فريد الخازن صديق عون.. هل يكون وريثه في بعبدا؟ | أخبار اليوم

فريد الخازن صديق عون.. هل يكون وريثه في بعبدا؟

| الأربعاء 28 سبتمبر 2022

الفاتيكان يشفق علينا ويقدم المساعدات والدعم والنصح من باب التعاطف الإنساني

دنيز عطالله - المدن
لم يكد سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن يحط في مطار بيروت قبل نحو أسبوعين حتى بدأ تداول اسمه كمرشح لرئاسة الجمهورية.
هو زمن الرئاسة، وليس في"بروفايل" الخازن الشخصي ما يجعل المنصب بعيد المنال.

لكن للرئاسة شروطها الكثيرة الأخرى. يعرف الخازن ذلك جيداً، لذا يؤكد "لست بزاهد، ولكنني أعرف البلد والعالم بما يكفي ليبقى رأسي فوق كتفيّ".

الشيخ الدكتور
الاستاذ الجامعي، ورئيس قسم الدراسات السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت لسنوات، النائب، وحاليا السفير، هو في بلدته كفرذبيان في كسروان "الشيخ"، وحيد أبويه الخازنيين: الياس وماري تريز.

وهل الهوة شاسعة بين "الشيخ" والدكتور وسعادة النائب والسفير؟

يقول الخازن "ان هذه تنبع من شخصية المُنادي أكثر من المنادى". يبتسم قبل أن يضيف "يمكنني أن أكتب يوماً دراسة حول هذا الموضوع وتحديد من وكيف ولماذا يستخدم شخص هذه الصفة أو تلك في مخاطبتي. فلكل تسمية وظيفة".
وأي الألقاب الأقرب إليه؟
- "لا تُغيّر شيئاً. أجيب عليها كلها".

بكركي وقرنة شهوان
يحب الخازن العمل بهدوء، بعيداً عن الأضواء والضوضاء، لهذا ولروابط موروثة ببكركي، توطدت علاقته بالبطريرك نصرالله صفير، ولاحقاً بالمطران يوسف بشارة فكان من مؤسسي "لقاء قرنة شهوان"، بعد أن عمل في لجان كنسية كثيرة.
على الأرجح، شكلت تلك المرحلة "معموديته" السياسية. وقد عاش عن قرب كل صراعاتها وتحدياتها مع الآخرين كما بين أعضائها.
فالكتابة، من مسافة، حول "تفكك أوصال الدولة في لبنان (1967-1976)" -وهو كتابه الأول- شيء، واختبار محاولات إعادة ربط الدولة وجمع مكوناتها على توافقات وطنية، في ظل وصاية سورية، شيء آخر. "هي تجربة غنية بكل المقاييس"، كما يصفها.

عون وباسيل وما بينهما
يعرف الخازن رئيس الجمهورية ميشال عون منذ أواخر الثمانينات "ولم أكن بعيداً عنه". دخل الندوة البرلمانية على لائحة "التيار الوطني الحر" في الانتخابات النيابية عام 2005 ولاحقاً في 2009. "عام 2005 فاتحتني النائبة ستريدا جعجع بالترشح للانتخابات. ظننت أن لوائح المعارضة ستكون موحدة يومها. وحين تبين لي أن ذلك متعذّر اخترت الترشح إلى جانب الرئيس عون".
وعن علاقته اليوم به يقول "جيدة جداً. دائماً ما أكون صريحاً معه. أقول كل ما أفترض أنه لصالح البلد والناس. وهو يستمع ويناقش باحترام ومودة".

ماذا عن العلاقة بالوزير جبران باسيل، خصوصاً أنه ينقل عن لسانه انتقادات كثيرة للأداء والسلوك، يجيب "هي علاقة عادية. كانت مباشرة يوم كان وزيراً للخارجية. كنت مستقلاً في التكتل وقد حافظت على استقلاليتي في إطار من الاحترام".

بين ساحتي النجمة والقديس بطرس
عن التجربة النيابية يقول جازماً "كان يمكن أن تكون أفضل، لاسيما لجهة التشريع والعمل باللجان. فمن دون التقليل من المسؤولية الشخصية، لكن ليس من المنطقي ألا تُعقد اللجنة إلا بدعوة رئيسها. فاذا ارتأى، لأي سبب عدم الدعوة،  يمكن أن يمر وقت طويل من دون انعقادها". تطال ملاحظاته "أداء المجلس عموماً وانتاجيته. فهل يجوز مثلاً في كل جلسة أن تمر مشاريع قوانين تبدأ بـ"خلافاً للمادة كذا وللمادة كذا..." . هذا ليس أسلوباً، لا في التشريع ولا في الإدارة". لهذا اختار "إعطاء اهتمام أكبر للمسائل الإنمائية في كسروان، ومتابعتها مع الوزارات المعنيّة ومجلس الإنماء والإعمار".

ومن ساحة النجمة انتقل الخازن إلى ساحة القديس بطرس، سفيراً للبنان في الفاتيكان عام 2018. منصب يتماهى كثيراً مع شخصيته، حيث اللياقات أسلوب حياة والبروتوكول متشدد وكل خطوة وابتسامة وكلمة لها حساباتها.

لهذا أُحرج أكثر من مرة جرّاء سلوك وفود رسمية وبياناتهم أو تصريحاتهم. ويأسف لما يُنقل في بعض الإعلام عن "مصادر فاتيكانية"، وهو "لا يكون إلا من مخيلات كاتبيها وأحياناً تمنياتهم" .

الفاتيكان يُشفق علينا
وما حقيقة الموقف الفاتيكاني اليوم تجاه لبنان؟ يجيب بسرعة "يشفقون علينا. يقدمون المساعدات والدعم والنصح من باب التعاطف الإنساني".
برأي الخازن "المجتمع الدولي تعب من لبنان. يقول لنا ساعدوا أنفسكم لنساعدكم. هذه بديهية في الحياة عموماً وفي العلاقات بين الدول. كيف نطلب مساعدات وننتظرها ونحن لا نبادر إلى الحد الأدنى من مقومات النهوض الاقتصادي والسياسي واستعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها؟".

Que sera sera
فريد الخازن الكسرواني، ربيب بيروت، بدأ اختصاصه الجامعي في الجامعة الأميركية قبل أن تحمله ظروف الحرب إلى جامعة كورنيل لفترة وجيزة، انتقل بعدها إلى جامعة ميسوري لينال فيها بكالوريوس في الاقتصاد. لاحقاً حاز على  الدكتوراه في الدراسات الدولية من جامعة جونز هوبكنز.  

لا يندم الخازن على أي محطة في حياته ولا على أي خيار. فـ"كل تجربة خضتها، كل موقع كنت فيه تعلمت الكثير منه وحاولت أن أُعلّم فيه". وعن المحطات الأصعب يقول "محطتان صحيتان. الأولى أصابتي بشظية في الرقبة وأنا أقود سيارتي قبل نحو 30 عاماً، والثانية أزمة صحية صعبة قبل سنوات".

ما عدا ذلك، يسير الخازن على دروب الحياة بتروٍ. لا يستعجل شيئاً ولا يهمل تفصيلاً، وعلى الطريق، كما تقول الأغنية "Que sera sera".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار