البرلمان ينتظر جلسة "ليلة السكاكين الطويلة" | أخبار اليوم

البرلمان ينتظر جلسة "ليلة السكاكين الطويلة"

| الإثنين 05 يونيو 2023

الحديث عن الضمانات في الانتخابات في خانة التنظير السياسي

 "النهار"- رضوان عقيل

بدأت بالفعل عملية "حك الركب" في الانتخابات الرئاسية بعد وضوح توزع الكتل النيابية وانقسامها بين المرشحين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، مع وجود مجموعة لا بأس بها من النواب الذين لا يؤيّدون الرجلين وقد يتجهون الى الاقتراع لاسم ثالث أو ممارسة لعبة الأوراق البيضاء.

ولن يتأخر رئيس مجلس النواب نبيه بري في الدعوة للجلسة الانتخابية رقم 12 مع ترجيح التئامها في الأسبوع المقبل حيث سيتفرغ رؤساء الكتل ونوابهم لإجراء المزيد من الاتصالات وحسم الخيارات عند "المتأرجحين" منهم في حسم خياراتهم على مستوى عدد لا بأس به من النواب السنة الى كتلة الطاشناق. وتبقى كل الأنظار موجهة الى الجواب النهائي الذي ستعلنه كتلة "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط غداً الثلثاء مع ملاحظة بقاء الرئيس االسابق للحزب التقدمي وليد جنبلاط في الخارج طوال الأيام المقبلة.

ومن المفارقات في الجلسة المنتظرة أن تكتّل "لبنان القويّ" سيغادر فلك 8 آذار أو بالأحرى سيودّع ملعب "حزب الله" في مشهد لم يكن أكثر المعادين لهما في 2018 وفي عز أشهر الفراغ الرئاسي على مدار سنتين ونصف السنة قبل انتخاب العماد ميشال عون يتوقعون أن يصلا الى هذه الخلاصة حيث يقتربان من حدود الطلاق الذي انتظرته جهات عدة. لم يبق عند الحزب وحركة "أمل" من حلفاء مسيحيين سوى "تيار المردة" وعدد قليل من نواب هذا المكوّن.

تلقى بري سلسلة من الأسئلة في الداخل والخارج عن موعد دعوته لجلسة الانتخاب التي باتت في حكم المؤكدة بعد وضوح الخيط الأبيض من الخيط الأسود على مستوى وجود ترشيحين جدّيين من دون حسم الفريق المؤيد لفرنجية إن كان سيقترع له أم سيستعمل سلاح الورقة البيضاء حيث تبقى الخيارات مفتوحة عند الجهات الداعمة له تحت عنوان ممارسة اللعبة الديموقراطية وخصوصاً في الدورة الأولى التي ستظهر فيها قدرات كل جهة على الاقتراب من عتبة الـ65 صوتاً. ولا يملك أي من أزعور أو فرنجية تأمين هذا الرقم في الدورة الثانية إذا كُتب لها الانعقاد ولم يُطيّر نصابها، مع التذكير بأن "القوات" والكتائب سبق أن قالا إنهما سيلجآن الى خيار فرط النصاب إن كانا يضمنان وصول فرنجية أو أي مرشح من الممانعة الى الرئاسة.

ولا تخفي هنا أي من الكتل أنها في موقع لا يدعو الى الاطمئنان سوى الدخول في لعبة التحدّي وتهشيم المرشح الآخر على طريقة لعبة الملاكمة وتطبيق قاعدة الضربة القاضية.

وتستعجل بكركي انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا ما شدّد عليه البطريرك بشارة الراعي في فرنسا على مسمع الرئيس إيمانويل ماكرون. وإن كانت بكركي تسعى الى مواصلة الحوار مع الجميع فلم يظهر أي معطى جديد بينها وبين عين التينة سوى الحديث عن زيارة موفد للكنيسة المارونية وطلب موعد للقاء برّي والاستماع إليه. وبعد رسوّ المواجهة بين فرنجية وأزعور – حتى الآن – أصبح لكل فريق حججه ولا سيما عند الدخول في مسألة الميثاقية على أن تكون على أساس الطوائف لا المذاهب. وإن كان من يتسلح بميثاقية 27 نائباً شيعياً سيحجبون أصواتهم عن أزعور أو غيره تخرج أصوات في المقابل وتردّ على هذا الطرح بأن فرنجية أو سواه هل من المنطق أن يحصل على حفنة من أصوات المسيحيين، ولا سيما من طائفته المارونية التي تحتل تمثيل الرئاسة الاولى في البلد؟ ويبقى الحديث عن الضمانات في الانتخابات في خانة التنظير السياسي. وكان النائب جبران باسيل أول من أعلن أن تكتله سيقترع لأزعور وعندما يقول باسيل إنه لا يقبل فرض رئيس عليه، فإن المؤيدين لفرنجية يرفضون في المقابل فرض رئيس عليهم وهم يرون أزعور صورة طبق الأصل عن النائب ميشال معوّض.

وفي قراءة حصيلة جلسة الانتخاب المقبلة لا يبدو أن أيّاً من فريقي أزعور وفرنجية سيخرج منتصراً ويحجز الرئاسة الأولى مع تبيان أن المعادلة الفرنسية في السباق الرئاسي لم تعد على حالها بعدما اهتزت وخسرت جملة من عناصر قوتها إثر بروز جملة من العوامل غير المساعدة لفرنجية. وستظهر معطيات أخرى على طاولة "المجموعة الخماسية" التي من المتوقع أن تلتقي في الدوحة بعد منتصف الجاري وستقرأ مكوّنات عواصمها بعناية حصيلة الجلسة الانتخابية والتوجهات الرئاسية التي اتّخذها أفرقاء المعركة الرئاسية. وبدأت من اليوم عملية الدخول في حسابات الربح والخسارة، ولا سيما عن طرفي ثنائي الحزب والحركة حسث سيخسر الأول تحالفه مع "التيار الوطني الحر" الذي لم يلبّ خيار السير بفرنجية الذي عمل جاهداً على السير بالتقاطع المسيحي الأكبر المؤيد لأزعور بالتعاون مع "القوات" والكتائب وكتلة "تجدّد" وعدد من النواب "التغييريين".

ويكون الثنائي هنا قد ذهبت محاولات تعويله على إمكانية سير العونيين بفرنجية ونيله أصوات الحزب التقدمي الاشتراكي. وحصلت قراءة خاطئة من طرف الثنائي لتوجّهات تكتل "لبنان القوي" ومصير الأصوات الدرزية التي تشغل وجهتها الجميع.
وإن كانت حال المؤيّدين لزعيم "تيار المردة" على هذا النحو، فإن الجهات التي ستقترع لأزعور تعرف سلفاً أنها غير قادرة على إنجاحه. وإن كان عقد جلسة انتخاب أمراً مهماً فإن الأهم وهو انتخاب رئيس جمهورية، يبقى بعيد المنال حتى الآن رغم كل هذه الحرارة الداخلية التي دبّت في الاستحقاق.

جلسة الانتخابات المقبلة ستشهد جلسة "ليلة السكاكين الطويلة" المتبادلة وضمن الفريق الواحد ولو تحت قبة برلمان أنتجه قانون انتخاب يحمل في طيّاته بذور الانقسام والتفرقة!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار