العام 2022 ينتهي بلا رئيس... ما يحول دون الحوار هو نفسه ما يحول دون التدويل | أخبار اليوم

العام 2022 ينتهي بلا رئيس... ما يحول دون الحوار هو نفسه ما يحول دون التدويل

عمر الراسي | الخميس 15 ديسمبر 2022

كيف يمكن الرهان على الاتصالات الخارجية في وقت "ندفن" فيه الحوار الداخلي؟

عمر الراسي - "أخبار اليوم"
لم تخرج الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس الجمهورية، بعد نحو شهر ونصف الشهر من الفراغ، عما هو متوقع، حيث ان المشهد تكرر في ساحة النجمة، غير ان اللافت كان الموقف الذي عبّر عنه النائب عن حزب الله علي فياض، الذي قال بعد الجلسة، لا يبدو أنّ هناك نافذة ضوء قد تشكّل خرقاً قريباً، محذرا من ان نقل النقاش إلى مستوى التدويل والتدخّل الخارجي يزيد الأمر تعقيداً ويزيد من الانقسام الداخلي، ومكررا الحلّ يجب أن يكون داخليًّا.
وبالتالي لم تسجل اي حركة في الاتجاه الرئاسي الذي ارجئ الى العام المقبل، في انتظار بلورة مواقف دولية واقليمية متعلقة بازمات الشرق الاوسط ومن ضمنها لبنان، خصوصا ان تركيبة المجلس النيابي لا تتيح لأي فريق فرض رأيه من خلال تأمين الاكثرية المطلوبة.
ويرى مرجع نيابي مطلع ان الستاتيكو الراهن مستمر، مشيرا عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الاتصالات الخارجية – ان حصلت- فهي ترواح مكانها ولا تثمر نتائج.
غير ان المستغرب – بحسب المرجع- هو كيف يمكن الرهان على الاتصالات الخارجية، في وقت "ندفن" فيه الحوار الداخلي والتواصل المحلي، سائلا: عن اي حرية وسيادة وقرار حرّ نتحدث؟ واين المسؤولية الوطنية؟
وردا على سؤال، يقر المرجع ان اللبنانيين وحدهم غير قادرين على انتاج رئيس للجمهورية، فمنذ العام 1952 ولغاية اليوم لم يكن رئيس الجمهورية انتاج لبناني نيابي 100%، وكان يحصل دائما تقاطعا داخليا وخارجيا، لكن ما يحصل اليوم هو عجز تام على المستوى الداخلي.
وهنا سئل المرجع: طاما نعرف ان هذا هو المصير (اي لا حل من دون تدخل الخارج)، لماذا لا نتجه اليه بشكل او بآخر الى تبني طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بتويل الازمة اللبنانية؟ يجيب: المشكلة انه لا يوجد توافق داخلي على هذا الموضوع.
الى ذلك، يلفت المرجع الى ان كل فريق وضع المواصفات التي يرى ضرورة توفرها في الرئيس العتيد، وعلى الرغم من التباينات الموجودة الا انها تتضمن الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن البناء عليها، ومن هذا المنطلق كانت دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار، قائلا: ليس لدى الاخير اي اسم مسبق يريد الترويج له، بل قد يتم الاتفاق على اسماء من خارج ما يتم تداوله راهنا ويمكن التوافق على عدد من الاسماء وطرحها امام المجلس للاقتراع لها.
ولماذا رفض الحوار؟ يعتبر المرجع ان الحضور الجامع يحول دون استمرار التعنت، وربما هذا ما يدفع البعض الى الاعتذار عن المشاركة، لعدم الرضوخ الى ارادة الجماعة.
واذ يشير الى ان المنطق الدستوري الديموقراطي قد يكون مختلفا عن منطق الحوار، يقول: لكن تركيبة البلد عجيبة ونظامه استثنائي ويتضمن الكثير من الاعراف التي تتخطى النصوص ويختم: التجارب علمتنا انه لا يمكن فرض امر ما والزام جميع القوى به.
وكانت اتت نتائج الجلسة العاشرة على النحو الاتي: النائب ميشال معوّض 38 صوتاً و37 ورقة بيضاء والدكتور عصام خليفة 8 أصواتـ و"لبنان الجديد" 6 أصوات، وزياد بارود 2، و"الميثاق" 9 أصوات، وصلاح حنين 2 ، و"التوافق" 2، و3 أوراق ملغاة.
من جهته، اسف معوض لعدم إحترام جدية الإستحقاق الرئاسي، قائلا: يجب إحداث خرق في النقاش بين القوى السياسيّة وهذا يتطلّب وقف التكاذب. وتابع: مقتنع بالقدرة على التغيير ولكن هذا يتطلّب استعادة للثقة والمصارحة بيننا كلبنانيين. واضاف: ذاهبون نحو إنهاء هذه السنة من دون رئيس للجمهورية واللبنانيون يدفعون الثمن غاليًا.

هذا، ورفع رئيس مجلس النواب نبيه برّي جلسة انتخاب الرئيس بعد انتهاء الدورة الأولى، من دون أن يُحدّد موعداً للجلسة المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة