وداعاً هوكشتاين وإلى وسيط آخر؟ | أخبار اليوم

وداعاً هوكشتاين وإلى وسيط آخر؟

| السبت 08 أكتوبر 2022


 "النهار"- أحمد عياش

في جعبة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الكثير ليرويه حول مهمته في لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. لكنه لم يحقق ما عجز عنه أسلافه منذ 12 عاما، وأولهم فريديريك هوف وآخرهم قبله ديفيد شينكر. وإذا كان من إنجاز حققه هوكشتاين، فهو أنه كاد أن يحرز إتفاقا، لكن الظروف لم تكن مؤاتية لكي يبلغ الاتفاق خواتيمه السعيدة.

هل كان لآخر وسيط ان يحرز قصب السبق، لو أن العرض الأخير الذي أوصلته نيابة عنه السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا السبت الماضي الى الرؤساء ومن أحد هؤلاء أو جميعهم نسخة عن العرض الى "#حزب الله"، قد جرى قبوله بلا زيادة أو نقصان؟

من الصعب الخوض في هذا الاحتمال لسبب رئيسي هو انه يفترض أمرا أصبح من الماضي، وما مضى قد مضى، وما كُتب قد كُتب. مع العلم ان باب التكهنات مفتوح على مصراعيه في قضية بالغة الأهمية بالنسبة الى لبنان، في موازاة أهميتها الإقليمية والدولية، في زمن السعي الى توفير بدائل لمصادر الطاقة للقارة الأوروبية بدلا من الغاز والنفط الذي كان يتدفق من روسيا قبل حرب أوكرانيا في شباط الماضي. ومن هذه التكهنات ان وراء عدم حضور الوسيط الأميركي شخصيا الى بيروت ليسلّم بنفسه العرض المكتوب، هو الخشية من مطبّ يعيد عقارب الوساطة الى الوراء.

ومن الفرضيات أيضا، هل كان لعرض هوكشتاين أن يكلَّل بالفوز، لو لم يكن "حزب الله" موجودا؟ بالطبع، ان الحزب حاضر ولا يزال بقوة في ملف الترسيم وفي سائر الملفات، ويتقدم حضوره فيها على حضور الدولة نفسها على رغم تكرار الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أنه يقف وراء الدولة. لكن الافتراض أن الحزب ليس له وجود على الاطلاق، لن يُسقِط من الحسبان ان تاريخ المفاوضات مع إسرائيل منذ نشأة كيانها عام 1948 يدلّ على أن لبنان ليس استثناء من غيره من الدول التي خاضت مفاوضات مع الدولة العبرية. ولمن يريد شواهد عليه ان يعود الى وثائق المفاوضات التي خاضتها مصر مع إسرائيل بعد حرب عام 1973، لكي يدرك ان الامر ليست نزهة، لا في الماضي ولا في الحاضر على السواء.

ماذا عن مستقبل الترسيم البحري والثروة المرتجاة من أعماق البحر في منطقة لبنان الخالصة؟
هذا هو السؤال الأهم اليوم، وهذا ما يجب أن تُبذل الجهود من أجل الإجابة عنه. وفي الوقت نفسه، يجب ان تتم مراجعة التجربة التي مرّ بها لبنان منذ العام الماضي مع الشخصية الأبرز في الإدارة الأميركية في ما يتعلق بملف الطاقة في الشرق الأوسط. هذه التجربة ما زال أبطالها على المستوى الرسمي هم أنفسهم، وأقدمهم عهداً منذ العام 2012 ولغاية اليوم الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي، وأحدثهم الرئيس ميشال عون الذي دخل حلبة الترسيم عام 2016 ويستعد لمغادرتها في نهاية الشهر الجاري.

هل يعود هوكشتاين مجددا وسيطا؟ يبدو ان هناك وسيطا آخر ينتظر التكليف؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار