حمادة : حذارِ المسّ بالسعودية وتحويل لبنان محميةً للإرهابيين | أخبار اليوم

حمادة : حذارِ المسّ بالسعودية وتحويل لبنان محميةً للإرهابيين

| الجمعة 26 أغسطس 2022

لبنان عاد منصةً على خلفيات فائض القوة للحزب والسعي لتحسين شروط إيران في مفاوضاتها

"النهار"- وجدي العريضي

حظِيَ تهديد السفارة السعودية في بيروت من قِبل أحد المعارضين السعوديين عبر التسجيل الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، باهتمام لافت، لا سيما أنّه يطاول سفارة دولة بارزة لها دور أساسي في دعم لبنان واستقراره ومساعدته على كل المستويات، ناهيك عن توقيت هذا التهديد على أبواب الاستحقاقات الداهمة وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية، ومع عودة العلاقة بين لبنان والمملكة إلى طبيعتها بعد الفتور الذي اعتراها نتيجة الحملات التي طاولتها من جانب "حزب الله". وهذا ما يذكّر بحقبة الثمانينات عندما تمّ إفراغ لبنان من السفارات العربية والغربية نتيجة عمليات إرهابية وخطف ديبلوماسيين وقتلهم، ما يطرح تساؤلات عن إيواء بعض الفارين من عدالة حكوماتهم وبلادهم أو استقبال قوى مناهضة لهذه الدولة أو تلك، وصولاً إلى عقد مؤتمرات لمعارضين كما كانت الحال في الضاحية الجنوبية بفعل استقبال معارضين وآخرهم السعودي علي هاشم. وهذا ما يشكل إساءة واضحة للمملكة العربية السعودية ويؤكد في الوقت عينه غياب الدولة وأجهزتها، لِما يرتب من اهتزاز في العلاقات الديبلوماسية إذا استمرت الأمور من دون معالجات وتشريع (استقبال) الفارين والإرهابيين، الأمر الذي كان موضع اتصالات جرت على أعلى المستويات في الساعات الأخيرة وبقيت بعيدة من الإعلام بين كبار المسؤولين، وتحديداً المتابعة الحثيثة لوزير الداخلية بسام المولوي الذي حرّك الأجهزة الأمنية المختصة بعد التهديد المباشر للسفارة السعودية.

في السياق، يقول عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة لـ "النهار"، إنّ "المسّ بالمملكة العربية السعودية وتهديدها، يُعتبر خطاً أحمر لما تمثل السعودية من موقع خليجي وعربي متقدم ومن تاريخ ناصع عبر مساعدتها للبنان، وأذكّر الذين خانتهم ذاكرتهم أو تناسوا أنّها بالأمس القريب أعادت إعمار الضاحية الجنوبية بعد عدوان 2006، وهي التي بلسمت جروح اللبنانيين في الحروب والأزمات التي اجتازها لبنان، إلى استقبالها أعداداً هائلة من كل الطوائف والمذاهب حيث يشكلون الرافد الأساسي لوطنهم ولعائلاتهم، ولا سيما في هذا الزمن الصعب في عهد دمر علاقات لبنان مع السعودية والخليج"، متسائلاً: "هل نحن أمام عودة البلد ساحةً ومنصةً لاستقبال المجرمين والفارين من قِبل قوى الأمر الواقع ليعبثوا بأمنه واستقراره والإساءة لأشقائه ولمن كان إلى جانبنا في أزماتنا وظروفنا الاستثنائية التي ما زالت سارية المفعول بفعل هذا العهد الذي لم يُبقِ شيئاً إلا ودمّره".

ويضيف النائب حمادة مثمناً "خطوة وزير الداخلية بسام المولوي ودوره عندما تحرك سريعاً بعد التهديد الذي طاول سفارة المملكة في لبنان ومتابعاته الحثيثة، داعياً إلى معالجة هذا الفلتان على الحدود وتحويل بعض المناطق إلى محميات للفارين من جنسيات مختلفة، والذين يستخدمون لبنان ساحةً لتهديد السعودية أو غيرها من الأشقاء والأصدقاء، ما يبقيه مسرحاً تعبث من خلاله هذه المجموعات الضالة وكأنّه لا تكفيه أزماته ومعاناته وانهيار دولته ومؤسساته، وإذا استمرت الأمور على ما هي، فإنّنا أمام أوضاع لا نُحسد عليها لأنّه تاريخياً لولا دعم المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وأصدقاء لبنان لكنّا أمام مأساة حقيقية"، لافتاً إلى أنّ "اللبنانيين المنتشرين في السعودية تحديداً وفي دول مجلس التعاون عموما، هم من يبقون العائلات اللبنانية صامدةً بفعل المساندة التي يتلقونها من أبنائهم". ويخلص حمادة قائلاً: "نترقب وننتظر بفارغ الصبر ونصلّي ونتضرع إلى الله، وهذا لسان حال اللبنانيين، لينتهي هذا العهد، عهد المآسي والشؤم، عهد جهنم بامتياز".

ويبقى أنّه في موازاة التهديد الذي طاول السفارة السعودية، كان لافتاً استقبال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد نخالة، ودلالة هذا الاستقبال وتوقيته بعد المعارك في غزة، ما يحمل أكثر من قراءة في ظل هذا الخط البياني من "حزب الله" إلى "الجهاد الإسلامي" وحركة "حماس" والحرس الثوري الإيراني، ويؤكد بالملموس أنّ لبنان عاد منصةً على خلفيات فائض القوة للحزب والسعي لتحسين شروط إيران في مفاوضاتها النووية من الأراضي اللبنانية، وحيث عادت فصائل وجبهات الرفض إلى الساحة المحلية على غرار ما كان يحصل فلسطينياً في السبعينات والثمانينات، بمعنى من "فتح لاند" إلى "حزب الله لاند" تبقى اللعبة في إطار هذا الصراع الإقليمي مفتوحةً على كل الاحتمالات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار