ماذا عن "البيئة الحاضنة" وتحضير اللاوعي الشعبي الجماعي لدولار "النار"؟! | أخبار اليوم

ماذا عن "البيئة الحاضنة" وتحضير اللاوعي الشعبي الجماعي لدولار "النار"؟!

انطون الفتى | الإثنين 13 مارس 2023

مصدر: المسألة ملموسة وغير ملموسة في وقت واحد وهذا خطير جدّاً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

الى أي مدى تُساهم اللّعبة الإعلامية في تصاعُد وارتفاع و"تشامُخ" سعر صرف الدولار في السوق السوداء؟

 

بيئة حاضنة

والى أي مدى تتحضّر "البيئة الحاضنة" لزيادة الانهيار المالي، ولتهاوي الليرة اللبنانية مقابل الدولار، في كل مرّة تتسابق فيها المنصّات الإعلامية على عناوين من مستوى "ارتفاع حادّ"، أو "ارتفاع صاروخي"، أو "ارتفاع جنوني" في سعر صرف الدولار في السوق السوداء؟

والى أي مدى تُجهَّز "البيئة النفسيّة" لابتلاع أسعار صرف أعلى وأعلى، لدولار السوق السوداء، في كل مرّة تساهم فيها وسائل الإعلام بتناقُل أخبار عن أن الدولار "يشقّ طريقه" نحو الـ 100 ألف ليرة، أو نحو ما هو أعلى من ذلك؟

هذا فضلاً عن ضرورة الانتباه والحذر من بعض الضيوق، في بعض البرامج التلفزيونية، أو الإذاعية،... الذين "يبشّرون" بأن "دولاركون بـ 100 ألف" في نهاية الأسبوع، أو قبل هذه المدّة الزمنيّة، أو تلك... وهو ما يُفسِح المجال واسعاً لتقبُّل الانهيار المالي المقصود في اللاوعي الجماعي العام للناس. وهذا أخطر سلاح، يُمكن لأصحاب التطبيقات أن يتّكلوا عليه، بما يحقّق مصالحهم، وأرباحهم غير الشرعيّة، بسهولة كبيرة.

 

اللاوعي الجماعي

فالى أي مدى يتوجّب على وسائل الإعلام أن تنتبه الى أدوارها في اللّعبة "الانهيارية"؟ والى أي مدى تستعمل الأطراف السياسية الإعلام، لتحضير الأجواء لمزيد من الانهيار؟

وماذا لو عاكَسَت وسائل الإعلام ما هو موجود في السوق السوداء، وأعلنت عن "انخفاض كبير في دولار السوق السوداء" (مثلاً)، وعن أرقام منخفضة بما يُعاكس تلك التي يتمّ تداولها عبر التّطبيقات، وذلك في كلّ مرّة يرتفع فيها سعر صرف الدولار، سعياً لإحداث إرباك كبير في صفوفها (التطبيقات)؟ وماذا لو عتّمت وسائل الإعلام على دولار السوق السوداء كلياً، ولم تذكر أي شيء في شأنه، في كل ساعات النّهار واللّيل؟

يؤكد مُطَّلِعون أن هذا العمل يحتاج الى تعاون إعلامي - إعلامي كبير، ينطلق من قرار سياسي - أمني في الأساس، يُطلق العنان لإحداث فوضى داخل السوق السوداء وتطبيقاتها، بما يمهّد لعمل أمني كبير في وسطها. ولكن رغم أن لا نيّة سياسية أو أمنيّة للقضاء على السوق السوداء، حتى الساعة، فإنه لا بدّ من التنبُّه لعَدَم استعمال الإعلام كمنصّة تحضّر اللاوعي الجماعي العام لمزيد من الانهيار المالي والاقتصادي.

 

انهيار يومي

أكد مصدر مُطَّلِع أن "وسائل الإعلام قادرة على أن تكون منصّة لإحداث فوضى وإرباك وسط التطبيقات التي تحدّد سعر صرف الدولار في السوق السوداء بأشكال عدّة. ولكن هذا لن يكون مُستداماً، انطلاقاً من أن لا أحد يسعّر الدولار عملياً. فلا التطبيقات ذاتها تسعّره وحدها، ولا سياسات الدولة غير الإصلاحيّة تساهم بارتفاع دولار السوق السوداء، فيما مجموع كل ما سبق ذكره يُساهم بالانهيار معاً. فالمسألة ملموسة وغير ملموسة في وقت واحد، وهذا خطير جدّاً".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "انتخاب رئيس للجمهورية، وتحقيق نوع من استقرار سياسي، قد يصحّح بعض الأوضاع. ولكن لا فرص حقيقيّة لإحداث هذا النّوع من الخروق في الوقت الحالي".

وختم:"لا مجال لتعويل كبير على أي حلّ محدّد في لبنان، وذلك انطلاقاً من أن لا تركيز فعلياً على شيء. فلا الرأي العام يركّز أو يستفسر أو يطالب بمحاسبة، ولا الدولة تريد أن تفسّر أو تحاسب، وكل فضيحة تبتلع التي قبلها، فيذوب الفساد والانهيار من دون أي متابعة عمليّة، ومن دون أي قدرة على لجمهما. وهذا الواقع هو من بين الأسباب الأساسية للانهيار المالي اليومي".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة