"حزب الله" لم يعد ضد رئيس منفتح أميركياً وسعودياً | أخبار اليوم

"حزب الله" لم يعد ضد رئيس منفتح أميركياً وسعودياً

| السبت 07 يناير 2023

بقلم -حبيب شلوق-

توقّعت أوساط سياسة مخضرمة أن يبدأ اعتباراً من الأسبوع المقبل وتحديداً مع انعقاد الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية المقرّرة يوم الخميس، ظهور ملامح غربلة أسماء لتلك المتداولة ، وهذا لا يعني ان الإنتخاب سيحصل ، انما من المؤكد أنه سينتقل إلى المرحلة الثانية أو "الخطة ب" وهي مرحلة خلط الأسماء والدخول في أسماء جديدة تحتل مراكز ما سبقها.


وتلاحظ الأوساط نفسها أن "حزب الله" الذي يتصرف بواقعية بعيدة عن "سعدنات" تمارسها جهات وأحزاب أخرى، يدرك تماماً أن لا حل للمشكلة اللبنانية من دون إيجاد حلول إقتصادية، ولا حلول إقتصادية من دون انفتاح لبنان على الخارج وخصوصاً على الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب والمملكة العربية السعودية والبنك الدولي، بمعنى أن لا حل مع رئيس لا يحكي مع الغرب. من هنا تجد الأوساط نفسها وعياً واضحاً لـ"الحزب" ظهر مراراً من خلال مواقف السيد حسن نصرالله وأركان كتلة "الوفاء للمقاومة" وفي مقدمهم رئيسها النائب محمد رعد الذين باتوا يطالبون أكثر فأكثر برئيس توافقي بالمعنى الصحيح للكلمة.


وفي نقلة نوعية لموقف "الحزب" أكد سيده وأركانه "أننا لا نريد رئيساً يحمي المقاومة، انما نريد رئيساً لا يطعنها"، وكأنهم بكلامهم قطعوا الأمل في رئيس "مناّ وفينا" وبالتالي لن يخوضواً حرباً في سبيل أي مرشح ما دام هذا المرشح ليس "منا وفينا"، بدءاً بجبران باسيل وصولاً إلى سليمان فرنجيه الذي يدعمون ترشيحه ولكنهم لا يخوضون معركته، إذ هم على اقتناع أن فرنجيه في اللحظات الحاسمة و"نحن في مرحلة حاسمة" سيكون حليفاً لسوريا. أما جبران باسيل فيراه "الحزب" مشروعاً فاشلاً ، فإذا كانت مشكلة فرنجيه هي سوريا، فضلاً عن افتقاده إلى العلاقات الخارجية البارزة، فإن جبران باسيل مرفوض من أكثرية الكتل النيابية ويرزح تحت عقوبات أميركية يستحيل إلغاؤها في الوقت الراهن، بل يمكن أن تزداد أوروبياً.
وفي اختصار والكلام للأوساط نفسها إن "الحزب ما زال قوياً كفاية" لعدم قبول رئيس ضده في الظاهر أو في الخفاء، وإنطلاقاً من أن "قوتنا تحمينا وليس الرئيس، ونحن موجودون"، فإن نصرالله يقبل بإسم ولكن "مش نافر ومش زلمة الأميركان" وليس بالضرورة ضدهم لأن لا رئيس حل من دون موافقة الأميركيين، وهو اقتناع لدى "حزب الله"ولو لم يجاهر به. وكما هي الحال بالنسبة إلى الموقف من الأميركان،هي الحال بالنسبة إلى السعوديين والمطلوب في رأيه رئيس يحل المشكلة الإقتصادية، ولا حل من دون الطرفين.
وفي خط موازٍ تنتظر الأوساط السياسية المخضرمة،ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية ــ الإيرانية، ومن ضمنها إسرائيل، لاتخاذ موقف واضح،خصوصاً في ضوء التطورات الأمنية والمواقف الداخلية المعارضة للحكم الإيراني، وانكفاء المساعدات الخارجية التي تقدمها "الجمهورية الإسلامية" إلى حلفائها في الخارج، ومنهم "حزب الله" الذي عوّض بعضاً منها بـ"فذلكة" ابتكرها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خلال إعطائه 15 رخصة صيرفة باب أول A Grade ،كانت بمثابة Aspirin ينعشه، في السوقين اللبناني والسوري حيث عملتهما في الأرض، كما سبق أن عوّض سلامة سوريا من خلال تجيير أموال النفط المسجلة خارج الموازنة بما سمي "علاوة ولاء" للضباط الكبار، واستنباط مؤسسات مالية وشركات مغفلة في أقاصي دول العالم.
وهنا لا بد من الإعتراف أن سلامة كان ضحية رسميين وسياسيين لبنانيين وغير لبنانيين تفنّنوا في ابتزازه، وهذا ليس دفاعاً عنه انما لإعطاء كل الفاسدين حقهم في "بطولاتهم" في إنهيارالبلد. ليت القضاة الدوليون يستمعون إلى سلامة بعد تأمين الحماية له، والأفضل في الخارج.
وفي مجال الحديث عن "الحزب" وسوريا ومشكلاتهما،فإن الطرفين يفتقدان إلى رفيق الحريري المبتكرحلولاً مالية لهما مع مستشاره المالي الأول رياض سلامة، والمدافع عن الإثنين والمسوّق لهما في الخارج منذ الطائف إلى يوم استشهاده.
وموقف الحزب الذي سيعاد النظر فيه رئاسياً، ينطبق على أحزاب وتجمعات أخرى هنا وهناك وهنالك. ومَن يعش يرَ.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار