هذه هي الوقائع التي تبعد فرنجية عن القصر... وهمّ فرنسا مصالحها | أخبار اليوم

هذه هي الوقائع التي تبعد فرنجية عن القصر... وهمّ فرنسا مصالحها

عمر الراسي | الثلاثاء 18 أبريل 2023

هذه هي الوقائع التي تبعد فرنجية عن القصر... وهمّ فرنسا مصالحها

هل يكون الاتجاه بالايعاذ للاسد لوضع الامور في نصاب في لبنان؟!

 

عمر الراسي - "أخبار اليوم"

تاريخيا، كل الانتخابات الرئاسية اللبنانية منذ الاستقلال اي منذ انتخاب الرئيس الراحل بشارة الخوري ولدت من رحم تداخل الظروف الداخلية مع الظروف الخارجية، في بعض الاحيان تزن بعض الظروف اكثر من غيرها، فقد تلتقي هذه الظروف فيتم انتخاب رئيس، وفي حال لم تلتق فانه يصعب حصول انجاز الاستحقاق الرئاسي!

وهذا الواقع ينعكس على الفراغ الرئاسي الراهن، حيث لم تلتق بعد هذه الظروف، اذ يعتبر مرجع سياسي مواكب انه بالنسبة الى ترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية لم تكتمل ظروفه الخارجية، على الرغم من ان الجانب الفرنسي كان جادا في موضوع المقايضة (اي فرنجية رئيسا للجمهورية والسفير نواف سلام رئيسا للحكومة، رأى في ذلك انه يختزل في مكان ما وجهة النظر السعودية على اقله على مستوى رئاسة الحكومة اي جزء من المعادلة. لكن مع الوقت تخلت فرنسا عن المقايضة وابقت على فرنجية!

ويرى المرجع، عبر وكالة "أخبار اليوم"، ان باريس ذهبت الى استمزاج الاراء في الاليزيه اي في مركز القرار للحكم الجمهوري الرئاسي، حيث طلبت من المراجع المسيحية الوازنة -بما فيهم فرنجية- عقد لقاءات مع المستشار لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل المفروض به ان يعود بالخلاصات الى الرئيس ايمانويل ماكرون، ما يعني ان الاقتراح الفرنسي كان ولا زال اقتراحا، ولا يمكن ان يتحول الى غير ذلك لان الفرنسيين يعرفون صعوبة المعادلة الداخلية، ويعرفون ايضا ان المواءمة بين الظروف الخارجية والظروف الداخلية تتطلب شيئا من المرونة. لا سيما وان اللقاء الخماسي لم ينجح في ايجاد مخرج لموضوع رئاسة الجمهورية، لو انه وجد مخرجا، لكان الفرنسي استطاع فرض الاتفاق الناجم وعندها قد يعيد اللبنانيون النظر بمواقفهم ليس من باب السيادة او عدمها بل من خلال منظار اساسي وهام جدا وهو ضرورة انتخاب رئيس في هذه الظروف يتمتع اقله بثلاث مواصفات:

اولا: الا يكون هناك معارضة داخلية وازنة من نصاب الـ85 نائبا لانعقاد الجلسة ، لذا تبحث فرنسا عن خرق داخلي.

ثانيا: الا يكون هناك رفع متاريس لا سيما خارجية تجهض مهام الرئيس قبل ان يصل الى قصر بعبدا، على ابواب اتفاق مع صندوق النقد، خصوصا ان عمله يعتمد على الخارج لان في الداخل لديه تركة مفلسة وعليه ان يبحث عن مصرف يمول اي "صندوق النقد" والدول المانحة...

ثالثا، وهو امر لم يعلن، ويتمثل بالحفاظ على المصالح الفرنسية والحيوية في لبنان ومشاركتها في المشاريع الكبرى، فباريس لا تقدم مساعدة مجانية، ومصالحها تبدأ من مرفأ بيروت، والبريد والكهرباء وصولا الى توتال انرجي... وهذا الامر يحظى بمباركة اميركية التي ثمنت للدول الاوروبية وفي مقدمها فرنسا موقفها من الحرب في اوكرانيا ، لذا ستعطي واشنطن ماكرون تعويضا في مكان ما وسيكون في لبنان، لاسيما بعد اقفال الابواب في وجهه اكان في افريقيا وفي معظم دول الشرق الاوسط.

وردا على سؤال، يقول المرجع: حين تطلب فرنسا ضمانات من فرنجية، لا تسأل عن الثلث المعطل والطائف لارضاء السعودية، لكن ضماناتها "الشخصية" تأتي من السؤال: اين الحزب من سلطة القرار الاجرائي والتنفيذي الوطني عند فرنجية، واين هو من الحل في سوريا انطلاقا من صداقته مع الرئيس بشار الاسد، وهنا بات الجواب اسهل لا سيما مع الانفتاح العربي مع سوريا الذي يحصل تدريجيا. ويضيف: "قد اشتم" البعض ان يكون الاتجاه بالايعاذ للاسد لوضع الامور في نصابها في لبنان، لا سيما لجهة القدرة على الكلام مع حزب الله.

وهنا يستطرد المرجع للقول: من دخل الى الاقليم من دون استئذان يصبح رهينة لحل اقليمي، اي ان حزب الله دخل الى الاقليم عميقا  -ولم يستأذن احدا لا سيما الدولة اللبنانية العاجزة اساسا، وبالتالي اي حل اقليمي سيطبق عليه، وهذا الحل لا يأتي من ايران فهي ليست على حدود لبنان -وان كان الحزب يتبع اليها ايديولوجيا- بل سوريا هي على الحدود، لن تعكر علاقتها مع السعودية والامارات من خلال نسف جهود التسوية في لبنان.

واذ يلفت الى ان هذه الوقائع تبعد فرنجية عن الكرسي الرئاسي، يكرر المرجع ان المواءمة بين الظروف الداخلية والخارجية لم تكتمل بعد، وحين تكتمل نصبح على قاب قوسين من انتخاب الرئيس، ولكن تم تجاوز المرحلة الاولى التي انتهت بتعليق الجلسات في المجلس النيابي التي اثبتت جحم كل فريق حيث انتقل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى وضع لائحة بالمرشحين، ونحن اليوم امام المرحلة الثانية، التي يتقدم فيها اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي تتوفر فيه مواصفات رئاسية لكن المرحلة اقتصادية مالية.

ويتوقع المصدر ان ننتقل سريعا الى المرحلة الثالثة اي "مرشح التهدئة" الذي يستطيع ان يجلب المال والاطمئنان والثقة والحلول وهضم التسويات وخلق الامن والاستقرار، ولا ارتباطات له... وهنا لا بدّ ان تلتقي الظروف الداخلية والخارجية، علما ان الدور الداخلي سيكون له الوزن عندما تنضج الظروف الخارجية الضاغطة.

ويختم: لا احد في الداخل يستطيع فرض ارادته على الآخر وهذا مصدر اطمئنان، بمعنى  لا غلبة للاقوى!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار