"شعب عظيم"... "يتسوّح" صيفاً ويثور في الخريف قبل أن "يشتّي" بالمليارات! | أخبار اليوم

"شعب عظيم"... "يتسوّح" صيفاً ويثور في الخريف قبل أن "يشتّي" بالمليارات!

انطون الفتى | الخميس 08 سبتمبر 2022

مصدر: ماذا نقول لمسؤول أجنبي يدعونه لتناول العشاء في واحد من أفخم مطاعم البلد؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ما هو هذا الشّعب، بمُقيميه ومُغتربيه، على حدّ سواء، الذي "يتسوّح" في لبنان صيفاً، ويُنعش الدّاخل بـ 4.5 مليار دولار، لا تدخل في خزينة الدولة، بل في خزائن وجيوب أصحاب مؤسّسات، يتبع بعضها للطبقة السياسية التي يصرخ بأنها فاسدة، وبأنها أفقرته، وجوّعته، و"قتلته" في انفجار مرفأ بيروت، أي انه (الشّعب) يموّل تلك الطّغمة الحاكمة، وذلك قبل أن يثور في الخريف، وتحديداً على مشارف الذّكرى السنوية لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019، التي تزخر بكلام "تحشيدي" وحماسي كبير في العادة؟

 

مرفأ بيروت

فالشّعب الذي "يتسوّح" لشهرَيْن، بمُقيميه ومُغتربيه، لا يعود بإمكانه أن يثور في الشّهر الثالث، أو الرّابع، بعد السياحة.

والشّعب الذي يزوّد بعض مؤسّسات "طبقته الحاكمة" بـ 4.5 مليار دولار، لا يعود بإمكانه أن يطالبها بالتنحّي، ولا بأن تُسرع خطاها في عالم الإصلاحات، ولا أن يضغط عليها، ليُجبرها على اتّباع سلوكيات مُناسِبَة للحقيقة والعدالة، في انفجار مرفأ بيروت.

فلكلّ شيء معاييره، على وجه هذه الأرض. ومن "يغنّي القصايد" في أيام الصيف، يفقد إنتاجية "أيام الحصايد"، ولا يعود مُستحقّاً المُطالبة بشيء، بعدما يكون أسقط حقوقه بيده، أو بضربة موسم "اللّي بدّو يسكر ما بيعدّ قداح".

 

لا يحقّ له

طبعاً، لسنا ضدّ الفرح. ويحقّ للجميع بأن يستثمروا وقتهم كما يناسبهم. ولكن الإعلان عن 4.5 مليار دولار، حصيلة موسم سياحي صيفي، وعن رقم موازٍ لها، أو يفوقها ربما، بعد أشهر، مع "تطبيل" و"تزمير" للسياحة الشتوية، يعني أن هناك ما ليس طبيعياً تماماً في بلد انتفاضة، انطلقت في 17 تشرين الأول 2019 ليس بالاحتجاج على ضريبة "الواتساب" حصراً، بل بالدّعوات الى التوقُّف عن الدّخول الى عدد من المؤسّسات التابعة لسياسيّين، فيما نسمع اليوم عن 4.5 مليار دولار، دخلت الى خزائن بعض تلك المؤسّسات، بـ "ضربة ضعف" صيفيّة.

كما أن ممارسة السياحة صيفاً، قبل وضع أقنعة الثّورة في الخريف، أي في أوان الاستحقاقات المدرسية، التي تجتمع مع الاستحقاقات الشهرية التقليدية، تعني أن هناك شعباً لا يحقّ له أن يتحدّث عن ظلم، ولا عن عدالة، ولا عن فساد، ولا عن انهيار في البلد، وهو سيفقد هيبة مطالبته حتى بالحقيقة والعدالة، في ملف انفجار مرفأ بيروت.

 

هامش اليوميات

رأى مصدر سياسي أن "الشعب اللبناني ما عاد يفقه شيئاً. فهو يعيش على هامش اليوميات، ويسقط بسهولة بما يلهونه به، وهو ما لا نفع منه، بحثاً ولو عن "تكّة بسط".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أننا نفهم جيّداً أن بعض الناس تشرب، وتأكل، وتسهر، بحثاً عن نسيان واقعها الصّعب. ولكن أن يُكشَف عن 4.5 مليار دولار، حصيلة موسم سياحي، فهذه نقطة سلبيّة، للّبنانيين المُقيمين والمُغتربين معاً، خصوصاً أن الاغتراب عبّر أكثر من مرّة، وحتى خلال الانتخابات النيابية، عن رغبته بإحداث التغيير اللازم في لبنان، وبقلب الطاولة على الفساد والفاسدين، وبالوصول الى الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت، وغيرها من الأمور".

 

كيف يقتنع؟

ولفت المصدر الى أن "ماذا يُمكننا أن نقول لمسؤول أجنبي، يزور لبنان في عداد وفد دولي، ليُناقش كيفية إخراج البلد من انهياره، فيما نراهم يدعونه لتناوُل العشاء في واحد من أفخم مطاعم البلد؟ وماذا نقول عندما نجده ينظر من حوله داخل هذا المطعم، معبّراً عن تعجّبه العلني من الزّحمة التي فيه، رغم الفقر الذي يسمع عنه في لبنان، خلال محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين؟".

وختم:"كيف يقتنع العالم بأننا دولة منهارة في تلك الحالة؟ وكيف يقتنع المجتمع الدولي بحاجة لبنان السريعة الى الترسيم البحري، من أجل استخراج النّفط والغاز، لاستفادة شعبه الفقير، إذا كانت مظاهر العيش منتشرة في كل مكان، وكأن لا أزمة في البلد؟".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار