بين برّي وجنبلاط.. "توأم رئاسي"؟
صفة وحيدة مطلوبة: أنّ يكون رئيساً يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم
شادي هيلانة- "أخبار اليوم"
يرى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في رئيس البرلمان نبيه برّي قوّة سياسية خلفه، ولا يمكن استعداءها، لأنّهُ في حال كُسر بري سيفقد حليفاً قوياً ويُصبح من السهل عزله، لذلك فإنّ العلاقة التاريخية بين الرجلين ثابتة، فهما لم يتباعدا يوماً، لتبقى العلاقة خاضعة لحسابات الفريقين.
قد يلعب جنبلاط دوراً مهماً في استحقاق الانتخابات الرئاسية،حينها ستعود "بيضة القبان" لتؤدي دورها كما يجب، وبإمكانها أنّ تقلب المعادلة رأساً على عقب، والتقاربُ او التوافق على اسم الرئيس من بوابة برّي سيكون مقدمة لتوافق أكبر. وعملياً، لا يمكن لجنبلاط التنازل عن خيارات بريّ الرئاسيّة.
وبشكلٍ اوضح، يشير مصدر سياسي مطلع، الى انّ من ينظر الى خيارات جنبلاط سيرى اختلافاً بين أمرين: الأول هو "مُجابهة" انتخابية ضد المحور الذي ينتمي اليه برّي، والثاني "مُهادنة" وتقارب مع هذا المحور، لا سيما بعد انتخاب الأخير رئيساً للبرلمان، وهو يُعدّ ضمانة لمحور 8 آذار، والحارس الأول لـ"حزب الله" في الدولة اللبنانية.
وهنا، يعتبر المصدر عبر وكالة "اخبار اليوم" انّ برّي وجنبلاط في الاستحقاق المقبل سيشكلان "توأما رئاسيا" لا محال .
وبرأي المصدر عينه، انّ زعيم المختارة لنّ يقطع الخيط الذي يربطهُ ببرّي هذه المرة، تحديداً بعد الرسالة الإيجابية التي أرسلها النائب جنبلاط إلى الرابية عام 2016، والتي توجّت بالعماد ميشال عون وقتذاك رئيساً للجمهوريّة، خلافاً لِبرّي الذي رفض تحقيق حلم "الجنرال"، المُمسك بمفتاح بعبدا.
وبمعزل عن كل التفسيرات والتحليلات التي قد تصيب أو لا.. لا يُمكن لبرّي انّ يخطو من أيّ شخصية بشأن رئاسة الجمهورية، بعيدة عن التوافق مع الحزب- علماً، ووفق مصادر عين التينة انّ برّي يختصر مواصفات الرئيس المقبل بصفة وحيدة هي أنّ يكون رئيساً يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم.
ولعلّ الرسالة "المُضمرة" في هذا الإتجاه، ما أكدّهُ أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله في اطلالته، أمس الإثنين، إذ قال: "حزب الله لم يبدأ النقاش بعد بشأن الملف المذكور، وسيحاول البعض على طريقة حرق المرشحين القول انّ بعض الأسماء هي من ترشيح حزب الله. لن نتحدث عن هذا الملف الآن، وأي موقف يخصنا سيصدر إما في بيان رسمي أو من خلالي أنا".