تعافي لبنان مُصيبة لبلدان الشرق الأوسط... بلد "ما بيزبط" لا بالصراعات ولا بالتسويات! | أخبار اليوم

تعافي لبنان مُصيبة لبلدان الشرق الأوسط... بلد "ما بيزبط" لا بالصراعات ولا بالتسويات!

انطون الفتى | الجمعة 12 مايو 2023

مصدر: تركيبة حريات وديموقراطية وحقوق إنسان وازدهار غير مُفتَعَل

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تقترب الذكرى السنوية الأولى للانتخابات النيابية (15 أيار)، التي وُعِدنا بأنها ستغيّر "الأخضر واليابس"، وستنقلنا الى عصر جديد، والتي لم تُحدث أي فارق ملموس، انطلاقاً من أن مفاعيل نتائجها بقيت على الورق.

 

نار التغيير

وهي بذلك، انضمّت الى الوعود التي "أطربتنا" بين آب عام 2020، وأيلول عام 2021، والتي تمحورت حول أن تشكيل "حكومة مهمّة" (لم تبصر النّور، وذلك لصالح حكومة المُمكن والأمر الواقع التي تمّ تشكيلها في أيلول 2021)، سيُشعل الشرارة الأولى لنار التغيير في البلد.

وها نحن نقف على مشارف انتخابات رئاسية "مجهولة المصير" حتى الساعة، ووسط وعود وآمال وأحلام كثيرة في شأنها، فيما نحن نعلم سلفاً أنها لن تُدخل أي جديد الى يومياتنا "الانهيارية"، ولن تُصلح أي شيء، لا على الصعيد السياسي، ولا على مستوى التأثير في الملفات المالية والاقتصادية.

 

الأقلّ تأثيراً

فهذا هو لبنان، البلد "اللّي ما بيزبط"، لا باحترام المهل والمواعيد الدستورية، ولا بإجراء الاستحقاقات الديموقراطية. والبلد الذي لا يجد ذاته، لا في أوان احتدام المشاكل والصراعات الإقليمية، ولا في أزمنة التسويات، والاتّفاقات، والانفتاحات.

بلد "غريب عجيب"، انطلاقاً من كونه حاجة، وقيمة مُضافة في ما لو أُحسِنَ حكمه، والعمل السياسي والاقتصادي فيه. وهو البلد "النّقمة"، والعائق، وعنصر من عناصر الإزعاج، عندما يفشل الحكم فيه، والعمل على ملفاته، رغم كونه من أصغر بلدان المنطقة، والأقلّ تأثيراً فيها وفي العالم، على المستويات كافّة.

 

إيجابية وسلبية

اعتبر مصدر سياسي أن "هذا هو قدر لبنان لأنه بلد التنوُّع، والتجربة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة، حيث المجتمع المتنوّع الوحيد في الشرق الأوسط".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هذه عوامل إيجابية ممتازة، وسلبية في وقت واحد، تُبقيه على حافّة الانفجار، بانتظار إيجاد حلّ نهائي لتركيب دولة فعلية فيه، تُتيح المجال للحريات بأوسع مدى ممكن".

 

في وقت واحد

وشدّد المصدر على أن "تعافي لبنان الجدّي، بتركيبته المتعدّدة الحاليّة، هو مصيبة حقيقية وعمليّة لكل بلدان الشرق الأوسط، نظراً الى أن تلك الأخيرة لا تتمتّع بالتعدّدية، ولا بالديموقراطية. وهذا سبب أساسي في جعله (لبنان) يعاني من جراء كل الظروف التي تمرّ بها المنطقة".

وأوضح:"التعدّدية اللبنانية تؤذي الآخرين، وتدفعهم الى العمل بأقصى جهد لتكبيل ديموقراطيّته، والحريات فيه، ولمحاولة فرض غلبة لفريق لبناني على آخر، وعلى النظام اللبناني، وذلك تمهيداً لإفشال الصيغة اللبنانية، ولإظهار أنها غير فعّالة، وعاجزة عن النجاح في الحكم".

وختم:"التركيبة اللبنانية فضيحة بالنّسبة الى كل الدول المحيطة به، وهي تركيبة حريات، وديموقراطية، وحقوق إنسان، وازدهار غير مُفتَعَل، قائم على نموّ الفرد، ودعم مبادراته. بينما نجد الازدهار في محيطنا من دون حريات، ومن دون حقوق إنسان. فهذه هي هوية لبنان التي تشكّل ثروته و"نقمته" في وقت واحد".


انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة