لبنان سيستفيد من تسويات الاقليم والافضل تسوية شاملة لا مرحلة انتقالية | أخبار اليوم

لبنان سيستفيد من تسويات الاقليم والافضل تسوية شاملة لا مرحلة انتقالية

داود رمّال | الخميس 30 مارس 2023

العالم يتغير وتوازنات اقتصادية ضخمة تضع الصين اولا

داود رمال – وكالة أخبار اليوم

"كلما ارتاحت الجمهورية الاسلامية الايرانية وتراجع الحصار عليها، كلما خفّت الحاجة الى التصعيد على مستوى المنطقة من خلال تصعيب الحلول، وفي المقابل فان المملكة العربية السعودية استنادا الى رؤية ولي العهد الامير محمد بن سلمان بحاجة الى اكمال مشروع تحديث الدولة وتحويلها الى دولة رائدة على مستوى المنطقة والعالم، وهو يريد تصفير الخلافات".

ينطلق مصدر دبلوماسي في حديثه ل"وكالة اخبار اليوم" من هذه المقاربة للقول "ان هذه المعطيات التي هي خلاصة تجربة مريرة امتدت لعقد من الزمن وامتدت من اليمن الى البحرين وصولا الى سوريا وقبلهم جميعا العراق، دفعت القيادتين السعودية والايرانية الى اتخاذ قرار الجلوس الى الطاولة للاتفاق على التهدئة وتنظيم العلاقات الثنائية بينهما تمهيدا لاحلال السلام على صعيد المنطقة بركيزة الشراكة في الامن الاقليمي".

ويوضح المصدر ان "الرياض وطهران وصلتا الى مكان مقفل، بحيث ليس بمقدور احد الطرفين ان ينتصر، فاما ان تستمر خسارتهما واستنزافهما واما ان يذهبا الى صيغة رابح – رابح والتي برع فيها الايراني واستساغها السعودي، فجنحا الى السلم واعادة صياغة كل الادوار والمواقف والتوجهات استنادا الى مصلحة الدولتين، وهذا التطور النوعي ينعكس على لبنان".

ويضيف المصدر ان "الرعاية الصينية للاتفاق السعودي الايراني، هي مؤشر جديد على توازن القوى العالمية، اذ من غير المنطقي ان تكون القيادة السعودية ذهبت الى الاتفاق بهذا الشكل وبالمضمون الذي لا يزال غامضا نسبيا من دون تنسيق مع الادارة الاميركية، كما ان ايران لم تذهب الى هكذا اتفاق وبذات المواصفات التي تنطبق على السعودية من دون تنسيق مع المحور من روسيا الى سوريا ولبنان".

ويؤكد المصدر ان "الصين غزت العالم ولم تعد تقبل الاحادية، فلدى الصين قوة اقتصادية مرعبة وتنطلق منها الى كل المعمورة، واصبحت من أهم الدول على المستوى الاقتصادي، وأثبت الصينيون انهم في غاية الذكاء لانهم لم يذهبوا او يسعوا الى الحرب ولا يصرفون دولارا واحدا على الحرب، وكل همهم الاقتصاد، لذلك؛ ونتيجة للقفزات الكبيرة من النجاحات الصينية صار الترتيب الجديد اقتصاديا على مستوى العالم هو الصين اولا ومن ثم الولايات المتحدة الاميركية والدول الصناعية الاخرى، فالاقتصاد الاميركي نتيجة سياسات الادارات الاميركية المتعاقبة مستنزف ومنهك وهناك ازمة خطيرة والوضع سيئ جدا".

ويرى المصدر انه "ربطا بالانطلاقة الصاروخية اقتصاديا للصين فان روسيا الاتحادية لن تخسر في حربها التي تخوضها في مواجهة حلف الناتو على الارض الاوكرانية، وهذا الامر يعني المباشرة بترتيب جديد في العالم وسيكون لبنان، ليس كخصوصية انما كدولة من دول العالم، جزءً من هذا الترتيب، الا ان الامر يحتاج الى وقت استنادا الى حجم واطار التسوية، فاذا كانت التسوية للازمة في لبنان كبيرة وشاملة فان الامر لن يكون سريعا اي بالاسابيع انما قد تحتاج الى اشهر لا تتجاوز نهاية الصيف المقبل، اما اذا كانت التسوية مرحلية فسنكون امام ادارة الازمة اما عبر استمرار حكومة تصريف الاعمال وتفعيلها لاخذ قرارات اساسية او عبر انتخاب رئيس ادارة الازمة وهذا الخيار الاخير ليس في صالح لبنان، لان المصلحة تكمن في تسوية شاملة وثابتة تؤمن للبنان الاستفادة من تسويات المنطقة ماليا واقتصاديا وتزيح عنه الخطر الوجودي المتمثل بالنازحين السوريين".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار