تبريد أجواء على خط معراب – كليمنصو وترقّب للحراك العربي والدولي | أخبار اليوم

تبريد أجواء على خط معراب – كليمنصو وترقّب للحراك العربي والدولي

| الثلاثاء 02 أغسطس 2022

  لدى كل الأطراف قلق ومخاوف اذ ليس في مقدور أي كان حسم الخيار الرئاسي

"النهار"- وجدي العريضي

دخل لبنان في الأسابيع المفصلية والحرجة، وعندما سُئل مرجع سياسي أمام زواره، هل ستُجرى الانتخابات الرئاسية في موعدها؟ ردّ ممازحاً: "إذا بقي بلد فكل يوم سيمر علينا سيكون قاسياً وصعباً وتحديداً معيشياً وحياتياً"، معرباً عن خشيته من الآتي على اعتبار أن وضع المنطقة لم يتبلور وثمة معطيات وأجواء مخيفة عما ما قد يحصل في العراق لأن إيران قررت عبر الحشد الشعبي وحلفائها ضرب استقرار هذا البلد، ولبنان أكثر ما يشبه النموذج العراقي.

توازياً، أفادت مصادر سياسية مطّلعة "النهار"، بأن الاتصالات تتكثف بعيداً من الأضواء على أكثر من خلفية سياسية، إضافة الى الاستحقاق الرئاسي ومن ثم تسوية الخلافات التي حصلت في الآونة الأخيرة، ولا سيما على خط معراب – كليمنصو، بحيث عُلم أن اتصالات جرت بين نواب من الفريقين أدت الى التهدئة، وخصوصاً بعد بيان النائبة ستريدا جعجع، اذ جرت معاتبة وديّة واتفق على انهاء الأمور عند هذا الحد مع دخول أصدقاء مشتركين على خط المعالجات بعدما تمّ استغلال كل ما قيل من قِبل فريق الممانعة الذي نقل في اعلامه أكثر من سيناريو حول الاستحقاق الرئاسي وسواه. وكذلك الامر في ما يتعلق بمسألة المطران موسى الحاج التي طويت في اطار التداول الإعلامي، ولا سيما في لقاء كليمنصو الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى حول ما قيل عن أموال نُقلت من دروز فلسطين الى مشيخة العقل.

وتضيف المصادر أن اتصالات حصلت منذ فترة بين الحزب الاشتراكي وحزب الكتائب للتنسيق رئاسياً، والأمر عينه بين معراب والصيفي بعد كسر الجليد بينهما، إذ ثمة اتصالات ومشاورات قائمة بين الكتائب وحزب "القوات اللبنانية"، ومن ثم تشاور بين هذه الأحزاب والنواب التغييريين والمستقلين، بمعنى ان هناك أجواء ومساعي لعقد اجتماع موسع لهذه القوى السياسية والنيابية للتوافق على رئيس للجمهورية من خارج معسكري 14 و8 آذار. ولا يخفى أن الأمور معقدة وصعبة، وبالتالي ثمة أكثر من سيناريو بدأ يُدرس من كل الكتل النيابية، اذ قال أحد القياديين البارزين في 8 آذار في مجلس خاص إن زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية قد يحصل على 64 صوتاً في الدورة الأولى، ولكن هل سينال هذا الرقم في الدورة الثانية؟ قائلاً: قد تُعطل الجلسة من الطرف الآخر لأن الأكثرية ليست في جيب أحد، ولذا لكل حادث حديث في الأسابيع المقبلة.

وتشير المصادر نفسها الى أن لدى كل الأطراف قلقا ومخاوف اذ ليس في مقدور أي كان حسم الخيار الرئاسي منذ اليوم وحتى داخل قاعة مجلس النواب، في حال لم تكن هناك كلمة سر دولية وإقليمية بصدد التوافق على اسم الرئيس العتيد الذي بدأ يُطبخ في العواصم الغربية بالتناغم مع بعض الدول العربية، كاشفة أن بعض الأسماء التي يجري تداولها هي موضع تشاور ونقاش بين العواصم المعنية بالملف اللبناني. وللتذكير ان "النهار" أكدت قبل نحو شهرين نقلاً عن جهات داخلية وخارجية موثوق بها، أن التداول يجري بإسم رئيس من خارج الاصطفافات السياسية والحزبية ومن الصفين الثاني والثالث وشبيه بالرئيس الراحل الياس سركيس، وثمة أسماء بدأت تُطرح بعد التجارب السابقة المريرة، وتأكيداً لهذه المعلومات والمعطيات، فإن بعض السفراء المعتمدين في لبنان ممن لهم صلة بالملف اللبناني يسألون عن عدد من الأسماء وتاريخها ودورها، والمسألة جدّية، انما هذا الخيار ليس محسوما أو بات في الجيب بانتظار تبلور بعض المحطات الإقليمية والدولية، وتالياً ظهور نتائج اللقاءات التي حصلت في الأيام الماضية، وتحديداً قمة جدة، الى لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، حيث وُضعت مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية في هذا اللقاء، مع معلومات مفادها أن هناك زيارة مرتقبة لموفد فرنسي الى بيروت وربما وفد موسع سياسي - اقتصادي أولاً من خلال حرص فرنسي على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري كما كانت الحال في الانتخابات النيابية الأخيرة عندما أصرت باريس على هذا المعطى، إضافة الى رفع حجم الدعم صحياً وتربوياً وانسانياً ضمن التواصل والتنسيق مع المملكة العربية السعودية في هذا الاطار. من هذا المنطلق فإن الاستحقاق الرئاسي فُتح على مصراعيه ولا كلام حول تشكيل حكومة جديدة أو تعديل يطاول حكومة تصريف الاعمال.

والسؤال المطروح: هل سيتحكم "حزب الله" بهذا الاستحقاق، وكما جاء بالرئيس ميشال عون سيأتي بفرنجية أو بالنائب جبران باسيل مع اعتماده الخيار الأول؟ في ظل هذه الهواجس، ثمة ترقب للأجواء الخارجية وما يجري على خط الدول المعنية بالملف اللبناني من باريس الى واشنطن والرياض وسواها، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه حول كيفية التوصل الى تسوية توافقية كما حصل في استحقاقات سابقة، لذا من المبكر الجزم بهذا الاسم أو ذاك قبل أن تتضح المشهدية الدولية والإقليمية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار