الفرزلي: مهمّات الرئيس هي الأساس... وإبقاء الجلسات مفتوحة يحرم المجلس من صلاحياته | أخبار اليوم

الفرزلي: مهمّات الرئيس هي الأساس... وإبقاء الجلسات مفتوحة يحرم المجلس من صلاحياته

| الأربعاء 11 يناير 2023

 نصرالله الشريك العربي لإيران والأخيرة لا يمكنها الحفاظ على مصداقيتها من دون احترام دور شريكها

"النهار"- عباس صباغ

دعوة رئيس المجلس النيابي للجلسة الـ11 لانتخاب رئيس للجمهورية غداً لن تحمل أي متغيرات جدية ما دامت الخريطة النيابية السياسية على حالها بغضّ النظر عن مناورات شكلية تهدف لـ"الزكزكة" لا لإنهاء الفراغ في سدة الرئاسة. ماذا يقول رئيس المجلس السابق إيلي الفرزلي لـ"النهار" عن انتظار الخارج لحل أزمة انتخاب رئيس للجمهورية ولماذا يعارض إبقاء جلسات البرلمان مفتوحة؟

منذ 29 أيلول الفائت بدأ مسلسل رتيب في جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية. عشر جلسات تكرر فيها سيناريو لا يُصرف لا في السياسة ولا حتى في صندوق الاقتراع، سواء ارتفعت أو انخفضت أصوات ذاك المرشح المعلن أو المرشح المستتر إن من خلال الأوراق البيضاء أو تسميات أخرى.

خلال تلك الجلسات عجزت القوى المتنافسة والمتخاصمة عن توفير كتلة وازنة من الأصوات تتخطى الـ65 صوتاً للدورة الثانية في جلسة الانتخاب مع ضرورة "مونتها" على 21 نائباً لتأمين النصاب الدستوري اللازم لعقد الدورة الثانية. هذا العجز دفع بالرئيس نبيه بري الى تكرار مطالبته بالتوافق ودعا لحوار لم تستجب له كتل وازنة، وفي موازاة ذلك كانت العين على الخارج مع ضرب مواعيد للقاءات في عواصم معنية بالشأن اللبناني ومنها بطبيعة الحال باريس.

لكن انتظار الخارج كان محط انتقاد من قوى داخلية، وعبّر عن ذلك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، وبدوره دعا "حزب الله" في أكثر من مناسبة الى عدم انتظار الخارج.

نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي يدعو الى عدم الرهان على الخارج لأن الأخير لن يغلب فريقاً على آخر، والخارج هو "معسكران"، الاول "معسكر الغرب وتحالفاته الإقليمية، والثاني تمثله إيران بتحالفاتها"، ويذكر عبر "النهار" بأن الأمين العام لـ"حزب الله" "السيد حسن نصرالله عندما يكرر أن لا جدوى من انتظار الخارج، فإن ذلك يعني أن لا ننتظر مونة إيران في الاستحقاق الرئاسي، لأن جوابها معروف سلفاً أي راجعوا "حزب الله" ونحن لن نتدخل في الشأن الداخلي اللبناني".

ويصف الفرزلي نصرالله "بالشريك العربي لإيران والأخيرة لا يمكنها الحفاظ على مصداقيتها من دون احترام دور شريكها الاستراتيجي القادر على رسم المسار". لكن هل يستطيع الخارج تأمين غلبة الفريق على آخر أو بالأصح خوض معركة هذا الطرف ضد الطرف الآخر؟ يوضح أن "الخارج ليس على استعداد اليوم لخوض معركة أي طرف داخلي ولكنه يستطيع الدفع في اتجاه التوافق".

إذن تعود الأمور إلى المربّع الأول وسط معادلة مفادها أنه ما دام أي فريق لا ‏يستطيع فرض مرشحه على الآخر، فإن المدخل الطبيعي يبقى هو الحوار الذي يوصل إلى التوافق وإن اتخذ هذا الحوار أشكالاً عدة سواء كان ثنائياً أو ثلاثياً تمهيداً للحوار الجامع عندما تقتنع الأطراف السياسية بأنها تقود المواجهة بلا أفق لها سواء تمسكت بمرشحين غير جادين أو مستترين من خلال الورقة البيضاء. السؤال الأساسي يكون في مآل التوافق، وهل هذا يعني التوافق على اسم كمرشح لرئاسة أم التوافق هو وضع مجموعة مهام أمام الرئيس العتيد ومن ثم إسقاط قدرة هذا المرشح أو ذاك على تنفيذها.

‏الفرزلي يتمسك بمعادلة مفادها أن التوافق يكون على المهمات التي توكل إلى رئيس الجمهورية العتيد من دون النظر إلى الميزات التي يتمتع بها سواء كان اقتصادياً بارعاً أو ما شاكل لأن الصلاحيات الباقية لرئيس الجمهورية لا تسمح له بتنفيذ برنامج وهو أصلاً لا يملك برنامجاً بل لديه القسم الدستوري وهو رمز وحدة الوطن وحامي الدستور وهذه تعد من الصلاحيات الأساسية التي لا تزال لدى رئيس الجمهورية، أما المهمات التي سينفّذها الرئيس العتيد فيوضح "أنها تبدأ من معالجة قضية سلاح حزب الله وهي مسألة معقدة ويحتاج حلها إلى الكثير من الجهد، وأيضاً يجب أن يكون الرئيس قادراً على الدخول في حوار مع الحزب على قاعدة أن هذا الشخص لا يطعن بالظهر، والمهمة الثانية هي معالجة قضية النازحين السوريين، وكذلك ترسيم الحدود البحرية الشمالية وأيضاً مسألة الحدود الشرقية، كل ذلك يجب أن يدفع الرئيس العتيد إلى التحلي بميزة تسمح له بتنفيذ هذه المهمات".

أما المهمة الثالثة بحسب فرزلي فهي العلاقات مع المحيط العربي وخصوصاً ‏مع الخليج بعد فترة من عدم الاستقرار في تلك العلاقات ولا سيما مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرهما وبالتالي من مهمات الرئيس العتيد أن يعالج هذه الثغرات التي هي مدخل لإنقاذ لبنان لأن الدول الخليجية هي التي ستتحمل وزر انتشال لبنان من أزمته الاقتصادية.

وفي مسألة متصلة بأزمة انتخاب رئيس للبلاد، وتكمن في المطالبة بالإبقاء على جلسات المجلس مفتوحة، أي عدم رفع الجلسات بعد الدورة الأولى لانتخاب الرئيس فيوضح الفرزلي أن "المطالبة بذلك تعني أن المجلس لا يستطيع أن يمارس أي عمل آخر وبالتالي لا يستطيع التشريع ولا الرقابة وبالتالي تنزع منه أهم الصلاحيات الأساسية المنوطة به، ومن هنا فإن هذه الدعوات في غير محلها لأن المجلس لديه مهمات أخرى وعندما يبقي جلساته مفتوحة هذا يعني أنه يحرم من تلك المهام".

في المحصلة، انتظار الخارج غير مجدٍ ما دام الخارج مثقلاً بمشاكله وأزماته وليس للبنان مكان على جدول أعماله في هذه المرحلة وإن كانت عواصم عدة تكرر دعواتها لإنجازات الاستحقاقات الدستورية، وستكرر دعواتها الى تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دولياً وفي الوقت نفسه ستعيد التأكيد على مساعدة الشعب اللبناني وذلك من ضمن أدبيات مكررة منذ بدء الأزمة في البلاد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار