لا مقايضة مرجّحة بين لبنان واليمن | أخبار اليوم

لا مقايضة مرجّحة بين لبنان واليمن

| الجمعة 31 مارس 2023

من دون المملكة او اي مرشح لا يملك التأييدها فان رئاسته لن تؤدي الى مكان ولن تفيد بشيء

 "النهار"- روزانا بومنصف

على ذمة بعض القراءات الديبلوماسية للتطورات الاقليمية الاخيرة، فانه حتى لو ان الاتفاق السعودي الايراني ادخل تعديلات موضوعية كبيرة في اتجاه ينحو اكثر في اتجاه التوازن السياسي في لبنان، وفق ما يرجح الاقتناع، فان الثنائي الشيعي يحتاج الى بعض الوقت من اجل قراءة الامور والتصرف على اساسها اما في اعادة حساباته او السعي الى الاستفادة من التطورات الجديدة.

اذ لم يمض حتى الان ولو شهر واحد على مبادرة الرئيس نبيه بري الاعلان عن تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه والذي تلاه الامين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصرالله باعلان التبني نفسه.

وتاليا وبناء على المعطيات المتوافرة لدى اصحاب هذه القراءات فان التطور الاقليمي الايجابي على صعيد العلاقات بين السعودية وايران تم تصويره فورا على انه سيوفر زخما ايجابيا لخيار الثنائي. وهو ما لا يعكس ضرورة الصورة الصحيحة انطلاقا من اعتبار بديهي ان الاتفاق لا يقوم على غالب ومغلوب بل توازن سياسي اقليمي ايضا من دون ان يعني ذلك انتصار خيار المعارضة ايضا الداعمة للنائب ميشال معوض. ولا صحة تاليا لما يروج لدى البعض من ان الاهتمام الاساسي والاولي للسعودية بوقف الحرب في اليمن سيؤدي حكما الى مقايضة يذهب فيها لبنان الى حصة ايران مجددا او التسليم لها بمواقع السيطرة على القرار اللبناني.

فكل المسائل في المنطقة التي تشكل نقاط الاشكاليات بين السعودية وايران تسير على نحو مواز. ويستبعد اصحاب هذه القراءات وجود مقايضات حول هذه المسائل او ان الاتفاق حصل من اجلها. فهناك اسقاط كبير للمخاوف امكان للطموحات لدى القوى السياسية من هذا الاتفاق ، فيما ان الامور المتغيرة المرتقبة من حيث المبدأ تتيح لاصحاب هذه القراءات الجزم بان المعادلة التي قامت على مقايضة رئاسة الجمهورية التي اعتمدها الثنائي الشيعي في مقابل رئاسة الحكومة ومعها ايضا موقعي قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان للطرف الاخر باتت تحتاج الى اكثر من ذلك لكي تنجح .

والسعي الى استخدام تجربة 7 ايار او ما يماثلها من تصعيد للتشنج الداخلي بحيث يشكل هذا الاخير حافزا لقبول القوى السياسية بما هو معروض عليها لم يعد يقع في الموقع المناسب كونه يتناقض كليا مع المناخ الايجابي المتصاعد من الاتفاق الاقليمي وقد يهدد بنسفه كليا فيما ان المعني مباشرة بالاتفاق هو مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية على نحو مباشر وليس رئاسة الجمهورية في ايران مثلا. والصعوبة راهنا ان كل الجهد ينصب على الحصول على موافقة المملكة السعودية بعدما تبين ان هذه الاخيرة وعلى غير ما يذهب اليه بعض القوى من ان المملكة لم تعد موجودة في الملف اللبناني، انها موجودة فيه بقوة وعدم موافقتها على المقاربات المعتمدة لا يعني انها غير معنية بل على العكس هي تظهر انها معنية بقوة وتمسك اوراقا يحتاج اليها لبنان لنهوضه وتعتقد هذه المصادر ان المملكة تستخدمها كما يجب ولا مقايضة في الافق بين اليمن ولبنان ما دام الموقف السعودي اقله في الكلام مع الفرنسيين حول لبنان بقي هو نفسه كما قبل الاتفاق. فمن دون المملكة السعودية او اي مرشح لا يملك التأييد السعودي ، فان رئاسته المحتملة لن تؤدي الى مكان ولن تفيد لبنان باي شيء. اذ ان مشكلة لبنان التي تتمثل في انهيار اقتصادي ومالي، ايا تكن اسبابه ، لن تجد لها سندا لمعالجتها في حال لم يتوافر التأييد السعودي وليس الرضى السعودي فحسب .

والقول بحاجة الثنائي الشيعي الى مراجعة حساباته مبنية على واقع ان القوى السياسية في موقع الخصومة تموضعت منذ ما قبل تبني ترشيح فرنجيه في موقع الاستعداد للذهاب الى خيار ثالث بديل من خيار النائب ميشال معوض . وهذا لا يعني سقوط احتمال انتخاب فرنجيه ولا سقوط احتمال وصول اي مرشح اخر بمن في ذلك قائد الجيش العماد جوزف عون. اذ ان ترشيح الاخير كان في اوج اندفاعته قبل شهرين ويجد صدى خارجيا ايجابيا لتعود الامور وتنحسر لمصلحة تبني الثنائي الشيعي ترشيح فرنجيه وتصويب خيار عون . ولكن لا اساس جديا لانحسار حظوظ اي مرشح حتى الان فيما ان الاخذ والرد قائمين من اجل محاولة تمرير الثنائي ترشيح فرنجيه الصعب جدا لا سيما في ظل معارضة مسيحية قوية ومتعددة تجعل من هذا الخيار غير صحيح وغير مناسب وان يكون رئيس الجمهورية هو خيار الطائفة الشيعية في ظل معارضة صلبة من طائفته التي باتت تهدد بالذهاب الى خيارات جذرية .

يتطلع اصحاب هذه القراءات الى طبيعة ما ستؤول اليها المحادثات الجارية مع الحوثيين من اجل انهاء الحرب في اليمن وتثبيت الهدنة والذهاب الى حل سياسي في ظل نبرة حذرة عبر عنها نصرالله بعد الاتفاق وترحيبه به . اذ انه وفيما اكد أنه بينما تعتبر الصفقة "تطوراً مهماً" - إذا اتبعت مسارها الطبيعي - فإن الحزب مقتنع بشدة بأنه لا يجب أن تكون على حساب الحزب. وأضاف نصر الله أن إيران لا تفرض مواقفها على الحزب. ولكن الحزب الى مرحلة ترقب وانتظار وربما تموضع جديد على وقع هذه التطورات بحيث يغدو كل الكلام السابق عن الصفقة الرئاسية او المعادلة الرئاسية المرجوة من دون مفاعيل حقيقية .

يبقى السؤال اذا كان الاتفاق السعودي الايراني يمكن ان يسرع في انهاء الازمة اللبنانية اذ يعتقد البعض من اصحاب هذه القراءات ان اجواء التهدئة في المنطقة يمكن ان تساهم في تسريع الامور ، وليس الامر حتميا، وذلك علما ان الاجتماع الخماسي الاخير في باريس كان نقل الى المسؤولين ان الفصل الاول من المسرحية انتهى وحان الفصل الختامي بانهاء ترشيح من لا يملك الاصوات للفوز . ويفترض ان يظهر ذلك قبل نهاية فصل الربيع .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار