زلازل الشرق الأوسط... تمويل الإرهاب بدلاً من ابتكار ما يحذّر الناس من الكوارث قبل حدوثها! | أخبار اليوم

زلازل الشرق الأوسط... تمويل الإرهاب بدلاً من ابتكار ما يحذّر الناس من الكوارث قبل حدوثها!

انطون الفتى | الثلاثاء 07 فبراير 2023

مصدر: العلوم تُسخَّر لخدمة كلّ ما يدعم التخفيف من أعداد البشر على الأرض

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يصبح زلزال الشرق الأوسط مرحلة سياسية عالمية جديدة، بما يجعله شبيهاً بجائحة "كوفيد - 19"، وبلقاحاتها، وبالحرب الروسيّة على أوكرانيا، وبالأزمة الاقتصادية العالمية؟

 

حرب عالميّة

ففي عام 2020، انشغل العالم بالمفاعيل الصحية والاقتصادية لـ "كوفيد - 19"، قبل أن ينهمك في عام 2021 بمفاعيل اللقاحات المُكافِحَة للجائحة، وبانعكاساتها على استعادة الحياة الطبيعية، وعلى انتهاء زمن الحَجْر الصحي، والخسائر الاقتصادية النّاجمة عنه.

وأما في الشهر الثاني من عام 2022، انتقل العالم الى الحرب العالمية الثالثة التي انفجرت في أوروبا الشرقيّة، بسبب الحرب الروسيّة على أوكرانيا، وسط مواجهة نارية بين حلف "الناتو" والغرب من جهة، وروسيا والدول الحليفة لها (الصين، إيران... وإن بطُرُق غير مباشرة في معظم الأحيان)، من جهة أخرى.

وهي حرب تشغل العالم حتى الساعة بأزمات اقتصادية، ومالية، وصناعية، وتكنولوجيّة، وغذائية، و"طاقوية"... مستمرّة.

 

انهيارات أرضية

وها نحن في شباط 2023، الذي شهد واحداً من أعنف الزلازل في التاريخ البشري، بحسب عدد لا بأس به من الخبراء، والذي حوّل 6 شباط 2023، الى "يوم الزلازل" بامتياز، مع انتظار نتائجها المُحتمَلَة خلال الأيام القادمة.

وكما تحوّل خبراء الصحة، والطبابة، والاقتصاد، والمال، والسياسة، والعسكر... الى نجوم للشاشات خلال السنوات الثلاث الماضية، فإن 6 شباط 2023 قد يُدخل خبراء الجيولوجيا في القاموس اليومي للناس، ليس في لبنان والشرق الأوسط فقط، بل على مستوى أوسع، لا سيّما أن عدداً من الاختصاصيّين حول العالم وصفوا الزلزال التركي - السوري الأخير بأنه الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط، خصوصاً أن تداعياته الكارثيّة أتت بسبب قربه من مناطق التمركز السكاني.

فضلاً عن مخاوف في شأنه تتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وسط تحذيرات من احتمال حدوث نتائج من مستوى انهيارات أرضية في أماكن متفرّقة، ومخاطر تهدّد السواحل الأوروبية، لا سيّما في إيطاليا.

 

قفص الاتّهام

خبراء الجيولوجيا قد يدخلون القاموس اليومي للناس على مستويات عدّة مستقبلاً، ليس أقلّها السؤال عن سلوكيات الدول تجاه الظروف الطبيعية والمناخية، في أزمنة التسابُق التكنولوجي، والاستخباراتي، والعسكري.

فكما أن جائحة "كوفيد - 19" جعلت الجميع (غرباً وشرقاً) في قفص الاتّهام، على صعيد السؤال عن أنه كيف يُمكن لأكبر الدول أن توفّر الأموال لميزانيات الإرهاب والتسلُّح والدمار، فيما تبدو عاجزة أمام الاحتياجات الاستشفائية والدوائية لشعوبها في أوان تفشّي الأمراض، فإن زلازل الشرق الأوسط الأخيرة تجعلنا نسأل عن الجدوى من إشعال الحروب هنا أو هناك، ومن تمويل أكبر البرامج التكنولوجيّة والعسكرية، وسط عجز (مقصود ربما) عن استخدام العلم حتى الساعة، لصالح ابتكار كل ما يمكنه أن يحذّر الناس من الزلازل قبل موعد حدوثها بوقت طويل.

 

ترتفع باستمرار

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "عدد شعوب الأرض يتزايد، ولم تَعُد الأراضي الزراعية في كل مكان كافية لتأمين الطعام للسكان. وأفضل طريقة أمام الدول للتعاطي مع هذا الواقع هو إشعال الحروب، وعدم استخدام التطوّر العلمي لصالح التخفيف من آثار الكوارث المدمّرة التي قد تقتل آلاف البشر".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا احتسبنا أعداد الوفيات في العالم بين عامَي 2020 وحتى اليوم، إما بسبب "كوفيد - 19"، أو حرب أوكرانيا، أو الأزمات الاقتصادية والغذائية العالمية، فنجد أن الأرقام ترتفع باستمرار، وبما يفوق أي قدرة على الإحصاء الدّقيق، لا سيّما أن هناك الكثير من الوفيات التي لا أحد يعلم بها أو يذكرها، رغم ارتباطها بالأزمات العالمية".

 

خدمة السياسات

وشدّد المصدر على أن "الحروب هي هدف في مكان ما. وحتى إن واضعي أعلى السياسات ينظرون الى الحربَيْن العالميَّتَيْن الأولى والثانية في أوروبا، كقاعدة لوضع السياسات الديموغرافيّة. فلولا اندلاعهما، ومقتل ملايين البشر خلالهما بشكل مباشر وغير مباشر، لكان عدد سكان الأرض تضاعف أكثر بكثير ممّا هو عليه حالياً. هذا مع العلم أن السياسات الدولية، سواء في الغرب أو حتى في الصين، تركّز منذ سنوات على تطوير صناعة الأطعمة في المختبرات، وذلك بعدما باتت الأراضي عاجزة عن توفير المحاصيل الزراعية اللازمة لإطعام الشعوب".

وختم:"العلوم تُسخَّر لخدمة تلك السياسات، أي لكلّ ما يدعم إشعال الحروب، والتخفيف من أعداد البشر على الأرض سواء بواسطة الآلة العسكرية، أو عبر الكوارث الطبيعية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة