حراك عربي وغربي تجنّباً للفراغ الرئاسي... | أخبار اليوم

حراك عربي وغربي تجنّباً للفراغ الرئاسي...

| الثلاثاء 09 أغسطس 2022

حراك عربي وغربي تجنّباً للفراغ الرئاسي...

ومساعٍ لاحتواء تفاعل الخطاب المذهبي بين بعبدا والسرايا


 "النهار"- وجدي العريضي

يجتاز لبنان أسابيع مفصلية على وقع أزماته واستحقاقاته، وما بينهما من صراع سياسي ومساجلات هي الأعنف على خط السرايا ـ ميرنا الشالوحي، وحيث تحوّلت إلى خطاب مذهبي وطائفي بدأ ينذر بعواقب وخيمة، وهذا ما عبّر عنه بعض المفتين في المناطق، وسط تحذيرات من مغبة سلوك "التيار البرتقالي" هذا النهج الذي قد يعطي شعبية في بعض المراحل، إلا أنه سيف ذو حدّين في حال وصلت الأمور إلى ما هو أكثر من ذلك.

في السياق، تشير مصادر سياسية عليمة لـ"النهار"، إلى أن الساعات الأخيرة شهدت أكثر من محطة داخلية وعربية ودولية. فعلى الصعيد المحلي، علم أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، دخل كـ"إطفائي" على خط السجال بين الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي وقصر بعبدا، لأنه يدرك تماما أن المعركة التي تُخاض ضد ميقاتي إنما يقودها رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي والإعلامي والإستشاري، وهو الذي التفت بشكل خاطف عندما كان الرئيس عون يتحدّث في الفياضية، ويغمز من قناة رئيس حكومة تصريف الأعمال، محمّلاً إياه مسؤولية عدم تشكيل الحكومة العتيدة، وبالتالي، أن بري، الذي ليس هناك من "حَيط عَمار" بينه وبين رئيس الجمهورية و"صهره" النائب جبران باسيل، يدرك أن السهام ستطاوله، في ظل مؤشّرات تنبئ بأن عون سيبدأ بالتصعيد التدريجي، وعلى المستوى الشخصي، من دون أن يخوض "التيار الوطني الحر" معركته في مواجهة خصومه، أكان على خلفية الإستحقاق الرئاسي المقبل، وتحميله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلد. بمعنى أن تصفية الحسابات السياسية انطلقت، وستكون لرئيس الجمهورية مواقف حاسمة يردّ من خلالها على كل ما يطاوله من تهجّم، وذلك لرفع سقف شروطه ومناوراته مع قرب انتهاء ولايته الرئاسية، إن على خط دعم صهره كمرشح رئاسي يعتبره عون "الأحقّ" بخلافته، أو من أجل تحصين وضعية "التيار البرتقالي" بعد انتهاء ولايته في ظل الشروط التي سيتمسّك بها، وإلا فإن الفراغ الرئاسي آتٍ مع كل تردّداته السلبية على لبنان واللبنانيين بجميع أطيافهم، إذ ثمة أكثر من سيناريو يعدّه القصر في إطار المواجهة الرئاسية المقبلة.

وعلى صعيد الحراك العربي، تشير المصادر نفسها إلى اتصالات تجري في أروقة الجامعة العربية من أجل متابعة الوضع في لبنان، ولا سيما على أبواب الإنتخابات الرئاسية، وينقل بأنه يجري البحث في إمكان إرسال موفد من الجامعة إلى لبنان، وقد يكون مساعد الأمين العام السفير حسام زكي، إلا إذا اقتضى الأمر أن يتوجّه أحمد أبو الغيط إلى بيروت، في حال تفاعلت الأحداث والتطورات، وتبيّن أن الفراغ الرئاسي قد يحصل، أو ثمة صعوبات في عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وقد يصار إلى موقف عربي شامل في هذا الإطار، وبالتالي، التواصل مع المسؤولين اللبنانيين قائم، إنما هناك معطيات مقلقة بالنسبة لكل المعنيين بالشأن اللبناني، ولا سيما الجامعة العربية التي تواكب وتتابع كل ما يحدث في هذا البلد، وحيث ينقل من القاهرة بأن هناك قلقاً من أن ينزلق لبنان نحو صراعات طائفية وسياسية وأمنية، وهذا الامر محور متابعة مع العواصم الغربية، وتحديداً باريس.

وتضيف المصادر أنه على المستوى الغربي، فإن الملف اللبناني بات برمّته في عهدة الفرنسيين، وبتفويض أميركي وعربي، وعلى هذه الخلفية، فإن الحديث جارٍ عن زيارة لموفد من قِبل الرئيس ايمانويل ماكرون إلى العاصمة اللبنانية، مع أجواء مؤدّاها أن الرئيس الفرنسي يرغب في أن يقوم هو شخصياً بهذه الزيارة، وهذا حتى الآن مدار تداول في الإليزيه، كما ينقل عن الذين لديهم اتصالات مع أصدقاء فرنسيين مقرّبين من الإدارة الفرنسية. مع الإشارة إلى معلومات تتحدّث عن إمكان حصول تبدّل في الموقف الفرنسي تجاه لبنان، ولا سيما على خط "حزب الله"، وهذا ما فوتح به سيد الإليزيه خلال لقاءاته الأخيرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك لضرورة أن يكون الموقف من الحزب وإيران أكثر وضوحاً وجدّية، وحيث يدرك ماكرون وسواه مَن يدير السياسة اللبنانية، أو مكامن الخلل والحل في لبنان، وهذا ما بات واضحاً ولا يحتاج إلى أي قراءة واجتهاد، وبالتالي، عدم الوقوع في الأخطاء السابقة التي جاءت مميتة بعدما أصرّ "حزب الله" على ضرورة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، الأمر الذي يسعى إليه أمينه العام السيد حسن نصرالله، للإتيان برئيس من النهج نفسه، والموالي لـ"حزب الله" والذي يسير في سياساته. لذا، فان كل هذه المسائل والعناوين ستكون من ثوابت ومسلّمات الحراك العربي والدولي في الأسابيع المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار