لبنان على الموجة العربية وترقّب لمساعي الكاظمي بين الرياض وطهران... | أخبار اليوم

لبنان على الموجة العربية وترقّب لمساعي الكاظمي بين الرياض وطهران...

| الثلاثاء 28 يونيو 2022

 "النهار"- وجدي العريضي

يستحوذ لبنان على قدر من الاهتمام العربي الذي يسلك طريقه بقوة، ما تبدّى أخيراً في جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على كل من مصر والأردن من خلال البيانين الختاميين مع العاهل الأردني والرئيس المصري، اذ خصص بند أساسي للشأن اللبناني صبّ في خانة "حزب الله" وتدخله في كل من سوريا والعراق واليمن، الى ما يقوم به على الساحة اللبنانية من ممارسات حوّلته الى دويلة على حساب الدولة. وثمة زيارة قريبة جداً للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الى بيروت، ولو انها مبرمجة سلفا لمناسبة التحضيرات لاجتماع وزراء الخارجية العرب، ما يؤمل منه ان يزيد الاهتمام العربي، وتحديداً السعودي، بالتماهي والتواصل مع القاهرة وعمّان والجامعة العربية، إضافة الى استمرار التنسيق الفرنسي – السعودي، وان كان التركيز على الصندوق الاستثماري الإنساني والتنموي، انما "اعلان جدّة" اعتُبر خريطة طريق، ويُنقل وفق المتابعين آنذاك أن فقرة أساسية في هذا الإعلان حملت بصمات للرياض بقبول من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

في السياق ما يجري من حراك عربي واقليمي، آخذ بالتفاعل وسيرتفع منسوبه في الأيام القليلة المقبلة، على أكثر من خلفية واستحقاق، بمعنى آخر تؤكد أوساط سياسية مطّلعة أن هناك خطاً بيانياً بدأ يفعل فعله عربياً وفرنسياً وفاتيكانياً، وثمة اتصالات على أعلى المستويات لمساعدة لبنان قبل الارتطام الكبير الذي بدأ يلامس كل مرافق الدولة ومؤسساتها وقطاعاتها، خصوصا ما يحصل حياتياً ومعيشياً، في وقت وعلى الصعيد السياسي، ان التوغل العربي في العمق اللبناني نفّس الى حد كبير السطوة الإيرانية التي تفاعلت في المرحلة الأخيرة عبر "حزب الله" الذي ينفذ سياساتها من لبنان الى العراق واليمن وسوريا، إضافة الى أن ما يسمى في هذه المرحلة "الناتو العربي" يهدف ليس فقط الى ما يحصل على الساحة الداخلية، بل هناك مساع يقوم بها العراق من خلال رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي الذي كان يرعى في بغداد العلاقات السعودية – الإيرانية. وبالتالي فان زيارته الى الرياض ولاحقاً الى طهران، انما تصب في هذه الخانة، وسيكون لها ارتدادات واضحة على الساحة المحلية بفعل دور "حزب الله" الذي يتآلف وطهران عقائدياً وايديولوجياً ويتلقى الدعم على كل المستويات، اذ ووفق المصادر المعنية وفي حال نجحت مساعي الكاظمي قد يتم تمرير الاستحقاق الرئاسي عبر توافق لبناني وعربي واقليمي وبغطاء دولي، وذلك ما ستتوضح معالمه على ضوء النتائج التي سيعود بها رئيس الوزراء العراقي بعد لقاءاته في جدّة وطهران، ناهيك عن استمرار المساعي لعودة سوريا الى الجامعة العربية والتي هي أيضاً من العناوين المطروحة في هذه المرحلة.

وبالعودة الى زيارة أبو الغيط والتي سيحدد جدول أعمالها قريباً، فهي تحمل أكثر من عنوان ومعطى، بدايةً التحضير لمؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في القاهرة تمهيداً لقمة الجزائر العربية، وسيكون لبنان بنداً رئيسياً على جدول أعمال المؤتمر لرفع التوصيات الى قمة الجزائر، كما ان ثمة أجواء ومعلومات حول عقد "ميني مؤتمر" للجامعة العربية لمناقشة الوضع اللبناني ومساعدة هذا البلد، وذلك ما سيتم بحثه خلال لقاءات أبو الغيط مع المسؤولين اللبنانيين عبر الاهتمام والرعاية العربية ربطاً بالهواجس والقلق على مصير هذا البلد، وكذلك اعادته الى المحور العربي، ومن ثم، وهنا بيت القصيد، فإن أبو الغيط يتابع مع مساعده السفير حسام زكي تنفيذ الورقة الخليجية العربية الدولية التي حملها الى لبنان وزير الخارجية الكويتي، واستكمال المساعي الآيلة الى تحصين العلاقة اللبنانية – الخليجية من جوانبها كلها.

توازياً، وحيال هذه الأجواء و"الطحشة" العربية باتجاه لبنان، تبقى وفق المتابعين والمواكبين لمسار ما يحصل رهن بعض العناوين الأساسية ما يتمثل بالمفاوضات الإيرانية – الأميركية المتوقفة وصولاً الى ما ستؤدي اليه مساعي رئيس الوزراء العراقي بين الرياض وطهران، بمعنى أنه لا يمكن تثبيت العلاقة اللبنانية – الخليجية، وتحديداً مع السعودية، في ظل استمرار "حزب الله" في حملاته على المملكة والتي تفاعلت في الأيام الماضية الى حد اعتبار السفير السعودي وليد البخاري "سفير الفتنة" في لبنان، وهذا ما يفرمل مسار الوضع برمته ان على صعيد المسائل الاقتصادية والمالية والمساعدات والسياحة وملفات عديدة، ولكن وفق ما يُنقل بأن الأمور لن تعود الى الوراء على خط بيروت – الرياض، وعلى هذه الخلفية لا يمكن اغفال الحركة العربية المتنامية، حيث لبنان حاضر بقوة خلالها، والأمر عينه لجولة ولي العهد السعودي الأخيرة ومن ثمّ الزيارة المرتقبة للأمين العام للجامعة الى بيروت، في وقت يعوّل على الدور الذي يقوم به الكاظمي بين المملكة وايران، لذا ثمة ترقب لهذه الأجواء والحراك ليبنى على الشيء مقتضاه على صعيد الاستحقاقات اللبنانية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار