المفتي الجعفري ... هل يكون ممتازاً؟ | أخبار اليوم

المفتي الجعفري ... هل يكون ممتازاً؟

| الثلاثاء 29 نوفمبر 2022

 "النهار"- غسان حجار

تماشياً مع تكليفه، وتحويله واجهة للرد على بكركي وسيّدها من باب جعل "اللعبة" بين رجال الدين ليس أكثر، في خطة يهدف أصحابها الى الإقلال من موقع البطريرك الماروني، أياً يكن شاغله، بعدما أتعب هذا الموقع وشاغلوه، وخصوصا الراحل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الجميع من دون استثناء، يصرّ المفتي الجعفري الممتاز (بالوراثة العائلية) الشيخ احمد قبلان على الرد الاسبوعي على البطريرك بشارة بطرس الراعي، ولا يتوانى عن الوقوع في هذا الخطأ الجسيم لمن هو في موقعه، اذ تحوّل اداة للرد المباشر ليس اكثر، كأن جعبته فرغت من كل مضمون مفيد وبنّاء.
واذا كان الراعي دعا مراراً وتكراراً الى مؤتمر دولي من اجل لبنان، لم يجارِه فيه احد الى اليوم، ولا الفاتيكان المدرك اصول اللعبة السياسية ودهاليزها وتوقيتاتها، وتشابك المصالح الدولية، فان قبلان يتحدث عن "السمسرة الخارجية" حيناً، وعن "الزحف نحو الخارج" احيانا، ويعلن ان "مَن ينادي بالإنقاذ الأممي يشطب سيادة لبنان، وأمس واليوم وغداً لن نرضى عن السيادة الوطنية بديلا".

واذا كان قبلان مقتنعا تماما بان "مطبخ انتخاب رئيس الجمهورية موجود بمجلس النواب وليس بالخطوط الجوية"، فان الأَولى به ان يشرح للبنانيين لماذا لم ينجح هذا "المطبخ السيادي" بانتخاب رئيس للبلاد طالما انه ينعقد اسبوعياً في جلسات صارت هزلية ومسرحية؟ ولماذا لا يعدّل هذا المجلس "السيد نفسه" نظامه بحيث يجعل الانتخاب عملية الزامية لا يحقّ للنواب تعطيلها وإلا تحوّلوا مرتكبين وخونة لأنهم بذلك يفسحون في المجال امام كل تدخل خارجي؟

وعلى المفتي قبلان ان يؤكد قوله ان "المشروع السياسي الذي يقوم على الصولد الدولي خطر وجودي على لبنان"، فلا يكتفي بالرد على الراعي، بل أن يردّ ايضا على المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الامام علي خامنئي الذي صرح قبل يومين بأنّ "سياسة إيران الفاعلة في لبنان وسوريا والعراق كانت نتيجتها فشل مخطط أميركا في هذه البلدان"، وقول الإمام خامنئي مخاطباً الأمين العام لـ"حزب الله" في بداية حرب تموز 2006: سوف يتحوّل "حزب الله" إلى قوّة إقليميّة لا تستطيع أيّ قوّة الوقوف بوجهها. وايضا تعليق علي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي، على نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية بقوله إن "هذا الانتصار وتصويت الشعب اللبناني للائحة المقاومة... ناتج عن تأثير السياسات اللبنانية الراهنة في الحفاظ على استقلال ودعم سوريا أمام الإرهابيين". وقوله ايضا إن "الانتخابات اللبنانية حققت نتائج خلافاً لمزاعم الصهاينة ومؤامرات السعودية"، مضيفا أن الفوز في الانتخابات "جاء استكمالا للانتصارات العسكرية اللبنانية بقيادة حزب الله في مواجهة الكيان الصهيوني".

وما رأيه بتأكيد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أنّ الحزب يرفض قانون العقوبات الأميركي جملة وتفصيلاً، وقوله: "حتى لو طبّقته المصارف اللبنانية فهو بالنسبة لنا لن يقدّم ولن يؤخّر. ونقولها علناً إنّ موازنة "حزب الله" وسلاحه وأمواله من الجمهورية الإيرانية، ولن يستطيع أيّ قانون منع وصول هذه الأموال إلينا".
صحيح ان كل المكونات اللبنانية، او اكثرها تجنباً للتعميم المَرضي، تربطها علاقات خارجية، لكن الصحيح ايضا ان مطالبة البطريرك الماروني بعقد مؤتمر دولي للبنان، نابع من اقتناعه بعجز المؤسسات، وفي طليعتها مجلس النواب، عن تحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون. وبالتالي فان توجيه السهام اليه بهذه الطريقة الممجوجة، لا يعبّر عن وطنية صاحبها، الغائبة او المغيّبة تجاه اهل بيته، بل عن بثّ سموم تظهرها احدى الشاشات دون غيرها لغاية لا تخفى على أحد

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار