آخر الفصول الإضاءة على ملف التهم بالاتجار بالمقتنيات الفنية لأغراض مشبوهة
"النهار"- روزيت فاضل
يستمر مسلسل ملاحقة الولايات المتحدة مقربين من "حزب الله" بتهم غسيل الأموال، وآخر الفصول الإضاءة على ملف التهم بالاتجار بالمقتنيات الفنية لأغراض مشبوهة تتصل بالحزب بعد اتهام الادعاء الأميركي ناظم أحمد، وهو ممول مزعوم لـ"حزب الله"، بالتحايل على العقوبات الأميركية المفروضة عليه من خلال تصدير ألماس وأعمال فنية قيمتها مئات الملايين من الدولارات.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في 2019 عقوبات على أحمد بزعم تقديم دعم مادي لـ"حزب الله" الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية. ويهدف هذا الإجراء إلى منع وصول أحمد و11 شركة مرتبطة به إلى النظام المالي الأميركي.
وقال ممثلو الادعاء الاتحادي في بروكلين إن أحمد عمل مع ثلاثة أفراد من أسرته وخمسة مساعدين آخرين على مواصلة التعامل في الألماس والأعمال الفنية مع إخفاء اشتراكه في الأمر. واعتُقل سوندار ناجاراجان، أحد المشتركين المزعومين في المؤامرة مع أحمد، في انكلترا الأسبوع الفائت.
وقبل البحث عن هوية رجل الأعمال #ناظم سعيد أحمد (58 عاماً) المُدرج على لائحة العقوبات الأميركية بسبب تهم حول جملة خدمات داعمة لـ"حزب الله"، الذي يشكل تحدياً للمجتمع الدولي والعدالة من خلال بقائه "فوق القانون" منذ تأسيسه إلى اليوم، لا بدّ من التوقف عند التحقيق المؤلف من ثلاثة أجزاء، الذي أخرجته صوفيا عماره وجيروم فرتيل وبُثّ في شباط الماضي على المنصة الرقمية للتلفزيون الفرنسي، ومُنع عرضه بعد ضغوطات سياسية مورست على شاشة الـ "أم تي في".
ثمة معلومة مرت مرور الكرام في لبنان ألا وهي أن فريق العمل كشف أن أحد مصادر التمويل الجزئي السري لـ"حزب الله" هو المتاجرة بالمخدرات على صعيد عالمي، مستنداً إلى ما حققت وكالة مكافحة المخدرات الأميركية به لما يقارب من عقد من الزمن، وهو الأمر الذي نفاه نائب رئيس الحزب الشيخ #نعيم قاسم في الوثائقي نفسه، مبرراً أن هذا الفعل ينافي مضمون الشرعية الإسلامية، التي يرتكز عليها الحزب.
من هو؟
التهم الموجهة من الولايات المتحدة إلى أحمد اللبناني الأصل والبلجيكي الجنسية بأنه، ووفقاً لمجلة أسبوعية فرنسية عن الفن المعاصر، يستخدم الفن، وهو قطاع يميل تاريخيًا إلى السرية وحماية الخصوصية، لغرض غسل الأموال، بما يشمل شراء وبيع قطع عالية القيمة لإخفاء أصول الأموال التي تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة، أي يمكن بيع القطع بسهولة نسبيًا عبر الحدود الوطنية دون تنبيه السلطات، مع الإشارة إلى أن المقال المذكور لفت إلى أن القيمة العالمية لبيع الآثار والفنون والممتلكات الثقافية بلغت 65.1 مليار دولار عالمياً في العام 2021، وفقًا لتقرير لتقديم المشورة بشأن أفضل الممارسات التنظيمية، صادر في شباط الماضي عن فريق العمل المالي، وهي هيئة حكومية دولية لمراقبة غسل الأموال.
تمكن أحمد وفقاً للتهم الموجهة إليه، من خلال مهنته كتاجر ألماس وجامع أعمال فنية بارز، أن يستخدم مجموعته كإحدى الوسائل لقيادته نظاماً واسعاً لغسل الأموال لصالح جماعة "حزب الله"، ما أدى إلى تجميد أصوله في بريطانيا بتهم دعم الإرهاب.
ووفق صحيفة "آرت نيوز بابر"، تمكن الرجل من استيراد أعمال فنية وقطع فنية وتصديرها بمبلغ إجمالي يفوق 440 مليون دولار بدءاً من العام 2019 تزامناً مع تاريخ وضعه على لائحة العقوبات الأميركية".
ولفت بيان وزارة الخزانة الأميركية، إلى أنه تمكن منذ العام 2012 من اقتناء مجموعة أعمال فنية خاصة به بمبلغ يفوق 54 مليون دولار من أشهر مزادات بيع اللوحات في العالم.
أحمد هو من مواليد سيراليون لا يعرف مكان إقامته اليوم، رغم أن بعض المعلومات تفيد أنه في بيروت، مع معلومة غير مؤكدة أنه كان عضواً في "حزب الله" ومقرباً كثيراً من أمينه العام السيد حسن نصرالله.
هو مالك شركات عدة في لبنان يتعاون بإدارتها مع أقاربه وبعض أبنائه، ومنهم رجل أعمال يدير على سبيل المثال لا الحصر شركة لبيع الألماس في جنوب أفريقيا، إضافة إلى تملكه مع شركائه شركة بلو ستار دايموند المحدودة المسؤولية في الخارج وشركة أخرى باسم بارك فانتشر للعقارات وسواها.
أحمد متزوج من سيدة هي مساهمة رئيسية في عدد من الشركات ومنها شركة عقارية تعرف بـ"ديبة 383" وشركة أخرى هي "بارك فنتشرز" التي تهتم بإدارة عملية شحن الأعمال الفنية من الولايات المتحدة.
كشفت مجلة "أركيتكتشرال دايجست ميدل إيست" العام الماضي تحقيقاً - تمت إزالته منذ ذلك الحين من موقع المجلة على الإنترنت - عن فخامة شقة أحمد في العاصمة بيروت من خلال تثمينها أهمية المجموعة الواسعة من اللوحات والمنحوتات في بيته، وهي تعود لأمثال جان ميشيل باسكيات وواي ويوي ومارك كوين، مع الإشارة إلى أنه تحدث في مقالات عدة ومنها في مجلة" سيليكشون آرت" منذ خمسة أعوام عن أول عملية شراء له لعمل فني هو عمل على الورق لبيكاسو، اشتراه في أوائل التسعينيات.
كيف يعمل أحمد؟ أكد بيان وزارة الخزانة البريطانية أن أحمد يحظى بـ 172 ألف متابع على خدمة حسابه الخاص على انستغرام nazme_088 - حيث يبرز على صفحته مجموعة فنية كبيرة في المملكة المتحدة مع الاشارة إلى أنه والمتهمين معه تحدوا هذه العقوبات معتمدين منذ العام 2019 على شبكة معقدة من المجموعات التجارية للحصول على أعمال فنية قيّمة من الفنانين والمعارض الفنية في الولايات المتحدة وتأمين خدمات تصنيف الماس في الولايات المتحدة.
العائلة
من هم الاشخاص المتهمون بمساعدة أحمد؟ في التفاصيل أن وزارة الخزانة الأميركية حددت 52 فردًا ومجموعة منتشرة في تسع دول استخدمها أحمد لتسهيل عمله مع التشديد على متهمين بمساعدته وهم ابنه فراس وابنته هند، وأخ زوجته رامي مالك شركة عقارية في لبنان باسم "يونايتد إنفستمنت غروب" وشركة أخرى لإدارة العقارات لأحمد في جوهانسبرغ، بالإضافة إلى بعض شركائه، وهم محمد حجازي مدير "وايت ستار دي أم سي سي" وهي شركة مالية في دبي لشراء الأعمال الفنية وإرسالها إلى لبنان، وكل من محمد حسن إسماعيل وعلي سعيد مسلم وهما محاسبان محليان عند ناظم أحمد ويتابعان دفع ثمن اللوحات وشحنها وتسديد رسومها الجمركية، إضافة إلى سوندار ناجاراجان وهو المحاسب الدولي المعتمد لأحمد، الذي يتابع عمله في كل من هونغ كونغ والإمارات العربية المتحدة وجنوب إفريقيا والمسؤول الأول عن شراء اللوحات في العالم.
وأوردت صحيفة الـ"نيوريوك تايمس" أن هند ناظم أحمد هي أيضًا تملك غاليري أرتوال في بيروت وديدا في أبيدجان، ساحل العاج. وقد طعنت لوسيلة الإعلام نفسها بالمزاعم، واصفة فكرة كون والدها ممولًا لـ"حزب الله" بأنها "سخيفة".
أما زوج هند فهو من أصول فرنسية سنيغالية يدعى داوود الرز وهو يسهل أعمال زوجته من خلال شراء أعمال فنية خاصة بها وبصالات العرض الخاصة بها.