لغز "عملية مجدو" يحيّر اسرائيل... مرحلة توتر آتية مع "حزب الله" | أخبار اليوم

لغز "عملية مجدو" يحيّر اسرائيل... مرحلة توتر آتية مع "حزب الله"

| الإثنين 20 مارس 2023

إليكم التفاصيل

المصدر- "النهار العربي"

لا تزال ردود الفعل الإسرائيلية على "عملية مجدو" مستمرة، كما لا تزال الأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوى على طول الحدود الشمالية مع لبنان، بعد أن وجهت أصابع الاتهام مباشرة الى "حزب الله" اللبناني. ورغم أن التحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي نشر الأربعاء الماضي، الا أنه لم يحمل الكثير من المعلومات ولا أجاب عن كل الأسئلة المطروحة، بل على العكس زاد من علامات الاستفهام، كما أن بعض التفاصيل المنشورة صنفت بأنها غير معقولة ولا منطقية، بخاصة أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية قامت بفرض منع للنشر مباشرة فور بدء التحقيق، كما بقي الكثير من التفاصيل ممنوعة من النشر وتحت بند السرية وفرض عليها تعتيم تام.

وكان لاستخدام تكتيك التشويق والإثارة من جانب الرقابة العسكرية الأثر الكبير في تسليط الضوء بشكل أكبر على "الحادث الأمني" الذي وصف بالسري والغامض في كل وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتحول الى الحدث الأكثر خطورة والأوسع تداولاً في نشرات الأخبار على مدار يومين.

وفي ظل الكشف الجزئي عن الحدث خلال الأيام الماضية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "أجرى عمليات تفتيش واسعة على طول الحدود الشمالية، عثر خلالها على مسيّرة في الجانب الإسرائيلي" وفق بيانه، وسط تصريحات مثيرة للسياسين والضباط المتقاعدين من الصف الأول في الجيش، الذين اعتبروا "تفجير مجدو" خطيراً للغاية وتجاوزاً لكل الخطوط ولم يسبق أن شهدوا مثيلاً له خلال الـ20 عاماً الماضية.

الهجوم الخطير والمعقد
وطرح المراسل العسكري للقناة "12" الإسرائيلية نير دفوري الذي يعرف عنه بأنه ناطق غير رسمي للجيش الإسرائيلي تساؤلات عن جاهزية المؤسسة الأمنية للتعامل مع التسلل عبر الحدود، وتفجير العبوات من بعد، وقال: "قام شخص من لبنان بزرع عبوة ناسفة في مفترق مجدو وتوجه الى الشمال حيث تم قتله وفي حوزته حزام ناسف، هذه العملية تتطلب قدرات استثنائية وتخطيطاً دقيقاً، ومنفذاً تلقى تدريباً مهنياً، بخاصة لجهة قدرته على زرع العبوات وتفجيرها، ومحاولته الناجحة اختراق الحدود".

وأضاف دفوري: "بسبب كل التعقيدات السابقة يمكن الاستنتاج أن الشخص الذي نفذ الهجوم مقاتل ماهر، بل محترف، يعرف كيفية الدخول الى العمق والقيام بنشاط يتضمن تفعيل جهاز التوقيت (التايمر)، من دون إثارة ريبة السكان، خلف الكواليس يبدو أنه تلقى تدريباً عميقاً وطويلاً".

وتابع دفوري: "لوحظت في الآونة الأخيرة محاولات تسلل عدة من لبنان نسبت الى عمال أجانب يحاولون العبور الى إسرائيل، وتشير التقديرات الأمنية الى أن مرسلي المنفذ (لعملية مجدو) هم من يقفون وراء هذه المحاولات، إذ تم إرسال 30 أجنبياً لعبور الحدود في محاولة للتحقق من المنطقة وفهم من أين يمكن الدخول والعودة، وهناك جانب آخر قيد الفحص الآن... الهجوم المعقد يتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها للرد عليه، مع محاولة تجنب الدخول في جولة قتال في الساحة الشمالية".

المستوى الأمني في إسرائيل يدرس حالياً كيفية تعزيز الردع في مواجهة أحداث مستقبلية من هذا النوع، في الوقت الذي يجري فيه تحقيقاً معمقاً عمن يقف وراءه، وهناك خطة لإنشاء جدار واقٍ تمت الموافقة عليه لكن المشروع يسير ببطء وثقل شديدين، وتم استثمار مليارات الشواقل لإنشاء الجدار وتركيب كاميرات المراقبة".

وختم دفوري: "يبدو أن سياسة الاحتواء التي يتبعها الجيش الإسرائيلي حالياً مرتبطة بالفوضى التي عمت داخل إسرائيل أخيراً، ومع اقتراب شهر رمضان يحاول حزب الله استغلال هذا المزيج لإشعال النار في المنطقة، فخيار تنفيذ الهجوم من بعد والذي قد لا يكون مرتبطاً بـ"حزب الله" يهدف الى إشعال المنطقة من مسافة بعيدة - فمثل هذا الهجوم يبعد الحدث - جسدياً وذهنياً عن "حزب الله" وبالتالي لا يلزم إسرائيل بالرد، من الواضح أن "حزب الله" اعتقد أن تنفيذ الهجوم في إسرائيل سيعرض على أنه نفذ على أيدي فلسطينيي الداخل أو ربما من فلسطينيي الضفة".

وبحسب المحللين العسكريين الإسرائيليين، بدأت المؤسسة العسكرية التركيز على الوحدة السرية "133" التابعة لـ"حزب الله"، والتي تعمل في الجنوب اللبناني ومهمتها تجنيد شبان فلسطينين وتدريبهم على تنفيذ الهجمات والعمليات، كما أن المستوى الأمني في إسرائيل مقتنع بأن "حزب الله" مستعد لتحمل المزيد من المخاطر، ولا يستبعد تورط حركة "حماس" في العملية، فلديها وحدات فتاكة في لبنان، إضافة الى كل ذلك، فإن نشر "قوة الرضوان" -مقاتلي النخبة في الحزب- على طول الحدود اللبنانية بعد عودتهم من سوريا، بأوامر من زعيم "حزب الله" السيد حسن نصرالله، أتى لتسخين المنطقة.

في الجانب الإسرائيلي هناك نية للرد على العملية لكن لم يتم تحديد الهدف بعد، وهناك تحقيق مشترك بين الجيش وجهازي الأمن العام "الشاباك" والاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة "الموساد" والشرطة الإسرائيلية لتحديد أذا ما كان المنفذ قد تلقى أي مساعدة داخل البلاد من متفجرات ووسائل قتالية ودور حركة "حماس" في ذلك.

مواجهة مع "حزب الله"؟
اللواء في قوات الاحتياط جيورا أيلاند قال خلال مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن "هناك أشياء تحدث ولكننا لا نعرف عنها شيئاً لأنها تتم بطريقة سرية للغاية، كما علينا أن نتعلم كيفية النظر الى الأشياء، وكيف تبدو الأمور في الجانب الآخر، في رأيي اذا كان "حزب الله" فعلاً من نفذ هذا التفجير مدفوعاً من قبل إيران، بالنظر الى العقد الماضي فقد ألحقت إسرائيل أضراراً كبيرة بـ"حزب الله" وأنشطته وبأهداف ايرانية في سوريا".

وتابع ايلاند: "لذلك من وجهة نظر الطرف الآخر، فإن الحساب مفتوح واليد تسجل ولربما تمكن الآن من تحقيق هدف واحد بعد سلسلة من الخسائر، نحن ننظر الى الحدث على أنه خطير جداً بلا شك لكنه ليس نادر الحدوث، لكننا ننظر اليه على أنه عملية لـ"حزب الله"، وقد حاول الحزب على مدى السنوات الماضية تنفيذ عمليات، وتمكن من إطلاق صاروخ على جبل الشيخ وقتل جنديين، ولم ترد إسرائيل منذ ذلك الحين وهو الأمر الأكثر صعوبة برأي، اذا كان "حزب الله" يريد أن يقوم بمعركة فلديه 17 سبباً للقيام بذلك، ولو أن الحادث لم ينتهِ بإصابة إسرائيلي واحد بجروح خطيرة، وكان هناك عشرات القتلى والجرحى، لكان على إسرائيل الرد فوراً، وكان هناك وضع أخطر بكثير، لكن الأمور تتحدد وفقاً للنتيجة، وهي تسمح لإسرائيل باحتوائها الآن وبأن لا تتطور باتجاه هجوم مضاد".

تنظيم فلسطيني وراء التخطيط؟
ايال بن رؤوفين نائب قائد المنطقة الشمالية السابق قال لصحيفة "معاريف" إن هناك احتمالاً أن يكون تنظيم فلسطيني وراء التخطيط للهجوم عند مفترق مجدو، وأشار الى أن "الحادث خطير لكنه أيضاً معقد للغاية، كما أنه غريب بعض الشيء، ويطرح العديد من الأسئلة في هذه المرحلة، لكنه لا يعطي إجابات واضحة، الكثير من الأسئلة وعدد من الإجابات غير الكافية".

وأضاف أن "السؤال الأهم بالطبع الآن هو اذا ما كان "حزب الله" وراء التفجير أو تنظيم فلسطيني، فهناك تنظيمات فلسطينية سبق أن تعرفنا الى أساليبها في الميدان في الماضي، بل وأكثر من ذلك حركة "حماس" على صلة مباشرة بهذه التنظيمات في لبنان، لكن هل وافق"حزب الله" على هذه العملية؟ سؤال مهم لأنه يعتمد على مسار العمل لما حدث".

وخلص بن رؤوفين الى أنه "مر المنفذ بالعديد من التقاطعات والعديد من الأماكن المزدحمة والوجهات التي كان من الممكن أن يختارها على طول الطريق، الطريق المثير للاهتمام الذي سلكه 70 كيلوامتراً تقريباً... فتقاطع مجدو يقع بين مدينتي الناصرة وأم الفحم وفي الوقت نفسه قريب من جنين وما حولها، يحتاج ساعة للوصول بالسيارة و13 ساعة مشيا على الاقدام، فهل دخل يوم السبت أم الاحد و أين مكث؟ غير واضح بالضبط؟ هل دخل معه آخرون يمكن للمرء أن يسأل هل كان ينوي وضع الأمتعة في مكان ما وحدث عطل معين، لأن هذا ليس بالشيء العادي، هذه (التسلل) الرحلة برمتها".

وختم بن رؤوفين: "السؤال هو كم من الوقت مكث في إسرائيل، وما هي المساعدة التي تلقاها عندما وصل، وهنا نحتاج الى التحقق بعناية، وأنا هنا لا أوجه أي تهمة الى الفلسطينيين في إسرائيل بأنهم يساعدون المتسللين من لبنان، لقد قالوا إن المنفذ أوقف سيارة، وتم الإفراج عن السائق الذي نقله، ربما أجبره المنفذ على اصطحابه كنوع من الخطف، لكن يبقى القول إن المساعدة داخل الأراضي الإسرائيلية مهمة".

المراسل العسكري للقناة "12" الإسرائيلية شاي ليفي رأى أن الأحداث الأخيرة على الحدود الشمالية و"عملية مجدو" بعد تصريحات رئيس هيئة الأركان مع جنود الاحتياط في الشمال بـ"أن المؤسسة الأمنية ما زالت تخفي الكثير من المعلومات حول تفجير مفترق مجدو، وسنرد على المسؤول عن الهجوم"، توحي بأن فترة الهدوء مع لبنان انتهت وأن الأمور ستزداد توتراً خلال الفترة المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار