الرئاسة ... إيران حريصة على أن يكون التفاوض مع حلفائها كل على حدة | أخبار اليوم

الرئاسة ... إيران حريصة على أن يكون التفاوض مع حلفائها كل على حدة

| الخميس 04 مايو 2023

إصرار إيراني على تحقيق تقدم على خطّ الاتفاق مع السعودية

منير الربيع - المدن
عين على الخارج، وأخرى على الداخل. لم يعد من مجال للفصل ما بين التطورات الخارجية والداخلية، بانتظار الوصول إلى تسوية تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. في هذا السياق، ثمة من يعتبر أن الاستحقاق لا يزال بعيداً. فيما آخرون يعتبرون أن هناك فرصة حقيقية لإنجازه في الفترة الممتدة ما بين منتصف شهر أيار وآخر شهر حزيران، على حد تعبير مصادر ديبلوماسية متعددة. وهذه المصادر بنت وجهة نظرها على ما تسرّب من معطيات بنتيجة زيارة وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان. شدد عبد اللهيان على الإيجابيات التي تنجم عن الاتفاق الإيراني مع السعودية، وأكد أن طهران متحمسة جداً لاستكمال هذا الاتفاق وتطويره وتحقيقه. وبناء عليه، كانت المشاورات بين عبد اللهيان وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

خيارات نصرالله
هي مشاورات يمكن تقسيمها إلى قسمين. الأول يتعلق بالملف اللبناني، والثاني يرتبط بالتطورات الخارجية. على الصعيد اللبناني، أبلغ عبد اللهيان نصرالله بكامل الثقة الإيرانية في خيارات الحزب، وطريقة إدارته للملفات، بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية. كما أنه كان هناك توافق بين الجانبين على عدم الذهاب إلى خيار استفزازي أو هجومي للطرف الآخر، لا مسيحياً ولا حتى للسعودية، وأن خيار دعم فرنجية من قبل الحزب مستمر لحين توفير الظروف المؤاتية داخلياً وخارجياً.

لا جواب حتى الآن حول مصير ترشيح فرنجية، في حال لم توافق القوى الداخلية والخارجية. هنا تتكاثر الاجتهادات لتفيد بأن الحزب سيخوض معركة فرنجية إلى النهاية. ولكن في حال وصلت إلى حائط مسدود، لا أحد يملك المعرفة بكيفية الانتقال إلى مرحلة ثانية. اجتهاد آخر يفيد بأن الحزب سيبقى مستمراً بدعم خيار فرنجية، حتى وإن توافق الآخرون على مرشح بديل وتمكن من الوصول، فالحزب سيبقى داعماً لمرشحه إلا في حال قرر هو الانسحاب. اجتهاد ثالث، يعتبر أنه في المرحلة المقبلة قد تنسحب التطورات على المواقف الداخلية والخارجية، وقد تدفع بترشيح فرنجية قدماً، بناء على تطور العلاقات السعودية الإيرانية، والسعودية السورية.

التفاوض مع السعودية
ومن بين الاجتهادات التي تتكاثر أيضاً، ولدى سؤال مسؤولين في حزب الله حول الموقف السعودي، وإذا كانت إيران يمكن أن تتفاوض مع السعودية نيابة عنه، كان الجواب بالنفي، وإن إيران حريصة على أن يكون التفاوض مع حلفائها كل على حدة. من هنا يبرز التركيز مجدداً على إمكانية إجراء الحزب لتواصل أو تنسيق مع السعودية، من شأنه أن ينعكس في الكثير من الملفات اللبنانية إيجاباً، سواء بملف رئاسة الجمهورية أو في ملفات أمنية أخرى. وهنا تقول مصادر متابعة، إنه بحال حصل هذا التواصل، فإن السعودية ستكون قادرة على تحقيق مكاسب كبيرة.

في المقابل، لا يمكن فصل كل هذه التطورات على الساحة اللبنانية عن تطورات الوضع في المنطقة. وهنا لا بد من العودة إلى القسم الثاني من المشاورات بين عبد اللهيان ونصرالله والتي تناولت ملفات المنطقة ككل، والإصرار الإيراني على تحقيق تقدم على خطّ الاتفاق مع السعودية. تشير مصادر متابعة إلى أن عبد اللهيان وضع أمين عام الحزب في كل تفاصيل التطورات، بما فيها الاتفاق الإيراني السعودي على الملفين اليمني والسوري. وفي هذا السياق، تندرج زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا، لإثبات الحضور وتثبيت الوجود. وهو منسق مع السعودية، بالإضافة إلى وجود اتفاق بينهما على ضبط الوضع الأمني، وضبط الحدود ومنع تهريب المخدرات، بالإضافة إلى إعادة إعمار مناطق متعددة لتأمين عودة لاجئين إليها.

ترتيبات إقليمية في سوريا
تتعاطى إيران وحزب الله من موقع الطرف المنتصر في سوريا. وبالتالي، لن يقدما تنازلات كبيرة أو لن يتخليا عن مكتسبات، فيما المقابل سيكون مرتبطاً بضبط الحدود وإعادة لاجئين، بالإضافة إلى عملية إعادة تموضع عسكرية وأمنية في مناطق متعددة. هذا لا ينفصل أيضاً عن اتفاق إيراني-تركي-روسي-سوري حول إنجاز عمليات إعادة تموضع بين هذه القوى في سوريا، ولا سيما لجهة الشمال، علماً أن بعض المعلومات تفيد بأن طهران ستجري عملية إعادة تموضع في دمشق، والبادية السورية، وعلى الحدود مع العراق وفي حلب. ومن بين ما اتفق عليه بين الإيرانيين والسوريين والسعوديين، هو العمل على ضبط الحدود مع لبنان وإغلاق المعابر غير الشرعية، مقابل الإبقاء على المعابر الشرعية.

في هذا السياق، برز لبنانياً تحرك للسفير السعودي وليد البخاري، وسط انتظار لبناني لأي موقف سعودي جديد يرتبط بالاستحقاق الرئاسي وبكل تطورات المنطقة أيضاً. فلا يمكن للمعيار الرئاسي أن يكون منفرداً لدى السعودية أو إيران أو فرنسا، ولا بد من تقاطع بين كل هذه القوى. والأهم، أنه لا مجال لتجاوز الموقف الأميركي في هذا السياق. هذا وحده كفيل بالإشارة إلى أن كل ما يتعلق بالسياق الداخلي اللبناني لا بد له أن يكون مستمداً من الإيقاع الخارجي.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار