مسيّرات "حزب الله" هل تفتح حرباً جوّية؟ | أخبار اليوم

مسيّرات "حزب الله" هل تفتح حرباً جوّية؟

| الأربعاء 13 يوليو 2022

كان من اللافت أن المقاومة لم تكشف عن كل إمكانياتها في المسيّرات ورؤوس المتفجرات

"النهار"- رضوان عقيل

لم يكن إطلاق "حزب الله" 3 مسيّرات محطة عادية في استعداداته ومعاركه المفتوحة مع إسرائيل التي تتحسّب لهذا النوع من المواجهات بعدما ثبت لها أن المقاومة طوّرت هذا النوع من سلاح الطيران بعد عدوان تموز 2006. وأصبح لسلاح المسيّرات المكانة المهمّة في آخر مواجهات عسكرية في أوكرانيا وقبلها لجوء أذربيجان الى حسم معاركها مع أرمينيا بواسطة مسيّرات تركية.

ولم يكن الهدف من مسيّرات الحزب توجيه "رسالة نفطية" فحسب قبل حسم ملف الترسيم البحري، بل ستكون لها حسابات أخرى في أيّ مواجهات عسكرية في المستقبل عند الحدود في الجنوب وصولاً الى أعماق الأراضي. وبعد واقعة تلك المسيّرات احتلّ موضوعها صدارة اهتمام الصحافة الإسرائيلية ومتابعتها اليومية. ولم يأت من فراغ كلام المحلل في صحيفة "معاريف" تسيفي يخزكيلي وإشارته الى بداية حرب جوّية مستمرّة بين إسرائيل و"حزب الله".

ويأتي منبع الاهتمام الإسرائيلي بهذه المسيّرات بعدما تمكنت من الاقتراب من أجواء كاريش والمنطقة التي تعمل تل أبيب على استخراج الغاز والنفط منها. وتوقفت آلة الحرب الإسرائيلية عند تمكّن المسيّرات الـ3 من إرباك الدفاعات الجوّية الإسرائيلية وإجبارها على مراجعة خططها الدفاعية مع عدم التقليل من قدراتها في هذا الحقل. وأدّى هذا الخلل الى عدم إسقاط تلك المسيّرات بسهولة لدرجة دفعت غرفة العمليات الإسرائيلية الى استعمال سلاح الجو لإسقاط إحدى المسيّرات التي كانت تسير ببطء.

ولم يكن من المستغرب إقدام الحزب على تطوير قدراته هذه في ميدان المسيّرات بعد 2006. وما يريده هو الحفاظ على قواعد الاشتباك بعد هذا التاريخ. ومنذ ذلك الحين لم تقدم تل أبيب على استهداف أيّ نقطة في لبنان بواسطة سلاح الجوّ على عكس ما تفعله في سوريا.

وكان السيد حسن نصرالله الذي ستكون له إطلالة اليوم الأربعاء قد أشار في إحدى خطبه إلى أنه قد آن الأوان لوضع حدّ لهذا التمادي الإسرائيلي الجوي وخرقه المتواصل للسيادة اللبنانية.
ولجأت المقاومة الى استعمال سلاح المسيّرات وتدريب أعداد كبيرة من ضبّاطها وكوادرها على استعمال هذا النوع من دون أن تكشف عن كامل ما تملكه من هذه المسيّرات.

ولا ينفك الإسرائيليون يتوقفون عند سيناريو إقدام المقاومة على إطلاق سرب من المسيّرات يستهدف مواقع ونقاطاً عسكرية وأمنية ونووية حسّاسة في وقت لم تثبت فيه القبّة الحديدية قيامها بالدور المطلوب منها مئة في المئة وهذا ما حدث في عملية "سيف القدس" الأخيرة بين الإسرائيليين والمقاومة الفلسطينية.

وكان من اللافت أن المقاومة لم تكشف عن كل إمكانياتها في المسيّرات ورؤوس المتفجرات التي يمكن أن تحملها سواء لاستهداف منصّات نفطية أو غازية أو أهداف أخرى.

وتعتقد المقاومة أن من حقها استعمال هذه المسيّرات فوق الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها إسرائيل التي لا يغيب سلاح جوّها عن الأجواء اللبنانية ومن دون سماع أصوات لبنانية تعترض على هذه الخروق وانتهاك سيادة البلد "إلا أنها اعترضت على عملية المسيّرات الـ3 التي كانت مدروسة من كل النواحي". ولا يخفي المراقبون ولو من دون أن يعلن الحزب عن ذلك، أن المسيّرات ستشكّل حجر الرحى في أيّ حرب مقبلة بين إسرائيل والمقاومة.

وما زال حقل كاريش المتنازع على مساحته بين إسرائيل ولبنان ولم تُرسم الحدود في شكل نهائي بعد، ينتظر خلاصة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، ويرى "حزب الله" أن من حق لبنان وحقه استعمال كل الأسلحة بغية تعزيز الموقف اللبناني في المفاوضات وغيرها، واللجوء إلى أي نقطة قوّة عسكرية بغية عدم السماح لإسرائيل السيطرة على حقوق لبنان وثروته في الغاز والنفط. وموقف الحزب واضح ويقول باعتماد الخط الذي تحدّده الدولة في عملية الترسيم. وثمة من سيربط خرق الأجواء اللبنانية من طرف إسرائيل على مدار أيام السنة بمحاولات الحزب فعل الأمر نفسه في المستقبل أي إطلاقه مسيّرات فوق الجليل وصولاً الى حيفا بغية إحداث توازن جديد في هذه المواجهة وقواعد الاشتباك المفتوحة بين الطرفين. ومن المتوقع أن تأخذ المسيّرات حيزاً من مساحة خطاب نصرالله اليوم، الذي سيناقش الدروس التي استخدمتها المقاومة من تموز 2006 مع ربطها بحرب الترسيم إن لم تصل الى نهايتها السعيدة، لأن خيار الحرب يبقى مفتوحاً بعد معادلة المقاومة التي وصلت الى سائر المعنيين في الداخل: إن لم يتم حسم ترسيم الحدود البحرية والسماح للبنان بالمباشرة في التنقيب والحصول على ضمانات في هذا الشأن، فإن المقاومة لن تقف متفرجة على إنتاج إسرائيل للغاز في الخريف المقبل. ولن يكون الأوربيون بعيدين عن مواكبة هذه التسوية قبل أن يدبّ "البرد الروسي" في أجسام أبناء دول القارة العجوز.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار