي لشركة "استشارات الطاقة والبيئة القابضة" (مقرّها الدوحة)، رودي بارودي، أن "ليس مؤكّداً أصلاً إذا ما كنّا سنتمكّن من الحصول على الخط 23، من دون معالجة مجموعة من الأخطاء الجسيمة التي ارتُكِبَت عند البَدْء بوضع الخطوط من 1 الى 23، قبل نحو 12 عاماً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما برهنته الدراسات الجديدة، هو أن الخطوط البحرية من 1 الى 23، وُضِعَت لبنانياً وإسرائيلياً وفق معطيات خاطئة، نظراً الى البَدْء بترسيمها انطلاقاً من البحر، فيما كان يتوجّب اعتماد البرّ لذلك. وبالتالي، يجب إدخال تعديلات جوهرية على ترسيم الخطوط، لبنانياً، قبل أي كلام. فالوسائل التقنية تطوّرت كثيراً اليوم، وبشكل أكبر ممّا كانت عليه قبل 12 عاماً".

 

سياسة

وشدّد بارودي على "ضرورة أن يترافق المجهود لإعادة النّظر بالعمل السابق، مع وقف التدخّل السياسي بملف ترسيم الحدود البحرية. فهذا التدخّل ينعكس سلبياً على سير المفاوضات، في ملف حيوي وحسّاس".

وأضاف:"انظروا الى ما تفعله دولة مثل قبرص، وقارنوه مع ما هو الحال في لبنان، مع العلم أنهما (لبنان وقبرص) أطلقا المسح "السيسمي" في أعوام 2002، و2003، و2004، في الوقت نفسه. أما النتيجة، فهي أن بعد ما بين 18 و20 عاماً من هذا العمل، انتقلت قبرص من البحث بعمليات الاستكشاف، الى الحديث عن الإنتاج، وعمليات البَيْع، بينما يتخبّط لبنان بهذا الملف سياسياً، حتى الساعة".

 

الجيش

وسأل بارودي:"لماذا التجاهُل الرسمي المستمرّ للعمل على كميات النفط والغاز التي تختزنها اليابسة في لبنان؟ فهذه غير مرتبطة لا بـ "خطّ هوف"، ولا بوساطة هوشتاين، تماماً. وبالتالي، لماذا إهمال هذه النّقطة؟".

ودعا الى "ترك الجيش اللبناني يعمل على تلك الملفات بعيداً من التدخّل السياسي، خصوصاً أنه يمتلك الخبرات والإدارة لرسم الحدود البحرية اللازمة. وهو قام بمجهود ممتاز في هذا الإطار، إذ كان استحدث إدارة خاصّة بهذا العمل".

 

الشعب؟

وعن حلّ أزمة الكهرباء في البلد، لفت بارودي الى أن "هذا العمل يحتاج الى البَدْء بالإصلاحات، والى تحسين الجباية، ومعالجة تسعيرة الكهرباء. ولكن أين الشّعب اللبناني؟ فهنا نقطة جوهرية".

وختم:"كيف يمكن لشعب يُطالب بأبسط حقوقه من الطبابة، والدواء، والخبز، والكهرباء، والمياه، أن ينتخب شخصيات مسؤولة عن الفَشَل في كل القطاعات الحيوية، وأن يوصلها الى مجلس النواب؟ فهذا أمر غريب بالفعل، إذ إن اللبنانيين يقترعون، ومن ثم يخرجون الى الشارع للمطالبة بحاجاتهم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة