ما تداعيات الحوار الإيراني - السعودي على الخطاب اللبناني الداخلي؟ | أخبار اليوم

ما تداعيات الحوار الإيراني - السعودي على الخطاب اللبناني الداخلي؟

| الخميس 19 يناير 2023

 "النهار"- عباس صباغ

تطرّق وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمره الصحافي في بيروت الاسبوع الفائت الى علاقات بلاده مع السعودية واصفاً الحوار بين طهران والرياض بالجيد ويسجل تقدماً، وفي المقابل اكد نظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان ان الحوار هو السبيل الامثل لحل الخلافات. فهل من انعكاس لذلك على الخطاب اللبناني ولا سيما خطاب "حزب الله" تجاه الرياض؟

كشف الوزير الايراني عن 5 جولات من الحوار مع السعودية جرت في بغداد، وان طهران على استعداد لإعادة تطبيع العلاقات مع الرياض، ولكن الاخيرة غير مستعدة لذلك حتى الآن. بيد ان عبد اللهيان اكد ان الحوار الثنائي يسجل تقدماً. وبعد ساعات على كلامه لاقاه الوزير بن فرحان بالتأكيد ان الحوار هو السبيل الامثل لحل الخلافات، لافتًا إلى أن الرياض تحاول إيجاد مسار للحوار مع الجميع.

والسؤال: هل سيكون لذلك التقدم انعكاس على الساحة اللبنانية ولا سيما في خطاب "حزب الله"؟


"الخلاف المتشعب"
صحيح ان التباينات بين "حزب الله" والرياض كثيرة وتعود الى اكثر من عقدين، خصوصا مع اندلاع الازمات في دول عربية منها سوريا، علما انه قبل سنتين من تلك التطورات كانت الرياض تستقبل قياديين من الحزب. لكن في السياسة لا شيء ثابتا سوى انها متغيرة .

ولوحظ ان الخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله وعلى غرار اطلالاته في الفترة السابقة لم يوجّه انتقادات قاسية الى الرياض وإن كان قد توجه الى حلفاء الرياض واصدقائها بالسعي لديها ولدى الولايات المتحدة الاميركية لتأمين حاجات لبنان لحل ازمة الكهرباء.

بالعودة الى كلام عبد اللهيان عن الايجابية في الحوار وان ذلك سينعكس ليس فقط على العلاقات الثنائية وانما على المنطقة، فهل هذا يعني ان الفترة المقبلة ستشهد متغيرات في الخطاب السياسي اللبناني تجاه السعودية؟


"الازمة اليمنية اساس الخلاف"
منذ بدء الحرب في اليمن ساد التصعيد الخطاب المتبادل بين الرياض وطهران الى ان قُطعت العلاقات بين البلدين مطلع العام 2016 ربطاً بتداعيات عدة وليس فقط في اليمن.

غير أن علاقة المملكة بـ"حزب الله" تدهورت بشكل دراماتيكي وصولاً الى توصيف مجلس التعاون الخليجي الحزب بـ"المنظمة الارهابية"، وتعقدت الامور اكثر بعد تلك الخطوة في موازاة اشتداد الحرب في اليمن وكذلك في سوريا.

وفي السياق، يختصر استاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال عتريسي الخلاف بين الحزب والسعودية بالازمة اليمنية وتداعياتها الانسانية، وان الحزب في كل ادبياته كان يدعو الى التفاوض مع اليمنيين على ان يسبق ذلك وقف لاطلاق النار وفك الحصار عن اليمن . ويلفت الى ان الحزب لم يتطرق على سبيل المثال الى الدور السعودي في العراق وكان دائما حريصا على توجيه خطابه الى العراقيين ولم يتوجه الى الرياض .

بيد ان الزخم الذي يرافق استمرار الهدنة في اليمن والحركة اللافتة لوسطاء ولدول في مقدمها سلطنة عُمان يشي بتكريس الهدنة وانعكاس ذلك على العلاقات السعودية – الايرانية. ويوضح عتريسي ان "استمرار الهدنة في اليمن ستكون له ترددات ايجابية على العلاقات بين السعودية وايران، إذ لطالما شكلت الازمة اليمنية خلافا جوهريا بين البلدين، ومن الطبيعي ان يستتبع ذلك هدوء في خطاب "حزب الله" تجاه السعودية، عدا ان المنطقة عموما مقبلة على تفاهمات، خصوصا بين سوريا وتركيا، وهذا يساهم في تهدئة الامور اكثر فأكثر".

في المقابل، يعتقد متابعون لسياسة الحزب ان هناك فصلاً تاماً بين ما يجري بين طهران والرياض، وبين علاقة الحزب بالسعودية. فالعلاقة منفصلة تماماً عما قد يطرأ او قد ينتج من الحوار الايراني - السعودي، وان كان أي انفراج ثنائي بالاتكاء الى التطور اليمني سيكون ايجابياً ولا بد من ان ينعكس بشكل غير مباشر على علاقة السعودية بالحزب ولو من باب التهدئة الاعلامية.

وبحسب أوساط الحزب ان "الخطاب الهادىء سينعكس ولا شك ايجاباً لجهة تنفيس الاحتقان في مرحلة متأزمة في لبنان على رغم ان السعودية كانت جزءاً من الحصار المفروض عليه سواء بمنع الاستيراد من لبنان او عدم السماح للسعوديين بزيارته".

وترى تلك الاوساط ان الثوابت في الخطاب السياسي لم تتغير، عدا ان الملاحظات على اداء بعض السفراء في لبنان، ولا سيما قبل الانتخابات النيابية وبعدها، كانت ربطاً بتصرف اولئك السفراء، وفي المقابل لم تشهد البلاد أي تصرف مماثل لسفراء اصدقاء لـ"حزب الله".

ولكن بمراجعة بسيطة لنبرة خطاب "حزب الله"، ولا سيما في الفترة الاخيرة، يلاحظ هدوء تجاه السعودية وان كانت نقاط الخلاف على حالها، علماً ان حارة حريك كررت في اكثر من مناسبة ان التفاوض بين ايران والسعودية وكذلك بين ايران والغرب لا يتعلق البتة بمواضيع تختص بدول اخرى منها لبنان، وانما بالامور التي هي محل نقاش سواء كان الاتفاق النووي على سبيل المثال مع الغرب، او اعادة العلاقات بين طهران والرياض، وفي اكثر من مناسبة دعا نصرالله الى عدم انتظار الخارج لحل المسائل الداخلية.

وهذا يعني ان أي رهان على متغيرات خارجية لن تكون له طريق للترجمة في الداخل اللبناني، وبالتالي لا تغييرات في الموازين الداخلية. وعليه فإن خطاب الحزب تجاه السعودية ليس مرتبطاً بالمتغيرات الخارجية، وهذا الامر تمّت ترجمته في اكثر من مناسبة خلال السنوات الفائتة. لكن هذا لا يعني ان تغيير او تعديل المواقف غير ممكن على الاطلاق، لاسيما في مرحلة تحتاج الى الهدوء من الاطراف كافة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار