مفاهيم التكافل والتضامن فقدت ... والاخلاقيات في خبر كان | أخبار اليوم

مفاهيم التكافل والتضامن فقدت ... والاخلاقيات في خبر كان

عمر الراسي | الثلاثاء 17 يناير 2023

آلات تنهش بعضها البعض دون اي رحمة او شفقة

عمر الراسي - وكالة أخبار اليوم

من المؤكد ان المرحلة التي يمر بها لبنان محت معظم – كي لا نقول كل- مفاهيم التكافل والتضامن الاجتماعي التي ميزت هذا البلد وشعبه، فهذه الصفات الفردية والاجتماعية التي لم تُمس حتى في اصعب واحلك ايام الحرب الاهلية، اضمحلت اليوم  بعدما تحكم اصحاب المؤسسات الكبيرة او التجار بمعيشة المواطن.

علما ان الفرق كبير بين  مفهومي التكافل والتضامن، فالاول هو مشاركة افراد المجتمع في الصالح العام للمجتمع والبلد. اما الثاني فهو اتحاد وتعاون كل الاشخاص مع بعضهم البعض، الامر الذي يعدّ من بين السلوكيات الإنسانية الهامة التي تعمل على تخفيف ألم ومعاناة من هو محتاج.

اعتقد الكثيرون من اللبنانيين انهم، في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها نتيجة الازمة المالية والانهيار الاقتصادي، سيشعرون - ولو بالحد الادنى - بتعاطف اترابهم، وخاصة من عايش فترة الحرب يذكر ان الجميع كان يقف سندا جنب اخيه او جاره او حتى اي غريب يطلب المساعدة، هذا فضلا عن مقاربة المجتمع اللبناني بكل تلاوينه بشيء من الرقي ولو لم يتعد الحفاظ على ماء الوجه مع الصالح العام ومفهوم الدولة وهيبتها وكيانها.

لكن ما تبين وتحديدا منذ 3 سنوات لغاية يومنا هذا ان معظم اللبنانيين على الصعيد الشخصي تحولوا الى آلات تنهش بعضها البعض دون اي رحمة او شفقة على جميع الصعد، اما اصحاب المؤسسات فهمّ المصيبة الكبرى فمن استطاع للغش سبيلا لم يقصر، ومن رفع اسعار السلع بغية الربح غير المشروع ايضا لم يرحم فـ"سلخ" المواطن دون ان تردعه صرخات المحتاجين، ومن احتكر لم يجد من يردعه، حتى ان بعض من في السلطة يشكل الغطاء الحامي لبعض من ملأ مستودعاته وافرغ رفوفه وافقر الشعب.

من جهة ثانية، بتنا نلاحظ امورا لم نشهدها من قبل في طريقة نمط تعاطي الشعب مع بعضه البعض او مع الاطار العام الذي يعيش فيه، فالجريمة زادت والقتل اصبح مباحا لمجرد خلاف مروري وطريقة الاعتداء على الممتلاكات العامة اصبحت مبتكرة ... وصولا الى ابسط الامور في اخلاقيات القيادة اصبحت في "خبر كان".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة