التقارب بين الرياض وطهران تهليل داخلي... وبن فرحان وضع الأمور في نصابها لبنانياً | أخبار اليوم

التقارب بين الرياض وطهران تهليل داخلي... وبن فرحان وضع الأمور في نصابها لبنانياً

| الإثنين 13 مارس 2023

هناك خريطة طريق انطلقت لحلّ المعضلة اللبنانية

"النهار"- وجدي العريضي

... وعادت العلاقات الديبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليأتي الرد صاخباً لبنانياً وسط التهليل والتهييص والغرق في الاستنتاجات والتحليلات مع شحنات تفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية ربطاً بعودة هذه العلاقات، وعلى مقلب آخر قد ينسحب ذلك على معادلة "السين سين"، لكن اللافت والأبرز ما تطرق اليه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عندما قال: "إن لبنان يحتاج الى تقارب لبناني وليس الى تقارب إيراني – سعودي"، ليضيف ان على لبنان "أن يقدم المصلحة اللبنانية على أي مصلحة، ومتى حصل ذلك سيزدهر".

مع الإشارة الى أنه سبق لبن فرحان ان دعا في أكثر من محطة الى ضرورة مساعدة اللبنانيين لأنفسهم، ما يعني وفق المتابعين لهذا المسار أن المفاجأة السعودية – الإيرانية وإن كانت لها تداعياتها الإيجابية على لبنان والمنطقة، انما يبقى التعويل على توافق داخلي للخروج من عنق الزجاجة الرئاسية.

في السياق، تُبدي أوساط سياسية عليمة لـــ"النهار"، استغرابها من عدم قراءة أي طرف سياسي ما يجري في المنطقة، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال مواقفهم سواء أكان ممن يملكون الرادارات أم الأنتينات أم المعلومات، حتى أن الأمين العام لـ"ـحزب الله" السيد حسن نصرالله قال قبل أسبوع: لا تراهنوا على الاتفاق النووي أو عودة التقارب السعودي – الإيراني اذا حصل، وقد ننتظر مئة عام لنصل الى ذلك، وبالتالي كما قال لو كنت أعلم خلال حرب تموز 2006، فإنه لم يعلم أيضاً بما كان يحصل من مباحثات ديبلوماسية بين طهران والرياض.

أما وقد عادت العلاقات الى طبيعتها بين البلدين بفعل مسار انطلق من مساعٍ عراقية الى سلطنة عُمان للوصول الى خط النهاية عبر المارد الصيني من دون اغفال القمم الثلاث الصينية – السعودية، فالسؤال: هل ستنسحب الأجواء الإقليمية والعربية الإيجابية على الداخل اللبناني ويُنتخب الرئيس العتيد للجمهورية؟ وتتابع الأوساط أن وزير الخارجية السعودي وضع الأمور في نصابها، وكان أفضل رد على تلك التساؤلات، كاشفة وفق معلومات موثوق بها أن الأسبوعين المقبلين مفصليين حيث سينطلق رئيس المجلس النيابي نبيه برّي لإخراج الأرانب، لا سيما أنه أبرز من يراهن على معادلة "السين سين"، والتوافق بين الرياض وطهران ولقاؤه المرتقب مع السفير السعودي وليد بخاري سيكون مفصلياً ربطاً باجتماع متوقع في الرياض لممثلي الدول الخمس التي التقت في باريس، وبمعنى أوضح فالغطاء العربي الإقليمي لانتخاب الرئيس أضحى في جهوزية تامة، والمسألة مرتبطة بتوافق الكتل النيابية على مرشح توافقي، فالبعض وفي المجالس السياسية يرى أن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية قد يكون الحصان الأسود في هذا الاطار، ويبقى قائد الجيش العماد جوزف عون من المطروحين بقوة، فيما الخيار الثالث قد يكون الحاسم مع وجود أكثر من نصف دزينة من المتداوَلة أسماؤهم ومعظمهم من ورقة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، كي لا يقال إنه يريد هذا المرشح أو ذاك تجنباً لخلق ارباك وخلافات أو تململ على الساحة المارونية.

وبالعودة الى ما جرى على الخط الإيراني – السعودي عبر الراعي الصيني، تشير الأوساط المعنية الى عراقة الديبلوماسية السعودية الساعية الى استقرار الوضع في المنطقة من خلال الحفاظ على العلاقة مع واشنطن وصداقات وروابط وثيقة مع كل من موسكو وبكين وباريس، وذلك سيؤدي الى استقرار الوضع في المنطقة لما تمثله كل من المملكة وإيران من موقع ودور وتأثير، ومن الطبيعي أن ينسحب على الداخل اللبناني في ظل وجود أصدقاء وحلفاء من كل القيادات اللبنانية لكليهما، فيما السؤال الآخر: كيف سيتعاطى "حزب الله" الحليف العقائدي والايديولوجي لطهران اذ نفّذ سياساتها محلياً وخارجياً وتحديداً في العراق وسوريا واليمن ودول أخرى، وهو من كان له الدور الأبرز في مهاجمة المملكة العربية السعودية وسَوق الحملات عليها، أي كيف سيكون تعاطيه في المرحلة المقبلة، مع التذكير ببند أساسي وُضع في وثيقة التفاهم بين السعودية وايران يقضي بعدم تدخل الأخيرة في الشؤون الداخلية للدول العربية، ما يوجب على "حزب الله" وقف كل حملاته على الرياض، وقد يكون كلام السيد نصرالله تعليقاً على ما جرى في هذا الصدد مؤشراً ايجابياً.

وأخيراً، ثمة معطيات بأن هناك خريطة طريق انطلقت لحلّ المعضلة اللبنانية، أقله انتخاب الرئيس، بداية من لقاء الدول الخمس في باريس والحراك الداخلي للسفيرة الفرنسية آن غريو والسفير بخاري، ومن ثمّ الاجتماع المتوقع في الرياض لممثلي هذه الدول، ليشكّل كل ذلك المعبر لانتخاب الرئيس، وهو ما ستوضحه الأيام المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار