لهذه الأسباب ردّ "حزب الله" على باسيل في مسألة تسمية المرشّح للرئاسة | أخبار اليوم

لهذه الأسباب ردّ "حزب الله" على باسيل في مسألة تسمية المرشّح للرئاسة

| الجمعة 31 مارس 2023

 العلاقة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي تذهب في اتجاه لم تعرفه من قبل

"النهار"- عباس صباغ

بعد خطاب "الساعة الشتوية" الشهير لرئيس " التيار الوطني الحر"، رد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، ثم جاء رد من نائب الأمين العام لـ" حزب الله" لتوضيح موقف الحزب من تسمية المرشح لرئاسة الجمهورية. فلماذا اختارت حارة حريك الرد على الحليف السابق في "ورقة التفاهم"؟

لم يعد السجال بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" داخل الغرف المغلقة، وإن كان الحزب حريصاً على عدم الدخول في سجال حادّ مع الحليف السابق في ورقة التفاهم، ولم يسمّ حتى اللحظة النائب جبران باسيل خلال الرد عليه. لكن الخلاف بشأن ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية لا يزال هو الفيصل الذي سيحكم ما ستؤول إليه العلاقة بين الطرفين.

فحارة حريك التي سبق أن التزمت مع الجنرال ميشال عون لدعمه كمرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية منذ شهر نيسان عام 2014، أي قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، ظلت "وفيّة" لتعهدها وما سمّته حينها "إعادة الدين الواجب عليها لعون". وفي الوقت عينه كانت على اقتناع بأن حليفها الثاني فرنجية كان سيصل الى كرسيّ الرئاسة في بعبدا لو تم تأمين النصاب خلال الجلسات التي تلت شهر تشرين الثاني عام 2015، أي عندما أعلن رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري دعم رئيس "تيار المردة" للرئاسة.

كان "حزب الله" يعتقد أن حليفه في ورقة التفاهم سيكون متفهّماً لالتزامه بدعم فرنجية بعد تأجيل لست سنوات، وبعدما أعلن الأخير صراحة وعلى درج البرلمان بعد قليل من انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية أن "انتخابه انتصار للخط السياسي الذي ينتمي إليه"، لكن باسيل قرر معاندة حليفه على الرغم من اقتناعه بأن فرصة وصول رئيس من التيار البرتقالي شبه معدومة.

حاول الحزب مراراً إقناع حليفه السابق بأن الفرصة اليوم لوصول فرنجية للرئاسة هي أكثر من ممكنة فيما حظوظ باسيل متراجعة وفي إمكانه أن يكون صانع الرئيس. وحينها أطلق السيد حسن نصرالله معادلة "هذه عين وهذه عين" في إشارة الى مكانة فرنجية لديه.

أخفقت حارة حريك في إقناع ميرنا الشالوحي وذهب باسيل الى خطاب يكاد يكون نسخة عن خطاب خصوم "حزب الله"، ووصل الى حدّ اتهام الحزب بعدم السير في مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد، وبمعنى آخر كأنه يريد أن يدخل الحزب في صدام مباشر مع أقرب حلفائه من دون الأخذ في الاعتبار تداعيات تلك الخطوة، وأن التيار البرتقالي يُخرج نفسه من إطار المنظومة التي حكمت البلاد على الأقل منذ عام 2008 ويريد من الحزب أن يجاهر بتسمية كل من أساء في إدارة البلاد لتصفية حسابات "التيار" مع أكثر من طرف سياسي.

رفض "حزب الله" تلك المعادلة وحرص على عدم إثارة حيثيات تلك المسألة في الإعلام وأن يبقى النقاش ضمن الغرف المغلقة كما جرت العادة، وإن كان الحزب بادر الى فتح ملفات فساد وأودع النائب حسن فضل الله كل ما يملكه من أدلة في عهدة القضاء، ومن جهة ثانية لم يجاهر الحزب يوماً بأن من تراجع عن "الإبراء المستحيل" كان حليفه البرتقالي.

أما في رد الشيخ قاسم فكان هناك حرص أولاً على عدم تسمية باسيل وإن كان الرد على رئيس "التيار الوطني"، وتأكيد أن الحزب لم يعد أحداً بأن يكون موقفه مرتبطاً بموقفه أو بتسميته أو بآرائه أو بقناعاته، ولكن الهدف كان أن لا يترسّخ في الأذهان أن "حزب الله" وعد حليفه بشأن تسمية مرشح للرئاسة ثم تراجع، أو أن يظهر الحزب وكأنه أخلف بوعده.

وعلى ذكر الخصوم فإن "حزب الله" لم يعارض البتة توجّه حليفه في ورقة التفاهم لإبرام اتفاق مع حزب "القوات اللبنانية" على الرغم من الخصومة الكبيرة بين حارة حريك ومعراب، بل أبلغ باسيل أن القرار في أي اتفاق يريده هو له حصراً وأن الحزب لا يتدخل في ذلك ما دام حليفه يرى مصلحته في الاتفاق مع "القوات".

وفي المحصلة يبدو أن العلاقة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي تذهب في اتجاه لم تعرفه من قبل، وأن الخطاب الذي بات يعتمده بعض مسؤولي التيار البرتقالي بات يستدعي الرد وإن من دون تسمية في ظاهرة لا تزال غير مألوفة في العلاقة بين الطرفين.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار