الاحادية انكسرت... مرحلة الامن الاقتصادي والعلاقات التجارية بدأت

الاختراق الصيني اهم ما في المشهد الاقليمي

عمر الراسي- "أخبار اليوم"

"انكسرت الاحادية في الشرق الاوسط، ولم يعد مربط خيل او مسرح العمل الاميركي بشكل منفرد، وذلك لصالح شراكة صينية واخرى روسية اضافة الى اعادة الاعتبار الى دور السعودية وايران كدولتين اساسيتين وفاعلتين".
وفي تقدير مصدر ديبلوماسي مطلع، ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، انطلاقا من شق كل الطرقات امام مستقبل المملكة الاقتصادي والتنموي الذي تعكسه خطة 2030، يسعى الى التهدئة في الدول المحيطة بدءا من اليمن فلاقى طهران في التخفيف من حدة التوتر السني- الشيعي، الذي سيتعزز اكثر فأكثر اذا سار اتفاق بكين وفق ما هو مرسوم له. في الموازاة يهم ايران الحفاظ على نظامها القائم لا سيما بعد ما شهدته في الاشهر الاخيرة من اغتيالات وطائرات مسيرة وتظاهرات وتحركات كردية، وبالتالي اتجهت الى الاتفاق من جراء اسباب داخلية ايضا وليس خارجية فقط.
ورأى المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الاتفاق وان كانت الاهداف التي قادت اليه مختلفة، الا انه يفتح آفاقا سياسية جديدة في المنطقة، معتبرا ان اهم ما في المشهد الجديد الاختراق الصيني السياسي الاقتصادي الامني بامتياز الى جانب الوجود الروسي غير المباشر.
وردا على سؤال، قال المصدر: هذا لا يعني انكفاء اميركيا بل على العكس قد يكون تحفيزا لتعزيز حضورها، وقد يأتي التحفيز من باب حثّ اسرائيل التي لا تنظر بعين الارتياح الى التطورات الحاصلة والمتسارعة.

وفي قراءة لكل ما يحصل في الشرق العربي من اتفاقات الى الشرق الاوروبي لجهة الحرب الروسية – الاوكرانية، يبدو جليا ان هناك مسارا سياسيا جديدا ترسمه روسيا الى جانب الصين كقوة اقتصادية، لن تكون ايران بعيدة عنه لا سيما بالنظر الى ما تمثله من حاجة للاسواق الاوروبية على مستوى مقدراتها الاقتصادية بدءا من الغاز والنفط.
وختم المصدر مشيرا الى ان العلاقات السياسية والصراع السياسي يتراجعان لصالح مرحلة الامن الاقتصادي والعلاقات التجارية.