بايدن في كييف... تحضير الباب الخلفي لخروج بوتين من أوكرانيا ولاحتفاظه بعرش الكرملين؟ | أخبار اليوم

بايدن في كييف... تحضير الباب الخلفي لخروج بوتين من أوكرانيا ولاحتفاظه بعرش الكرملين؟

انطون الفتى | الإثنين 20 فبراير 2023

مصدر: يمتلك الأوكرانيّون قضيّة هي الدّفاع عن أرضهم رغم افتقارهم الى السلاح

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل فتح الغرب الباب واسعاً أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى يبدأ مسار التنازلات العسكرية الواحدة تلو الأخرى في أوكرانيا، مقابل حفظ ماء وجهه ونظام حكمه في روسيا، أي بما يمنع أي مفعول سياسي كارثي عليه بعد هزائم الجيش الروسي الواضحة في أوكرانيا، والتي لا نقاش حولها، والمستمرّة منذ عام كامل؟

 

هزيمة

وهل يكون حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبة فرنسا بهزيمة روسيا في أوكرانيا، من دون سحقها، وعن عَدَم إيمانه بتغيير النظام في روسيا انطلاقاً من أن لا بديل ديموقراطياً من بوتين داخل المجتمع المدني الروسي في الوقت الحالي، هو المقدّمة الأولى لإجلاس الرئيس الروسي على طاولة المفاوضات مرتاحاً، وبما يقول له إنك الرئيس الشرعي الوحيد لروسيا في نظر الغرب، وإن لا ضرورة لخوفك من أن أي تنازل أو هزيمة لك في أوكرانيا، سيحرمانك من السلطة مستقبلاً؟

 

الأخطاء نفسها؟

كل الاحتمالات تبقى واردة، شرط أن لا يتحدّث ماكرون من تلقاء نفسه، وبما ينسجم مع ذوقه الخاص، الذي أوصلنا الى قعر الهاوية في لبنان.

فالرئيس الفرنسي زار لبنان بعد انفجار 4 آب 2020. وبدلاً من أن يحلّ الأزمة اللبنانية، ويُحدث التغيير السياسي المنشود، زاد شوكة أفرقاء التعطيل وكل ما هو غير شرعي، قوّة. فهل يكرّر ماكرون الأخطاء نفسها مع الأوكرانيّين؟

 

"دعسة ناقصة"

وماذا يُمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تفعل تجاه أي مقترح فرنسي أو أوروبي، قادر على إدخال كييف في أنفاق مُظلِمَة.

فالرئيس الأميركي جو بايدن حطّ في أوكرانيا اليوم، وقُبَيْل أيام من الذّكرى السنوية الأولى للحرب، فيما يؤكّد أكثر من مُراقِب أن واشنطن لن تقبل بأي "دعسة" أوروبيّة أو فرنسيّة "ناقصة" في الملف الأوكراني، مهما كانت التكاليف باهظة.

 

لن ينجح

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "ماكرون لا ينجح في سياسته الخارجيّة على أي مستوى. فهي سياسة غير ثابتة، تمنعه من أن يكون فاعلاً سواء في أوروبا أو خارجها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الرئيس الفرنسي يتصرّف وكأنه يرسم سياسة أوروبا في الشرق الأوسط والعالم. فعلى سبيل المثال، زار لبنان، وبدلاً من أن يُحسن استثمار التفويض الأميركي الممنوح له، ثبّت السياسة الإيرانيّة، وزاد من قوّة طهران في لبنان، وفشل بتشكيل حكومة المهمّة، وفي خريطة الطريق التي وضعها للملف اللبناني. وها هو اليوم يتحدّث عن مساعدة أوكرانيا بالسلاح، فيما يرفض كَسْر روسيا، ضمن محاولة للّعب على الحبال الأميركية، ولإظهار رفضه وجود سياسة دولية واحدة هي تلك الأميركية التي تضغط على الجميع. ولكن ماكرون لن ينجح".

 

يمتلكون قضيّة

وشدّد المصدر على أن "بوتين خسر الحرب بعد مرور عام كامل، فشل خلاله ثاني أكبر جيش في العالم باحتلال أوكرانيا التي هي دولة ضعيفة جدّاً بالمقارنة مع روسيا. وهذا انكسار حربي تامّ للرئيس الروسي. وبالتالي، أي محاولة لتعويم موسكو لن تكون عملاً ناجحاً لماكرون، بل آلة للضّغط على واشنطن في الملف الأوكراني، سعياً لتحسين وضعيّة فرنسا في ملفات أخرى. ولكن تلك السياسة لن تنجح، وهي ستنعكس سلبياً على باريس، وعلى مستوى احتمال تقسيم أوروبا".

وأضاف:"يمتلك الأوكرانيّون قضيّة رغم افتقارهم الى الكميات الكافية من السلاح، وهي الدّفاع عن أرضهم. وأما الروس، والقوى المُقاتِلَة الى جانبهم، فهم يمتلكون السلاح من دون قضيّة، ولا عنصر الانتماء الفعلي الى الأرض التي يُقاتلون عليها، والتي هي أوكرانيا. ولذلك، تبقى حظوظ كييف بالنّجاح أكبر من حظوظ موسكو على هذا المستوى".

وختم:"لا يُمكن للروس أن يعوّلوا على مساعدة الصين لهم. فالصّينيّون يضغطون على الأميركيين، عبر إظهارهم الدّعم لمواقف بوتين من الحرب، فيما رغبتهم الأساسيّة هي التفاهم مع واشنطن حول اعترافها بضمّ تايوان الى الأراضي الصينيّة. فإذا تمّ لهم ذلك، يتخلّون عن بوتين وروسيا. ولكنّهم لن يحصلوا على ما يريدونه من الجانب الأميركي في الملف التايواني. ورغم ذلك، تنظر بكين الى مصالحها، والى علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، والتي هي أكبر وأهمّ بكثير من تلك التي تربطها بروسيا. وهو ما يعني أن لا مجال لتعويل روسي حيوي على دعم صيني فعّال لموسكو في حربها على أوكرانيا".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار