هل تغيرت الظروف لانتخاب رئيس مختلف؟ | أخبار اليوم

هل تغيرت الظروف لانتخاب رئيس مختلف؟

| الخميس 14 يوليو 2022

حتى الكنيسة التي رعت فكرة وصول الأقوياء الى سدّة الرئاسة باتت تتحدث عن مواصفات مختلفة تماماً

"النهار"- علي حمادة

يستحيل عزل الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن التطورات المتلاحقة التي يشهدها الإقليم. هذه حقيقة، وليست مستجدة. ففي الاستحقاق الأخير عام ٢٠١٦ جرى انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، في ظل انحياز أميركي واضح (خلال عهد الرئيس باراك أوباما) لما سُمّي آنذاك "الخيار الإيراني" للإدارة الأميركية. كان الرئيس الأسبق أوباما يعتبر أن الاتفاق النووي مع إيران هو إنجاز تاريخي سيدخل في سجله الذهبي. أكثر من ذلك، كان أوباما يراهن على أن يكون نوعاً من "نيكسون" آخر يحدث تغييراً استراتيجياً تاريخياً كبيراً على مستوى علاقات واشنطن بقوة شرق أوسطية أساسية تناصب الولايات المتحدة العداء، فيفتتح معها علاقات جديدة على مستوى الاقتصاد، تمهيداً لتطبيع كامل وربما تحالف جديد. أراد أوباما أن يستنسخ تجربة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون عندما قام بزيارة تاريخية لبكين في نهاية عهد الزعيم الصيني ماو تسي تونغ ليغيّر وجه العلاقات الثنائية، ومعه وجه العالم. لقد اعتقد أوباما نفسه نيكسون القرن الحادي والعشرين، وراهن على تغيير وجه جزء من العالم من خلال فتح عهد جديد مع إيران. وفي الطريق عرّض الرئيس الأميركي علاقات بلاده بجميع حلفائها في المنطقة للخطر، لأنه عرّض مصالحهم وأمنهم القومي للاهتزاز، لمصلحة حلمه الإيراني.

ترك الساحة اللبنانية خاوية أمام التمدّد الإيراني تتحمّل مسؤوليته جزئياً إدارة أوباما. كانت المرحلة التي تلت التوقيع على الاتفاق النووي، وانصبّ أكثر الاهتمام الغربي على العلاقات مع إيران. في هذا الوقت أنجزت التفاهمات التي أدّت الى "التسوية الرئاسية"، وانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبالتالي تسليم لبنان بجميع مفاصله الى "حزب الله"، أي الذراع الإيرانية في لبنان.

اليوم نحن أمام مرحلة قد تكون مختلفة. فبعد انهيار لبنان في مرحلة السيطرة الكاملة لـ"حزب الله"، وفشل عهد الرئيس ميشال عون، وهو ممثل المحور الذي تقوده طهران إقليمياً و"حزب الله" محلياً، ربما صار من الصعب بمكان أن يجدّد الحزب المشار إليه سيطرته على موقع الرئاسة كما حصل عند انتخاب عون ولا سيما أن ثمة معارضة تتوسع في مواجهة إلحاق لبنان بأسره بمحور طهران. من هنا فإن المرشحين المنتمين الى محور "حزب الله" أمامهم طريق صعبة جداً للوصول الى قصر بعبدا. والأسباب واضحة. بداية فشل الرئيس ميشال عون في دفع صهره وخليفته جبران باسيل ليتقدم المرشحين لخلافته ويحسم المسألة. طارت حظوظ باسيل الرئاسية. وإذا حاول "حزب الله" أن يفرض باسيل من خلال تأمين انتخابه بأكثرية عددية، انفجرت البلاد بوجه باسيل و"حزب الله" معاً. أما التمديد لعون فغير وارد حتى في الأحلام.

ويبقى مرشحو "حزب الله" الآخرون الذين يجري التداول بأسمائهم هنا وهناك، وطريقهم مزروعة بالعوائق، وأولها أن الرأي العام المسيحي ما عاد يستسيغ فكرة أن يكون الرئيس الفعلي في بعبدا، هو الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. حتى الكنيسة المارونية التي رعت فكرة وصول الأقوياء الى سدّة الرئاسة، فاتحة الباب أمام عون، باتت تتحدث عن مواصفات رئاسية مختلفة تماماً، وفي أولوياتها تحرير موقع الرئاسة من سيطرة "حزب الله". مع ذلك فإن المعركة الرئاسية ستكون قاسية لأن "حزب الله" لن يتخلى بسهولة عن كرسيّ بعبدا بعد ستة أعوام من الهيمنة التامة. والسؤال، هل يلاقي الخارج الإقليمي والدولي التحوّل في المزاج الداخلي؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار