فرنجية يواجه المجهول: لا دوافع باريس ولا ضماناته كافية لإنجاحه | أخبار اليوم

فرنجية يواجه المجهول: لا دوافع باريس ولا ضماناته كافية لإنجاحه

| الأحد 16 أبريل 2023

طرح جديد ومختلف يمكن أن يعزل باريس عن هذا الملف

 "النهار"- سابين عويس

لا تألو باريس جهداً داخلياً أو خارجياً إلا وتقوم به بهدف إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان. لكن أكثر من عائق يحول دون تحقيق هدفها تجاه الشعب اللبناني الذي التزم رئيسها بعد تفجير مرفأ بيروت حمايته وإنقاذه من الطبقة السياسية الفاسدة.

أول هذه العوائق تمثّل في لجوء الإدارة الفرنسية إلى التعامل مع الطبقة السياسية ذاتها التي شكا منها رئيسها. فقدت باريس بنتيجة ذلك تعاطف اللبنانيين، تماماً كما فقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكانته المميزة لديهم. فتراجعت كلمات الإشادة والتقدير إلى العتب والانزعاج بعدما اعتبرت شريحة كبيرة من اللبنانيين عموماً، والمسيحيين على وجه الخصوص، أن ماكرون فقد موقعه حكماً وفقدت فرنسا مكانتها أماً حنوناً، عندما أخذت طرفاً وتغاضت عن مواقف المكونات المسيحية المعترضة على ترشيح فرنجية.

ثاني العوائق برز في استمرار تفرّد باريس بدعمها لفرنجية رغم الرسائل الأميركية والسعودية التي بلغتها حيال المواصفات المطلوب توافرها في الرئيس المقبل لجمهورية لبنان، ومثابرتها على تقديم ضمانات حيال موقفه من "#حزب الله" وسلاحه، كما من العلاقة مع سوريا ومعالجة ملف اللاجئين. وهي تستند أساساً إلى أنّ مصدر هذه الضمانات هو الحزب بعينه، من دون الأخذ في الاعتبار الاحتمالات المرتفعة لنقض هذه الضمانات في مرحلة لاحقة.

لا تقف اعتبارات باريس عند حدّ حرصها على علاقات جيدة مع الحزب ومن ورائه إيران، نظراً إلى الاهتمام بالمصالح الاقتصادية والتجارية الفرنسية مع طهران، وهذا ما يفسّر جانباً من دوافعها السياسية في لبنان، بل هي تمتدّ إلى أهداف مماثلة في لبنان تحديداً من خلال إعطاء حيّز هام من الاستثمارات المقبلة لشركات فرنسية.

لكنّ الدافع الأبرز، وهو العائق الأبرز في الواقع، يعود إلى الفريق الاستشاري الفرنسي المحيط بماكرون، على ما تقول مصادر سياسية مطلعة، في إشارة إلى الفريق الذي يتولى ملف لبنان، والمتأثر في شكل كبير برجل الأعمال جيلبيرت شاغوري المقرب من فرنجية. ولذلك تنصح المصادر الجانب الفرنسي بضرورة أخذ مسافة في هذا المجال وإفساح المجال أمام الاستماع إلى وجهات نظر أخرى وهواجس أخرى تعبّر عنها مجموعات وكتل مسيحية وازنة. كما تدعو الفرنسيين إلى قراءة مغزى قيام واشنطن بفرض عقوبات على الأخوين رحمة المقربين من فرنجية. علماً أنّ الرسالة الأميركية لن تقف عند هذا الحدّ بل تعتزم الخزانة الأميركية إصدار دفعة جديدة من العقوبات في حق شخصيات مقربة من رئيس المجلس الذي يتناغم مع باريس في دعم فرنجية وتوفير كلّ الإمكانات لإيصاله إلى قصر بعبدا.

وفي رأي المصادر، أنّ فرنسا بدأت تعي هذا الواقع الذي وضعها في موقع المتفرّد في التعاطي مع الملف اللبناني، فيما تجري اتصالات وحركة مشاورات على مستوى دول الخماسية تتجاوز المبادرة الفردية عبر العمل على طرح جديد ومختلف، ما يمكن أن يعزل باريس عن هذا الملف. ويصبّ في هذا السياق تحرك السفيرة الفرنسية آن غريو في اتجاه القيادات المسيحية، في سعي إلى تأمين التوافق على بديل لفرنجية.

لكن اكثر ما تخشاه المصادر عينها أن يكون تحرّك غريو في اتجاه هذه القيادات رفعاً للعتب لا أكثر، وتبرّر ذلك بأن لقاءاتها برئيس المجلس نبيه بري، وآخرها قبل يومين، لم يتغيّر مضمونها الداعم لفرنجية. فهل ثمة ازدواجية فعلاً في الموقف الفرنسي، وإذا صح ذلك، هل يحرق الأصابع الفرنسية في لبنان؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار