حادثة الصواريخ تستوجب تصميماً اكبر على رفض مرشح الممانعة | أخبار اليوم

حادثة الصواريخ تستوجب تصميماً اكبر على رفض مرشح الممانعة

| الثلاثاء 11 أبريل 2023

سلوك المسؤولين من اعلى الهرم الى ادناه لم يشذ عن قاعدة الاخذ بما يرضي "حزب الله

 "النهار"- علي حمادة

من الصعب ان تنعكس قضية "الصواريخ اللقيطة " التي اطلقت نهاية الأسبوع الماضي من جنوب لبنان برعاية "حزب الله" إيجابيا على ترشيح سليمان فرنجية الذي طرح اسمه من قبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على قاعدة انه قادر على "حماية ظهر المقاومة" . فالحدث الذي طرأ قبل ايام على الساحة اللبنانية اريد منه في مكان ما القول ان الساحة اللبنانية هي ساحة محكومة من قبل "حزب الله " حصرا . فبين اجتماع الفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا و لبنان ، وحضور قائد "فيلق القددس "إسماعيل قاآني الذي سرب خبر عنه مفاده انه اتى الى بيروت للمشاركة في مأدبة إفطار نظمها "حزب الله " لمسؤولين كبار في الفصائل المذكورة ، واطلاق الصواريخ التي لم يعلن احد مسؤوليته عنها، و تنصل منها راعيها "حزب الله"، وأخيرا و ليس آخرا ممارسة المسؤولين اللبنانيين سياسة النعامة بأبهى صورها ، جرى تظهير صورة الرئيس الذي يريح ذراع ايران في لبنان بإعتباره حاميا لظهر ما يسمى "المقاومة ".

فسلوك المسؤولين من اعلى الهرم الى ادناه ، اكان على المستوى السياسي او الأمني لم يشذ عن قاعدة الاخذ بما يرضي "حزب الله "و رمي كل ما عداه خلف الظهور .هكذا تمت معالجة قضية الاعتداء السافر على السيادة اللبنانية من دون التحقيق في الامر ولا ملاحقة المسؤولين و الاكتفاء بإجراء مسح لموقع "الفعلة " انتهاء بإغلاق الموضوع . كان غياب الدولة و المسؤولين الرسميين فاضحا ، ومخزيا للغاية ، وبانت حقيقة التواطؤ القائم مع "حزب الله " الذي لم يعد يحصل تحت الطاولة ، وانما على رؤوس الاشهاد.ولعل الافظع هو هذا التوطؤ العريض مع الحزب المذكور تسهيلا لمعركته لاحلال المرشح الذي يدعمه في قصر بعبدا ، عن طريق التعامل مع تعطيل مجلس النواب وكأنه حدث عابر وغير ذو أهمية في الحياة العامة.

لقد اًظهرت حادثة "الصواريخ اللقيطة "حجم الاختراق الذي حققه "حزب الله" في الجسم السياسي اللبناني من اعلى الهرم الى ادناه .لم ترتفع سوى أصوات قليلة جدا للاحتجاج على ما حصل . غاب الجميع عن الحدث و حولوا انظارهم في الاتجاه الآخر . لكن مع ذلك لا يمكن الجزم ان هذه السيطرة على لبنان ستترجم حكما بنجاح "حزب الله " بفرض مرشحه في رئاسة الجمهورية . فسلوك المسؤولين اللبنانيين الباقين في "الخدمة " اثبت ان القبول بمرشح الحزب المذكور سيزيد من انزلاق لبنان نحو وضع أسوأ حيث سيتحول حتما الى معسكر ل"فيلق القدس " و فصائله ، وعلى رأسها "حزب الله".

فبين رئيس للجمهورية تابع ل"حزب الله " ورئيس لمجلس النواب يشكل الضلع الأخر في معادلة "الثنائي الشيعي " لن يكون لأي رئيس للحكومة أيا يكن من قدرة على إقامة ولو توازن جزئي في السلطة اللبنانية .من هنا دعوتنا الى التمسك بموقف رفض مرشح "حزب الله" ، والى بلورة موقف مشترك بين القوى والشخصيات الرافضة لاملاءات "حزب الله "الرئاسية .والأهم ان نلمس مواقف جدية من قبل القوى الرافضة فعلا لفرنجية مختلفة تماما عن موقف "النعامة "الذي اتخذه "التيار الوطني الحر " تجاه " الصواريخ اللقيطة " و مشروع استحداث "حماس لاند" برعاية "حزب الله" على ارض الجنوب.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار