الفقرة اللبنانية في البيان الصيني – السعودي: لا حلول خارجية للاستحقاق والرياض لعدم التدخل | أخبار اليوم

الفقرة اللبنانية في البيان الصيني – السعودي: لا حلول خارجية للاستحقاق والرياض لعدم التدخل

| السبت 10 ديسمبر 2022

الفقرة اللبنانية في البيان الصيني – السعودي:

لا حلول خارجية للاستحقاق والرياض لعدم التدخل


 "النهار"- وجدي العريضي
المارد الصيني في الرياض مشاركاً في ثلاث قمم بالتمام والكمال... وفي لبنان تفتش المنظومة السياسية عن جنس الملائكة وتغرق في تفسير الدستور، وعلى إيقاع انهيار البلد حروب بكل الأشكال من صلاحيات الرئاسة الى نصاب الجلسات وكل يغني على ليلاه، بينما ما يُنقل من معلومات موثوقة من الخارج، يؤكد أن لبنان ليس أولوية عند الأميركيين، فيما الفرنسيون منغمسون في الملف اللبناني من باب التاريخ وخصوصية الثقافة والروابط الاجتماعية، فيما المملكة العربية السعودية على الرغم من كل ما تتعرض له من إساءات من "حزب الله" وسواه، ما زالت تحرص على استقرار بلد تربطها به علاقات تاريخية، والأمر عينه لدول مجلس التعاون الخليجي وهي جاهزة للدعم إذا عاد لبنان كما يعرفونه منذ زمن طويل وقام بما هو مطلوب منه، وهذا ما يردّده أكثر من مسؤول خليجي.

في السياق تشير مصادر سياسية عليمة لــ"النهار"، الى أهمية ودلالة البيان السعودي الصيني، الذي استحوذ على بند أساسي حول الشأن اللبناني أي لجهة ألا يكون هذا البلد منطلقاً للأعمال الإرهابية والحرص على الإجراءات اللازمة لحفظ أمنه واستقراره ووقف تهريب المخدرات، ما يتماهى ويتناغم مع ما سبق أن أشارت إليه الرياض مراراً من خلال العناوين التي تضمنها البيان المذكور الذي لم يخرج عن البيانات التي أُعلنت سابقاً من قمة مجلس التعاون الخليجي الى إعلان جدّة وحتى البيان الأميركي - الفرنسي – السعودي. وهنا تكشف المصادر عن دعم صيني تحدثت عنه مصادر السفارة الصينية في بيروت لجهود السعودية ودورها على الساحة اللبنانية وتحديداً انتخاب الرئيس العتيد، ولكن بكّين تاريخياً تُعدّ على مسافة واحدة من اللبنانيين ولا تدخل في التفاصيل أو ما يسمّى الزواريب الداخلية لهذا البلد ولم يسبق أن كانت لها مبادرات خلال الأزمات التي مرّ بها، وإنما تتمنى أن يُنتخب الرئيس، وفي المحصلة هذا هو أساس تبنّي الفقرة المتعلقة بالشأن اللبناني عبر البيان الصيني – السعودي المشترك.

وتردف المصادر لافتة إلى أن أجواء الرياض التي تصل الى بعض القيادات السياسية اللبنانية التي لها صلات وثيقة معها، تؤكد أن ليس ثمة أي حلول جاهزة دولية وإقليمية لانتخاب الرئيس، وفي المقابل جهود المملكة منصبّة بالتكافل والتضامن مع الفرنسيين لمساعدة ومساندة لبنان، وثمّة حسم بأنها لن تدخل في لعبة الأسماء وفي الشأن الداخلي لهذا البلد، وهذه مسألة واضحة إذ قالت كلمتها عن مواصفات الرئيس والتواصل قائم مع المعنيين دولياً وعربياً من أجل تجنيب لبنان أي منزلقات أمنية وسواها إذا بقيت الأمور على ما هي عليه بفعل الشغور الرئاسي والانهيار الاقتصادي وما تقوم به بعض الأطراف من فرض سطوتها عبر التعطيل الدستوري لانتخاب الرئيس وقيام دويلة على حساب الدولة، فعلى الجميع أن يساعدوا أنفسهم ويدركوا مصلحة بلدهم ويقوموا بالإصلاحات المطلوبة، الأمر الذي تضمنته كل البيانات السعودية أكان مع الفرنسيين والصينيين ودول مجلس التعاون وسواهم، ذلك ما يشير إليه أكثر من مسؤول في المملكة ويردّده العائدون منها.

وعلى خط موازٍ، استأثرت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى السفير دايفيد هيل لبيروت باهتمام لافت وسط تساؤلات عن أهدافها في هذا التوقيت حيث الاستحقاق الرئاسي يطغى على ما عداه ولا سيما أن لهيل باعاً طويلاً في السياسة اللبنانية. هنا تؤكد أوساط مواكبة لزيارته أنها ليست رسمية أو أنه موفد من الإدارة الأميركية، بل جاء في زيارة خاصة أكاديمية وللقاء أصدقائه واستطلاع الأجواء في الداخل، ومن خلال علاقاته الوثيقة مع إدارة بلاده أكّد في عشاء خاص أن واشنطن تراقب وتتابع الوضع اللبناني بدقة وعلى بيّنة بكل تفاصيله، وفي المقابل لا تعتبره من أولوية الملفات حيث الحرب الروسية - الأوكرانية وحرب إيران هما ما يشغله، وكشف هيل أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان متفقاً خلال لقائه الأخير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على كل ما يحيط بالمسألة اللبنانية وأعرب له عن امتنانه ودعم جهوده، في هذا الإطار أشار السفير هيل الى أن باريس اليوم من هي يدير هذا الملف، وأقرّ بأن نظرة ماكرون تبدّلت تجاه إيران و"حزب الله" عمّا كانت عليه من انفتاح وتواصل، مما يشكل عقدة في إقناع إيران لتضغط على الحزب للإفراج عن التعطيل وانتخاب الرئيس العتيد.

أخيراً، وخلال هذا العشاء الذي جمع كوكبة من أصدقاء هيل بدا قلقاً على وضع لبنان ومتفاجئاً بسرعة الانهيار المتمادي مالياً واقتصادياً، ولفت في الوقت عينه الى أن الإدارة الأميركية تعوّل على الجيش اللبناني وقدرته في الحفاظ على السلم الأهلي ومستمرة في دعمه، منوّهاً بحُسن قيادة العماد جوزف عون لهذه المؤسسة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار