دور "الحزب" في اليمن يؤذي السعودية لا دوره اللبناني! | أخبار اليوم

دور "الحزب" في اليمن يؤذي السعودية لا دوره اللبناني!

| الثلاثاء 14 مارس 2023

معطيات عن ان معارضة جهات الخارج والداخل

لانتخاب فرنجية هي أقل حدّة ممّا يُصوّر أخصام الثنائي

"النهار"- سركيس نعوم

يعرف اللبنانيون، استناداً الى ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" بعد إعلانه دعم ترشيح حليفه زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وجرّاء متابعتهم تطوّرات "معركة" الانتخابات الرئاسية منذ الشغور الرئاسي، أنه لم يعد في مقدوره الإحجام عن دعم أو بالأحرى تبنّي ترشيح فرنجية.

ذلك أن الفريق النيابي والسياسي المعارض له أي "القوات" وصل الى أقصى ما يمكن في سعيه الى انتخاب مرشحه النائب ميشال معوّض رئيساً، أو الى إقناع القوى النيابية باختيار مرشح "سيادي" آخر قادر على اجتذاب غالبية النواب المسيحيين والمسلمين السنّة والنواب الدروز الذين يضمّهم "اللقاء الديموقراطي" والنواب "التغييريون" الـ13. دفعه ذلك على الأرجح الى المزيد من التشدّد إذ تراجع حزب "القوات اللبنانية" عن موقف سابق له باستعداده لتأمين نصاب الجلسة الأولى للانتخابات الرئاسية على أن تعقبها دورات انتخابية متتالية بالنصاب نفسه بغالبية انتخابية تبلغ 65 نائباً لانتخاب الرئيس. وقد اعتبر رئيسه الدكتور سمير جعجع في حينه أن تتالي الدورات في جلسة واحدة يُفسح في المجال أمام حوار بين الكتل النيابية. فإذا نجحت في الاتفاق على رئيس بشبه إجماع أو بغالبية كبيرة تمثّل المكوّنات اللبنانية كلها يُنتخب ويُملأ الشغور الذي لم يعد ممكناً احتماله لمأسوية نتائجه. وإذا تعذّر ذلك يفوز من تنتخبه الأكثرية المطلقة من النواب أياً يكن.

ما الذي دفع رئيس مجلس النواب و"حركة أمل" والشريك في "الثنائية الشيعية" نبيه بري الى إعلان تبنّي ترشيح حليفه وحليف "الحزب" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؟ تفيد معلومات متابعين لبنانيين عن قرب حركة بري و"الحزب" أن اجتماعاً بعيداً من الإعلام ضمّ رئيس المجلس وزعيم "المردة" ومساعدين لهما من النواب والمستشارين جرى فيه عرض الوضع الرئاسي بكل تشعباته وعقده وصعوباته وتفاصيله. لاحظ بري أن فرنجية يريد أن تحسم "الثنائية" موضوع ترشيحه لأسباب متنوّعة منها استغلال البطء في ذلك لزيادة الهجوم عليه ولرميه بكل أنواع الاتهامات ومنها أن مصيره ليس في يده، وبعد ذلك يُقرّر ماذا يفعل ويبدأ تحرّكه الخاصّ والمستقلّ عنها من أجل شرح أسباب ترشّحه للرئاسة ولا سيما للنواب السنّة أو لعدد منهم الذين تربطه بهم علاقات بعضها قديم وبعضها أكثر جدّة ومن هؤلاء منتمون الى "تيار المستقبل" أو كانوا ينتمون إليه ولا يزالون يؤيّدون رئيسه الرئيس سعد الحريري ومؤسّسه والده الشهيد رفيق الحريري. وهذا ما حصل إذ أعلن بري الترشيح ثم تبعه بعد مدة قصيرة الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله ولكن بصيغة تختلف شكلاً عن صيغة إعلان بري فهو دعم ترشيح حليف حزبه فرنجية ولم يستعمل العبارة التي استعملها بري وهي أن فرنجية "مرشحنا".

هل حصل بري واستطراداً "الحزب" على معطيات تفيد أن معارضة جهات الخارج وحتى بعض الداخل لانتخاب فرنجية هي أقل حدّة ممّا يُصوّر أخصامه السياسيين وفي مقدمهم "بارونات" المسيحيين على تنوّع أوزانهم الفعلية؟ تفيد معلومات المتابعين أنفسهم جواباً عن هذا السؤال أن الاجتماع الذي عقده النائب علي حسن خليل أحد أبرز مساعدي الرئيس بري مع سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري لم يكن "عاطلاً. وقالت المملكة عبر سفيرها وعبر آخرين "انتخبوا من تريدون، وإن لم يعجبنا من انتخبتم فسنمتنع عن مساعدتكم. المملكة ليست لديها مشكلة مع "حزب الله" في لبنان. مشكلتها الرئيسية في اليمن. وهي تظن أن "الحزب" يدرّب الحوثيين ويساعدهم في مجالات عدّة وهو الى حدّ كبير مرشد لهم بل المرشد الفعلي، أمّا في لبنان فليفعل "حزب الله" ما يشاء فهذا الأمر لا يهم كثيراً المملكة. ما يهمها وتريد إيقافه هو تدخله لحساب إيران في اليمن ومناطق أخرى، علماً بأن إيران الإسلامية وعدت المملكة بالتدخل لبدء محادثات بينها وبين الحوثيين لوقف الحرب اليمنية ومضاعفاتها السعودية". ويبدو أن هذه المحادثات بدأت أخيراً ولكن للبحث السعودي الحوثي في تبادل الأسرى في سويسرا. ولا شك في أن اتفاق الرياض وطهران على إعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما الذي رعته أخيراً الصين أو ساعدت في الإعداد الجيّد له أسهم في بدء التفاوض المذكور. وسفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيْا أجابت برّي عن سؤال: هل تعارضون انتخاب فرنجية رئيساً؟ بالآتي: "لماذا لا أو لماذا نعترض؟". والفرنسيون أيّدوا عدم ممانعة انتخاب فرنجية.

وفي هذا المجال يلفت المتابعون اللبنانيون أنفسهم الى أهمية الاجتماع الذي عقده المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قبل تقاعده مع السفير السعودي البخاري والذي امتنع الاثنان عن تسريب معلومات مفصّلة عنه. لكن نتائجه كانت "مرضية" على الأرجح، وما تناوله البحث موضوعات تهم المملكة و"الحزب" والانتخابات الرئاسية و... ويلفتون أيضاً الى أن المعلومات التي في حوزتهم تشير الى أن المفاوضات الأميركية – الإيرانية سوف تُستأنف وأن الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية سيعود الى الحياة. اللافت للنظر في هذا المجال هو أن تحرّك بيجينغ نحو طهران والرياض لإعادة العلاقة الديبلوماسية بينهما كان قد بدأ معها تحرّك أميركا في اتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بغية التفاهم على إطلاق الثانية سراح مواطنين للأولى معتقلين في السجون الإيرانية. وقد قطعت الدولتان شوطاً لا بأس به في هذا الموضوع الذي صار قريباً من الإنجاز رغم استعجال طهران في الحديث عنه وعن المقابل الأميركي له (عشرة مليارات دولار أميركي لإيران محجوزة) واضطرار أميركا الى تكذيب ذلك مع تأكيد العمل من أجل إتمامه. اللافت أيضاً هو قرب استئناف الحوار الأميركي – الإيراني المتعلّق بالاتفاق النووي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار